الندوة ال49 للمنظمة الإفريقية للتأمينات بالجزائر: مشاركة قياسية مرتقبة للمهنيين والخبراء من 70 بلدا

الندوة ال49 للمنظمة الإفريقية للتأمينات بالجزائر: مشاركة قياسية مرتقبة للمهنيين والخبراء من 70 بلدا

الجزائر – ستشهد الندوة ال49 والجمعية العامة للمنظمة الافريقية للتأمينات التي ستنطلق اشغالها رسميا, غدا الاثنين بالجزائر العاصمة, مشاركة قياسية حيث يرتقب تسجيل نحو 1.800 مشارك من 70 بلدا لبحث تحديات التأمين والأمن الغذائي في افريقيا، حسبما أكده اليوم الاحد المنظمون.

وأوضح رئيس اتحاد شركات التامين وإعادة التأمين, يوسف بن ميسية, خلال ندوة صحفية, نظمت بمناسبة انعقاد هذا الحدث, ان هذه اللقاء سيعقد بمشاركة 1780 مندوبا يمثلون مختلف فروع صناعة التأمين وإعادة التأمين منهم 1.100 مشارك يمثلون 70 بلدا, لافتا الى أن الدورة ال48 التي جرت بكينيا العام الفارط عقدت بمشاركة 1500 مندوب.


إقرأ أيضا:    المنظمة الإفريقية للتأمينات: الجزائر تحتضن المؤتمر ال49 و الجمعية العامة من 27 الى 31 مايو


وأضاف السيد بن ميسية ان تنظيم هذه الندوة التي تعقد تحت شعار “مساهمة التأمين في تحديات الامن الغذائي في القارة الافريقية” -وتدوم أربعة أيام- يأتي في اطار خطة الاتحاد للمساهمة في حضور الجزائر واحتضانها الفعاليات الاقتصادية ذات البعد الدولي “وهو ما يدعم حضور الجزائر في القارة الافريقية”.

كما أبرز أن الاتحاد يسعى من خلال هذه الفعالية الى “ترقية مكانة السوق الجزائري للتأمينات على المستوى الدولي مع اغتنام فرصة حضور كبار المهنيين ورؤساء شركات التأمين والاخصائيين لتقاسم الخبرات والتجارب و تحيين المعارف والسماح لإطاراتنا بالاحتكاك مع نظرائهم الدوليين”.

وأكد المتحدث ان المشاركين في هذا الحدث المالي الدولي سيبحثون آفاق صناعة التأمين و إعادة التأمين في القارة على ضوء التحديات و التحولات الاقتصادية و الجيوسياسية الجارية في العالم, لا سيما التباطؤ الاقتصادي العالمي و تسارع التضخم و التغيرات المناخية مع تقديم الحلول التأمينية بالمناسبة.

وقال بن ميسية بهذا الخصوص: “ان قطاع التأمينات يملك الآليات والحلول للمخاطر المستجدة وهناك إرادة من خلال الندوة لتطوير شراكات مع الدول الافريقية أو عبر الجمعية العامة للمنظمة التي تحصي في عضويتها 371 شركة تأمين وإعادة تأمين”.

وعن سؤال بخصوص وضعية قطاع التأمين في القارة الافريقية الذي يعاني من قلة مساهمته في النمو الاقتصادي أوضح مسؤول الاتحاد ان الصناعة التأمينية في افريقيا برغم الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها غير أنها لا تساهم سوى ب1 بالمائة من رقم اعمال القطاع ككل عالميا وان التأمين الفلاحي لا يمثل سوى 4 بالمائة من حجم السوق الافريقي.

ويرجع الخبراء- يتابع السيد بن ميسية- هذا الوضع الى قلة الثقافة التأمينية الناتجة بدورها عن أسباب اقتصادية وثقافية خاصة بالقارة و ضعف المداخيل مؤكدا ان القطاع عبر شركات التأمين له حلول لمواجهة هذا الوضع من خلال المنتجات التأمينية المتناهية الصغر ومقترح انشاء أنظمة تأمينية بين القطاعين العمومي والخاص تسمح للدولة بدعم وتشجيع المواطنين والمتعاملين على اكتتاب عقود تأمين.

