اليوم العالمي لحرية الصحافة: وقفة تضامنية مع الإعلاميين الصحراويين القابعين في سجون المحتل المغربي

بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) – نظم اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، اليوم الجمعة بمخيم اللاجئين الصحراويين بوجدور، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف لـ 3 مايو من كل عام، وقفة تضامنية مع الإعلاميين الصحراويين القابعين في سجون المحتل المغربي وكل الصحفيين عبر العالم الذين يساندون القضية الصحراوية العادلة.

وشارك في هذه الوقفة التضامنية أمام مقر اتحاد النساء الصحراويات بمخيم اللاجئين بوجدور، عشرات الصحفيين يمثلون 22 دولة من بينها الجزائر وتونس وكوبا واسبانيا وروسيا وتونس ولبنان وسوريا وغيرهم من المشاركين في الندوة الدولية الإعلامية للتضامن مع الشعب الصحراوي (2- 3 مايو)، إحياء لليوم العالمي لحرية الصحافة و”تعبيرا عن التضامن الكامل مع الصحفيين الصحراويين المعتقلين في السجون المغربية بسبب التزامهم بالقضية الصحراوية العادلة” وأيضا “مساندة لبعض الصحفيين المغربيين الذين يدفعون ثمن الحرية، على غرار عمر الراضي وسليمان الريسوني”، ناهيك عن التذكير بمعاناة الصحفيين الفلسطينيين الذين سقطوا شهداء جراء القصف الصهيوني على غزة”، حسب ما أكده الأمين العام لاتحاد الصحافيين والكتاب والأدباء الصحراويين، نفعي أحمد محمد.

وأضاف السيد نفعي، بأن هذه الوقفة التضامنية “فرصة نبعث من خلالها نداء من مخيمات اللاجئين الصحراويين لفتح المنطقة المغلقة في وجه البعثات الإعلامية، حيث تتعرض الصحراء الغربية إلى حصار إعلامي مطبق وذلك حجبا للحقيقة، إذ يمنع إثرها دخول كل إعلامي لم يأت وفقا للأجندات المغربية الاستعمارية في الصحراء الغربية”.

وأضاف المتحدث أن أعضاء اتحاد الصحفيين الصحراويين يعبرون أيضا بمناسبة هذه الوقفة عن تضامنهم مع زملائهم في كوبا التي تتعرض هي الأخرى إلى الحصار والتي أعلنت عن تضامنها الدائم واللامشروط مع كفاح الشعب الصحراوي واستعدادها لإيصال صوت الشعب الصحراوي للعالم.

وسجل رئيس وكالة الأنباء الكوبية “برنسا لاتينا” لويس انريكي قونثاليث أكوستا، حضوره في الوقفة التضامنية وتحدث عن تجربة الإعلاميين في كوبا مع الحصار وكيف أن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو مناسبة للتذكير بـ “القمع الذي يتعرض له الإعلام الصحراوي”.

كما ذكر المتحدث باتفاقية الشراكة والتضامن التي تجمع وكالة الأنباء الكوبية بوكالة الأنباء الجزائرية (وأج) وأيضا بوكالة الأنباء الصحراوية (واص)، معتبرا الندوة الاعلامية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي “فرصة لتعزيز الاتفاقية لمرافقة العمل الإعلامي للجمهورية الصحراوية وتعزيز جهود الدعم على كافة المستويات”.

وتواصلت أشغال الندوة الإعلامية الدولية بمخيم اللاجئين بوجدور، باستعراض الوضع الحقوقي في الصحراء الغربية وواقع المعتقلين السياسيين والإعلاميين الصحراويين في السجون المغربية، حيث أكد الصحفي عبد الكريم بركات، وهو صحفي ناشط داخل الأراضي المحتلة، بأن “مجموعة من الصحفيين الصحراويين قررت تأسيس مواقع لتعقب ورصد انتهاكات المحتل المغربي وفضحه أمام الرأي العام الدولي من منطلق وعيهم بأهمية الإعلام في تفنيد الأكاذيب المغربية، سواء عن طريق نشر وفضح ممارسة المحتل بصفة مباشرة أو وباستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نجحنا في تعرية تلك الجرائم لكننا أصبحنا مستهدفين”.

ويضيف في هذا الباب، بأن دولة المحتل المغربي “تمتلك آلة ضخمة لتشويه الحقائق، في المقابل يحاول الصحفيون الصحراويون مواجهة الفصل العنصري الممارس في حقهم وتحمل انتهاكات جسيمة مثل التعرض لمضايقات قطع الأرزاق ومنع الدراسة ومصادرة الهواتف النقالة والكاميرات وتلفيق تهم لا علاقة لها بالإعلام وكذا حرمانهم من حق التنقل بين المدن أو خارجها والتعنيف، إلى جانب تنفيذ هجومات سيبرانية على مواقع صحراوية والزج بالصحفيين تعسفا في السجون وهناك صحفيون محكوم عليهم بالمؤبد لأنهم فضحوا أطروحة المحتل المغربي وأسقطوها”.

من جهته، أعرب الصحفي علي سالم التامك حاجة الصحراويين إلى إعلام دولي يسلط الضوء على ما يتعرض إليه الصحفيون في الأرض المحتلة “لأن الاحتلال المغربي يرتكب هذه الجرائم في الظلام ومساندة الأحرار في العالم ستساعد الصحراويين في اختراق هذا الحصار وإظهاره للرأي العام الدولي”.

وقدمت السيدة سكينة أمعذور، شقيقة سجين الرأي الحسين البشير أمعذور، شهادتها الحية عن ظروف اعتقال شقيقها في سجن آسفي بالمغرب لمدة 12 سنة نافذة بعد أن تم ترحيله “قصرا” من اسبانيا، واعتبرت أخاها “نموذجا ومثالا حيا لآلاف المعتقلين الصحراويين الذين يقبعون في سجون الشرطة المغربية”.

وأكدت بأن المحتل المغربي “حرم أخاها من حقوقه الأساسية والتي يكفلها له القانون، بدءا من حق الزيارات والعلاج والاتصال بالأهل، ناهيك عن الضرر المعنوي والإحباط النفسي الذي أصاب كل العائلة بدءا من والدته المريضة التي لا تقوى على السفر بسبب بعد المسافة وتكلفة السفر وإلغاء حق الزيارة دون سابق إنذار وغيرها من المضايقات التي أثقلت كاهل العائلات الصحراوية”.