المغرب: عدم التوصل بدعم الدولة وسوء الاحوال الجوية يزيد من معاناة المتضررين من الزلزال

 

الرباط – ارتفعت المخاوف لدى ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب في سبتمبر الماضي ودمر معظم مساكن سكان إقليم الحوز (جنوب غرب المملكة), في ظل سكوت الدولة عن معاناتهم التي زادت تأزما بعد أن ساءت الاحوال الجوية وفي ظل عدم توصلهم بدعم يمكنهم من حياة كريمة.

و اكدت تقارير محلية أن معاناة سكان “الأطلس الكبير” لازالت مستمرة, فبعد أن دمرت هزات زلزال الثامن من سبتمبر العنيفة منازلهم, جاءت زخات المطر القوية في فصل الشتاء لتعيد رعب ليلة الزلزال من زاوية أخرى وفي غياب تام لأسقف آمنة.

و استنادا للتقارير, فإن “المتضررين من الزلزال يعيشون دائما في خيم لا تحفظ الكرامة ولا توفر أدنى شروط السكن اللائق, ليجدوا انفسهم من جديد في مواجهة الظروف الجوية, ووجها لوجه مع الأمطار التي أغرقت الخيام والرياح القوية التي اقتلعت جزء منها, ولم تسلم منها حتى الأقسام التي تم تركيبها بالمنطقة لتدريس الأطفال”.

و يؤكد المتضررون انه و رغم توالي النداءات والمطالب بالتدخل الحكومي من أجل إيجاد حلول عاجلة للمعاناة التي يتخبطون فيها منذ أشهر, إلا أن “الأمر يظل على حاله, وتكتفي الحكومة بتصريحات تعلن فيها عن نجاحها في تدبير ملف ضحايا الزلزال, وصرف الدعم للمستحقين”.

و تجددت مخاوف سكان المناطق المتضررة من الزلزال الذي دمر معظم مساكن إقليم الحوز, مع آخر نشرة إنذارية لمديرية الأرصاد الجوية التي توقعت هطول زخات ورياح مطرية قوية, مصاحبة لتناثر الغبار, منذ امس الجمعة بعدد من المناطق بالمغرب.

هذه المعاناة عكستها صور تناقلتها عدد من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي, تظهر الأقسام الدراسية البلاستيكية المركبة وهي معرضة لخطر الاقتلاع, بسبب اشتداد سرعة الرياح.

في هذا الصدد, قال محمد الديش, رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل في تصريح صحفي, أمس الجمعة, أنه “على الرغم من تنبيهات الائتلاف المتكررة حول سوء وضعية وسائل الإيواء المؤقتة في المناطق المنكوبة, إلا أن معاناة الساكنة المتضررة آخذة في التفاقم جراء برودة الطقس خلال فصل الشتاء”.

و اكد المتحدث “افتقاد الساكنة المتضررة للحد الأدنى من الكرامة الإنسانية في ظل انعدام تأكيدات رسمية بتوفير حجرات أو أقسام خاصة تستطيع الصمود أمام موجة البرد القارس”.

و كان الائتلاف المدني من أجل الجبل قد انتقد بشدة ما باتت تعرفه المناطق الجبلية في المغرب من معاناة, لافتا إلى أنه “يتابع بقلق شديد وضعية ساكنة المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال, لاسيما في ظل موجة البرد الشديد وانخفاض درجة الحرارة التي يعرفها المغرب مؤخرا”.

من جهتها, أبرزت المنسقة الإقليمية للإئتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز, نجية آيت امحند, حجم معاناة سكان المناطق التي تضررت بسبب زلزال الأطلس الكبير, و انتقدت الظروف التي يتخبطون فيها و استمرار اتخاذهم للخيام, مساكن لهم بعد تهدم منازلهم, خاصة في ظل موجة البرد التي كانت قاسية بشدة عليهم.

و انتقدت الفاعلة الجمعوية في قضايا سكان الجبل دعم الدولة الضعيف والذي “يقتصر على توفير خيام فقط, وحتى الجمعيات المتطوعة لا تستطع توفير المزيد من المنازل المتنقلة بسبب غلاء تكلفة تصنيعها ونقلها إلى الدواوير المتضررة”.

و في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه الأسر المتضررة مع اشتداد قساوة المناخ, خرج العشرات من المواطنين أول أمس الخميس, من منطقة ثلاث نيعقوب في مسيرة احتجاجية صوب عمالة إقليم الحوز, للتنديد بوضعهم والمطالبة بحقهم في الدعم.

و ذكرت تقارير محلية ان “المحتجين قطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام من دواويرهم إلى مقر العمالة, واضطروا للمبيت في العراء على قارعة الطريق, دون فراش ولا غطاء, وجددوا احتجاجهم صباح أمس الجمعة أمام العمالة دون أن يستجيب لمطالبهم أحد, ودون أن يتم استقبالهم”.

و اشتكى المحتجون من رفض طلباتهم للحصول على الدعم المخصص للضحايا ودون تعليل, وعدم وجود من يستقبلهم ويستمع لمشاكلهم, ويحاول مساعدتهم في هذا الوضع, مؤكدين أنهم لم يصلهم من البرامج وأموال الدعم المخصصة للمنطقة سوى “الكلام والشعارات الفارغة”.

و التمس المواطنون المتضررون تدخلا عاجلا من أجل رفع التهميش والقهر عنهم, وإيجاد حلول لعائلاتهم التي تعيش في العراء والخلاء, في ظل غياب المسؤولين.

اقرأ المزيد