المغرب: معتقل الرأي سليمان الريسوني يواصل اضرابه عن الطعام في ظل تدهور وضعه الصحي

الرباط – يواصل معتقل الرأي الصحفي المغربي, سليمان الريسوني اضرابه عن الطعام لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على تعرضه لممارسات التضييق  و الاجهاز على حقوقه الأساسية داخل السجن, في ظل تدهور حالته الصحية, ما أثار مخاوف المنظمات الحقوقية وعائلته.

و وسط إصرار الريسوني على مواصلة اضرابه المفتوح عن الطعام, أطلقت عدة هيئات حقوقية مغربية مناشدة له لثنيه عن ذلك لما قد ينجر من عواقب وخيمة على صحته.

و في هذا الإطار أعربت “اللجنة المحلية بالدار البيضاء للتضامن مع المعتقلين السياسيين” عن تضامنها اللامشروط مع الصحافي سليمان الريسوني, منددة بموقف مندوبية السجون “المخزي”, التي وجهت اتهامات تتضمن إيحاءات ب”التخوين” في حق سليمان الريسوني والمتضامنين معه.

و دعت اللجنة في بيان أمس الاثنين, إلى “رفع كافة أشكال التضييق على حقوقه”, كما ناشدته “تعليق إضرابه عن الطعام حفاظا على صحته”, مطالبة مجددا كل الأطراف المعنية  ب”العمل على تكثيف الجهود من أجل إطلاق سراح كل معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين وتحسين ظروف الاعتقال والاحتجاز”.

و أكدت الهيئة الحقوقية أن “إنهاء الاعتقال بسبب الرأي هو أولى خطوات مراجعة القرارات المنافية لحقوق الإنسان”, مشددة على ,”ضرورة احترام الحقوق الأساسية للمواطنين ,بما في ذلك حرية التعبير وحرية الرأي ووقف الخطابات الرسمية التي تتناقض مع الواقع”.

من جهتها ,حملت “الهيئة الوطنية لمساندة معتقلي الرأي و ضحايا انتهاك حرية التعبير بالمغرب”, السلطات مسؤولية الوضع الصحي المتأزم للصحفي المعتقل سليمان الريسوني, على خلفية دخوله مرة أخرى في اضراب مفتوح تنديدا بالانتهاكات الممارسة في حقه و حرمانه من ابسط حقوقه التي ينص عليها القانون, مطالبة اياها بإطلاق سراحه وسراح كافة المعتقلين السياسيين.

و في السياق, كشفت خلود المختاري, زوجة الريسوني في تصريح أمس الاثنين أن “أولى الأخبار قادمة من زنزانة سليمان في السجن تشير إلى فقدانه للوزن جراء الإضراب عن الطعام الذي يخوضه”, معبرة عن خشيتها من تدهور وضعه الصحي في حالة تمسكه بالاستمرار في “معركة الأمعاء الفارغة” بالقول: “إذا تجاوز عشرة أيام سيصبح وضعه كارثيا ونحن غير قادرون على فواجع”.

و حذرت المختاري, من تفاقم الوضع الصحي لزوجها, مشيرة إلى أن هذا الأخير “لا زال يعاني من مخلفات الإضراب السابق عن الطعام الذي كان قد خاضه لـ122 يوما, اذ أن العائلة كانت تتطلع لعرضه على أطباء مختصين في أمراض الأعصاب لاستكمال مسيرة علاجه, ليدخل مجددا في إضراب, الامر الذي ينذر بتفاقم وضعه الصحي”.

و على الرغم من كل ما يلف وضعه الصحي وهو يخوض إضراب جديد عن الطعام, فإن الريسوني يقرن إيقاف إضرابه بالإفراج عن رسالة كان قد كتبها والتي تقول زوجته أنها بقيت “عالقة بيد المسؤولين”, ليبقى إضراب سليمان مفتوحا إلى “حين ظهورها”, مشيرة إلى أن دفاع زوجها “يخوض منذ الأسبوع الماضي جهودا لإقناعه بالعدول عن مسار الإضراب عن الطعام”.

و أمام تمسك زوجها بموقفه, ناشدت خلود المختاري المسؤولين للإفراج عن الرسالة التي كتبها لأن مصيرها “أصبح مرتبطا بمصير حياته”.

و قالت في السياق: “أطلقنا مناشدات وننتظر من الدفاع تكثيفها لثنيه, ومطلبي الوحيد كزوجة أن تفرج النيابة العامة أو السلطة القضائية على رسالة سليمان, لأنها مرتبطة بحياته ومصيره ووضعيته الصحية والنفسية والوضع العام للعائلة والطاقم الصحافي الذي ينتمي إليه”.

و كانت السيدة مختاري, قد أعلنت عن دخول زوجها المعتقل في اضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس الماضي, مشير ة إلى أن الخطوة “جاءت احتجاجا على منعه من التراسل”, بعد ما أقدمت ادارة السجون على تمزيق كتبه ورسائله ومشروع روايته.

و يقضي سليمان الريسوني, حكما لمدة 5 سنوات سجنا نافذا و هو ما تعتبره جهات و منظمات حقوقية مغربية و دولية “انتقاميا” بسبب آرائه السياسية المنتقدة للنظام المغربي.

اقرأ المزيد