المقاومة الشعبية لأحمد باي ضد الاستعمار الفرنسي موضوع ندوة بالجزائر العاصمة

الجزائر – شكل موضوع المقاومة الشعبية للحاج أحمد باي ضد الاحتلال الفرنسي موضوع ندوة بالجزائر العاصمة سلط خلالها باحثون و جامعيون الضوء على مختلف المعارك التي خاضها ضد الاحتلال الفرنسي.

و خلال هذه الندوة التي نظمت على هامش الطبعة الـ 55 لمعرض الجزائر الدولي,  من طرف سفارة تركيا (ضيف شرف الطبعة) بالجزائر بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”, اعتبر مدير مخبر الدراسات والأبحاث في الموروث العثماني في الجزائر التابع لجامعة الجزائر2, شكيب بن حفري, أن أحمد باي “واحد من رموز المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي”، متطرقا لمختلف المعارك التي خاضها ضد الاحتلال.

واستعرضت, من جهتها, فاطمة الزهراء قشي, من جامعة قسنطينة, جوانب من حياة أحمد باي, وليد قسنطينة سنة 1783 , حيث “ترعرع وسط عائلة حاكمة وعاش بين الريف والمدينة بين عائلته وتكون في الإدارة والفروسية وتدرج في المناصب والمسؤوليات إلى غاية سقوط مدينة الجزائر في يد الاحتلال الفرنسي عام 1830 حيث قرر منذ الساعات الأولى أن يتصدى لها ويقاوم توغلها في باقي المدن فدافع عن مدينة الجزائر ثم قسنطينة إلى آخر أيامه”.

وأضافت بأن أحمد باي “ترك لنا صورة الرجل المقاوم”, ناهيك عن أنه “كان يتحلى بعدة ميزات رفعت مكانته وسط السكان”, مشيرة أيضا إلى قراره بإلغاء الإتاوات الإضافية على السكان مع الإبقاء فقط على العشور والزكاة, وقد كان لهذا القرار -تقول- “أثر كبير” على السكان.

ومن جهته, تحدث الغالي العربي, من جامعة المدية عن مختلف المعارك التي خاضها أحمد باي ضد فرنسا الاستعمارية سواء في سيدي فرج أو سيدي خالف بسطاوالي و بقسنطينة, في حين دعا مشاركون آخرون إلى إعادة النظر في الكتابات التاريخية للمستعمر و الاعتماد على

الأرشيف المشترك والكتابات الحديثة والمعاصرة للتعريف بتاريخ و رموز المقاومة الشعبية.

و في هذا الصدد, قال سفير تركيا بالجزائر, السيد محمد مجاهد كوتشوك يلماز,  أشار ان هناك الأرشيف العثماني الموجود في إسطنبول يزخر بعدة وثائق جديرة بالبحث تتعلق بالتاريخ المشترك بين البلدين.

ودعا السفير الباحثين الجزائريين والأتراك إلى “إكمال مشوار البحث والدراسة لإظهار الحقيقة وتسليط الضوء على تلك النقاط الغامضة التي مازالت في تاريخنا المشترك, حتى نفهم ماذا وقع, ونبني عليها, لأن علاقتنا قوية والصداقة تجمع بين شعبينا, ولابد من إدراك تلك الحقيقة وأخذ العبرة منها”.

وكان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد أشرف الاثنين الماضي بقصر المعارض بالصنوبر البحري على افتتاح الطبعة الـ 55 لمعرض الجزائر الدولي التي تشارك فيها تركيا كضيف شرف.