النهاية التعيسة لقادة التحالف الرئاسي

النهاية التعيسة لقادة التحالف الرئاسي - الجزائر

لن تنسى مخيلة الجزائريين الثامن من فيفري الماضي، حين أطلق قادة ما كان يعرف بالتحالف الرئاسي نداء “يترجون” بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة .. اليوم وبعد أربعة أشهر يتم تقديم ثلاثة منهم إلى المحكمة بتهم ارتكاب مخالفات أثناء ممارسة مهاهم الحكومية.

وكانت النيابة العامة لدى مجلس قضاء الجزائر، قد أحالت الأحد 26 ماي، الى النائب العام لدى المحكمة العليا، ملف التحقيق الابتدائي ضد أحمد أويحيى، بن يونس عمارة، وعمار غول إضافة إلى أسماء أخرى هي زعلان عبد الغني، تو عمار، بوجمعة طلعي، كريم جودي، ، بوعزقي عبد القادر، عبد السلام بوشوارب، عبد القادر زوخ، خنفار محمد جمال، عبد المالك سلال.

وينتظر أن يلتحق بهذه القائمة أيضا الأمين العام لجبهة التحرير الوطني السابق جمال ولد عباس، الذي كان له باع في انشاء التحالف الرئاسي والدعوة لعهدة خامسة، والذي تتم إجراءات رفع الحصانة عنه رفقة سعيد بركات الوزير السابق، على مستوى مجلس الأمة باعتباره سيناتور عن الثلث الرئاسي، لتلتحق الافلان بركب البقية.

ومع أنه لا يمكننا الحكم مسبقا عنهم، “فالمتهم بريئ الى أن تثبت إدانته”، غير أن الجميع يتفق على أنها نهاية محزنة لتحالف أنشئ في 7 نوفمبر من أجل فرض عهدة خامسة على الجزائريين، كما كان ينتظر منه أن يلعب دورا بارزا على شاكلة التحالف الرئاسي الذي رافق بوتفليقة من 2004 إلى 2012 قبل انشقاق حركة مجتمع السلم في أعقاب موجة الربيع العربي.

ولد هذا التحالف الجديد في وقت كانت فيه السلطة تترنح بين عدة خيارات حول انتخابات 18 أبريل: عهدة خامسة أم تمديد عهدة بوتفليقة الرابعة، فقد كانت صحة الرئيس مشكلة ، غير أن خرجات قادة هاته الأحزاب الأربعة كانت “تترجى” بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة، تحت حجة “الاستمرارية”، وكانوا يصرون على الإدعاء بأن صحة بوتفليقة جيدة، ويمكنه حكم بلاد بحجم قارة، باستثناء عمارة بن يونس الذي التزم الصمت الى غاية اللحظات الأخيرة قبل أن “يدخل الصف”.

كانت حماسة جمال ولد عباس أكبر من غيره، وربما كانت السبب في تغييره من على رأس الافلان، يوم 28 نوفمبر، ليحل محله معاذ بوشارب ، الذي تم تعيينه قبل شهر كرئيس للمجلس الشعبي الوطني ، في مسرحية سيئة الإخراج تابعها الجزائريون لأيام على المباشر، استعملت فيها السلاسل والأغلال والكادنة للإطاحة ببوحجة وتنصيب بوشارب مكانه، هذا الأخير زاد من جرعات التزلف فقد وصف بوتفليقة بأنه “نبي”.

في 19 ديسمبر، عقدت الأحزاب الأربعة اجتماعًا في مقر الرئاسة في زرالدة، تم خلاله الاتفاق على السعي إلى خروج “مشرف” لرئيس الدولة، لكن رفض المعارضة المصادقة على تمديد العهدة الرابعة لبوتفليقة أدى بحاشيته إلى اختيار تقديمه مرشحا لعهدة خامسة، وسارعت الافلان لتنظيم التجمع الشهير في القاعة البيضاوية، قبل أن يجهض حراك 22 فيفري كل مخططاتهم ويضعهم أمام العدالة.