المنظمة البحرية الدولية : الجزائر تدعو الى ترقية اليات التعاون الدولي لتقليص التلوث

لندن – دعت الجزائر مساء الثلاثاء بلندن امام الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية, الى ترقية اليات التعاون الدولي, من اجل تقليص التلوث و تحقيق الاهداف المحددة لآفاق 2050.

و جدد سفير الجزائر بلندن, نور الدين يزيد, الذي يرأس الوفد الجزائري الى اشغال الدورة ال33 للجمعية العامة, التأكيد في مداخلته على “انضمام بلادنا الى مبادئ المنظمة البحرية الدولية و التزامها بتحقيق اهداف و برامج المنظمة من اجل تسهيل الملاحة البحرية الدولية”.

و أشار السيد يزيد, في هذا الخصوص, الى الأهمية التي توليها الجزائر لتطوير و تحديث القطاع البحري, معددا اهم دوافع هذا الاهتمام و المتمثلة في موقع البلاد في جنوب المتوسط, و سواحلها التي يزيد طولها عن 2100 كلم و الاعتماد على النقل البحري في 95 % من مبادلاتها التجارية.

و قد قامت الجزائر من اجل ذلك, بإعداد “استراتيجية وطنية من اجل تجسيد الاليات القانونية التي اقرتها المنظمة البحرية الدولية, عبر استكمال اجراءات التصديق على عديد الاتفاقيات, منها تلك المتعلقة بأمن الحاويات و الاتفاقية الدولية لسنة 1969 حول قياس حمولة السفن”.

و في معرض تطرقه لعمل الحكومة من اجل تحديث القطاع البحري, اشار السيد يزيد الى تجسيد مخطط استراتيجي يتضمن خاصة تطوير المنشآت القاعدية اللازمة و التي سيكون لها تأثير ايجابي على التقدم الاقتصادي, على غرار ميناء الحمدانية الذي يتسع لأزيد من ستة مليون حاوية سنويا, و اعادة هيكلة ميناء جيجل, حيث تم ربط الاثنين بالطرق السيارة المنجزة.

كما تسعى السلطات الجزائرية -يضيف ذات المسؤول-, الى تكييف الترسانة القانونية في هذا المجال, حتى تصبح مواكبة للمقاييس الدولية, سيما عبر تجسيد توصيات بعثة المنظمة البحرية الدولية الى الجزائر في سنة 2019, و كذلك السهر على رفع جميع التحفظات المتضمنة في تقرير التدقيق المحاسبي.

و اعرب السفير في هذا الصدد, عن تقدير الجزائر للإجراءات التي اتخذتها المنظمة من اجل تقليص التلوث الناجم عن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الصادرة عن البواخر, ومنوها بروح المسؤولية و الالتزام الذي يحدو جميع الأطراف من اجل تبني الاستراتيجية المراجعة للمنظمة البحرية الدولية.

وتضم هذه الاستراتيجية آليات تراعي الفوارق بين البلدان من ناحية الامكانيات و المسؤوليات فضلا عن الاخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للشعوب دون المساس بحقها في التطور, يضيف السيد يزيد, مؤكدا تطلع الجزائر لتعزيز علاقاتها مع المنظمة في شتى المجالات و البيئة على وجه الخصوص.

أما فيما يتعلق بالإصلاح الداخلي للمنظمة البحرية الدولية، شدد الدبلوماسي على التزام الجزائر بالتعاون مع باقي الأعضاء في سبيل تحسين الهياكل و طرق عمل المنظمة حتى تكون “أكثر فعالية و شفافية” و مواكبة للتغيرات الحاصلة.

و اعتبر في هذا السياق توسيع المجلس و عهدته “نتاج ظهور دول تتطلع للعب دور فعال في المجال البحري و وضع أطر و قوانين منظمة للشؤون البحرية الدولية”.

و تستمر أشغال الدورة ال33 للجمعية العامة لمنظمة البحرية الدولية التي افتتحت يوم الاثنين الى غاية السادس من ديسمبر المقبل تناقش خلالها العديد من المسائل المتعلقة بالأمن البحري و حماية الوسط البحري و مشكل التلوث.

للتذكير تم انتخاب السيد آرسينيو دومينغيز (دولة باناما) امينا عاما جديدا للمنظمة خلفا للسيد كيتاك ليم (كوريا الجنوبية) الذي غادر منصبه بعد توليه لعهدتين.

و ستعكف الجمعية العامة يوم الجمعة المقبل على انتخاب أعضاء مجلس المنظمة.