المهرجان الوطني التاسع لإبداعات المرأة: الأزياء والحلي في قلب الفعاليات

المهرجان الوطني التاسع لإبداعات المرأة: الأزياء والحلي في قلب الفعاليات

الجزائر – تعرف الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة, التي افتتحت فعالياتها الخميس الماضي بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة, حضور العديد من الحرفيات المبدعات اللائي يعرض للزوار منتوجات تقليدية متنوعة تخص المرأة, وخصوصا في مجال الأزياء والحلي.

ويشارك في هذا المهرجان قرابة 50 حرفية ومصممة من عدة ولايات على غرار وهران, قسنطينة, تلمسان, البليدة وتمنراست, إذ تقدم الحرفية بلقاسم هند من العاصمة مجموعة من الحلي العصرية المستوحاة من الحلي التقليدية الجزائرية, على غرار خيط الروح العاصمي المصنوع من الفضة, وكذا أساور وقلادات من أشكال مختلفة, مستعملة في ذلك مواد أولية من قبيل الجوهر والعنبر وأيضا قطع “اللويز”.

وتحضر من جهتها كل عتيقة, من مركز التكوين والتعليم المهنيين الشهيد أحمد بوليفة بتوقرت, وهي مختصة في الطرز التقليدي اليدوي, بمنتوج متربصات المركز وهو عبارة عن مجموعة من الأزياء المعروفة بها  توقرت على غرار القشابية والقندورة, بالإضافة إلى الملحفة التقليدية بالولاية “الباخمار” الخاصة بالعروس.

ويقول المكلف بالإتصال بهذا المهرجان, أمين إيجر, أن المبدعات الحاضرات “يروجن بإبداعاتهن المعروضة للموروث الثقافي اللامادي الجزائري وخاصة اللباس والحلي, ويعملن بذلك على الحفاظ عليه من السرقة وإيصاله للأجيال اللاحقة باعتبارها من رموز الهوية الجزائرية, خصوصا أن الجزائر بلاد شاسعة المساحة وكل منطقة تتميز بموروثها الخاص بها ..”.

وبالإضافة إلى ما تقدمه هؤلاء المبدعات, فإن المهرجان يتميز أيضا بمعرض لأزياء تقليدية جزائرية قديمة يعود تاريخ بعضها لنهاية القرن التاسع عشر, إذ يقدم في هذا الإطار عبد القادر عطار من تلمسان, وهو عضو بجمعية الأصالة للفنون والصناعات التقليدية, عددا من الألبسة التقليدية القديمة القادمة من “عاصمة الزيانيين” ومعها إكسسواراتها, وهي من مقتنيات الجمعية, على غرار “أرفطان” (قفطان) يعود تاريخه لعام 1895 ومعه بلوزة المنسوج ومنديل وشاشية يعود تاريخها أيضا لفترات مختلفة.

كما يعرض أيضا السيد عطار “بلوزة الزعيم” المعروفة بها تلمسان يعود تاريخها للخمسينيات من القرن الماضي مصنوعة من قماش “البرارد” ومطروزة يدويا ب “العقيق” (العدسات), ومعها حليها التقليدية كالكرافاش والمسكية والخامسة بالإضافة ل “حايك الحبة” الذي يعود تاريخه لسنوات الثلاثينيات.

ويشارك من جهته محمد نذير شلالي من عنابة, وهو باحث في التراث الثقافي, بمجموعة من الألبسة القديمة الخاصة بمدينة عنابة تعود ملكيتها لعائلات عنابية على غرار قفطان يعود تاريخه لعام 1880 يتميز بطرز الفتلة بالخيط الذهبي, وأيضا قندورة يعود تاريخها إلى نفس العام تقريبا, وكذا ملحفة (تخليلة) خاص بالعروس.

ويقول شلالي أنه يعرض بالمهرجان “ست قطع قديمة تقدم لمحة عن تراث مدينة عنابة في مجال الأزياء”, مضيفا أن “الألبسة التقليدية الجزائرية القديمة لازالت الكثير من العائلات تحتفظ بها عبر الولايات ويعود تاريخها لعشرات السنين, وهي تحتاج إلى متاحف عبر المدن الكبرى لاحتوائها والحفاظ عليها من التلف ..”.

وتنظم الطبعة التاسعة لهذه التظاهرة تحت شعار “الأزياء والحلي, موروث حضاري عبر التاريخ”, وهذا تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون وفي إطار شهر التراث (18 أبريل- 18 مايو), وبالإضافة إلى إبداعات الحرفيات الحاضرات ومعرض الأزياء التقليدية القديمة فإنه بإمكان الزوار أيضا حضور عدة ورشات لصناعة الأزياء والحلي.

ويهدف المهرجان الوطني لإبداعات المرأة, الذي نظمت دورته الأولى في 2010, إلى التعريف بإبداعات وابتكارات المرأة الجزائرية, من مختلف الولايات, في مختلف مجالات الحرف والصناعات, ودورها الهام في نقل هذا التراث وحفظ الهوية الجزائرية.