وأضاف ان رقم اعمال قطاع التأمين وإعادة التأمين في افريقيا سجل العام الفارط نحو 70 مليار دولار وهو ما يعد مبلغا قليلا مقارنة مع القدرات التي تزخر بها القارة.

 

الجزائر ستتسلم رئاسة المنظمة

 

وسيتطرق المؤتمرون أيضا الى تطوير التأمين على الكوارث الطبيعية لافتا بهذا الخصوص الى ان نظام التأمين الجزائري المتعلق بهذه الشعبة والذي تم تفعيله سنة 2003 يجب ان يعاد النظر فيه “كونه لم يعط النتائج المرجوة”, موضحا أن السلطات العمومية برمجت ادخال تعديل على الامر المتعلق بالتأمين على الكوارث الطبيعية.


إقرأ أيضا:   المنظمة الإفريقية للتأمينات: اجتماع عمل بالجزائر للتحضير للدورة ال 49 للجمعية العامة


وحسب السيد بن ميسية فقد سجل قطاع التأمينات في الجزائر سنة 2022 رقم اعمال بنحو 155 مليار دج بنسبة ارتفاع تقدر بحوالي 6 بالمائة مقارنة مع 2021 وهي نسبة “لا بأس بها ومرشحة للارتفاع مع الانتعاش الاقتصادي المسجل”, مضيفا بالمقابل ان شركات التأمين الجزائرية عليها ان تحضر نفسها لولوج الاسواق الاجنبية, لاسيما الافريقية مستقبلا خاصة لمرافقة المستثمرين و المصدرين الوطنيين.

من جهته أبرز حسان خليفاتي نائب رئيس الاتحاد أهمية مثل هذه الندوات حيث انه يأتي بعد احتضان الجزائر للدورة ال33 للجمعية العربية للتأمينات (بوهران) التي شهدت مشاركة قياسية أيضا وهو ما شأنه “ان يعطي إضافة لاطاراتنا و خبرائنا ولصورة الجزائر أيضا على الصعيدين القاري و الدولي”.

وأوضح ان تنظيم الندوة في الجزائر يأتي في سياق عودة الجزائر الى مكانتها الافريقية في السنوات الأخيرة, مؤكدا ان محور اللقاء الذي يركز على الامن الغذائي “يتماشى والخيارات الاستراتيجية التي تسعى الجزائر الى تجسيدها الا وهي الامن القومي و الامن الصحي و الامن الغذائي و الامن الطاقوي و الامن الرقمي”.

كما أفاد خليفاتي ان تسلم الجزائر للرئاسة السنوية للمنظمة خلال اشغال الجمعية العامة ستكون فرصة لتجسيد ومتابعة التوصيات التي ستخرج بها الندوة والتي ستكون ذات طابع عملي.

ولفت المتحدث من جانب اخر إلى انه بالنظر الى ضعف التأمين الفلاحي الذي لا تتعدى نسبته 2 بالمائة من انتاج القطاع بالجزائر من الضروري على شركات التامين والسلطات العمومية التدخل لاستحداث آليات قانونية وتأمينية للتأمين على الاخطار الفلاحية, لا سيما المتعلقة منها بالكوارث الطبيعية والمناخية.

ووفق برنامج الندوة فستركز الجلسات على جملة من المحاور منها مواجهة مخاطر التغيرات المناخية على الامن الغذائي، و تطوير التأمين المتناهي الصغر، وتطوير التشريعات لتسهيل الولوج الى المنتجات التأمينية.

وستعقد الجمعية العامة للمنظمة يوم الأربعاء المقبل على ان تجرى اجتماعات أخرى على هامش الندوة والتي تخص أساسا جمعية المكونين الافارقة في مجال التامين، و اجتماع لجمعية شركات إعادة التأمين وكذا اجتماع اخر للمتعاملين في مجال التأمينات في القارة.