المسيلة: توافد كبير على زلابية بذور الصنوبر بجبل أمساعد

المسيلة: توافد كبير على زلابية بذور الصنوبر بجبل أمساعد

المسيلة – تشهد محلات صنع الحلويات التقليدية في ولاية المسيلة، مع حلول شهر رمضان، إقبالا ملحوظا، خاصة حلوى الزلابية و هي الأكلة الأشهر في هذه المحلات. و تتميز حلوى الزلابية باختلاف طريقة تقديمها من منطقة لأخرى و هو ما تم الوقوف عليه في منطقة جبل امساعد جنوب الولاية، و هي المنطقة المعروفة بتحضير زلابية بذور الصنوبر (الزقوقو).

وتنتشر محلات تحضير زلابية “الزقوقو” عبر بلدية جبل أمساعد الجبلية التي تتحول إلى وجهة مفضلة لمستهلكي هذا النوع من الزلابية خلال شهر رمضان الفضيل .

وتشتهر حلوى زلابية “الزقوقو” بمكوناتها المختلفة و هو ما أوضحه محمد بن علية، من أشهر الحرفيين في المنطقة الذي قال: “نحضر العجين بشكل عادي ونتركه يخمر ثم نضع بذور الصنوبر الجافة و نضيف إليها الفول السوداني المرحي و البيض و ماء الورد”. مضيفا: “نمزج الخليط جيدا و نقوم بطهيه في شكل دائري أو بحجم أخر حسب طلب الزبون”.

وأبرز المتحدث أن ”تحضير زلابية بذور الصنوبر عرف تنوعا ومذاقا مختلفا عن الزلابية العادية. و هو ما أكده حمزة الذي قال أن “الزلابية المحلية تستمد ذوقها من بذور الصنوبر و المكسرات و حتى العسل الذي تحلى به تضاف إليه شرائح البرتقال و الليمون لتضفي عليه نكهة اضافية”.

تحافظ حلوى الزلابية في جبل امساعد على مكانتها منذ القدم و ذلك لبساطة مكوناتها المأخوذة من طبيعة المنطقة، و هو ما صرح به الحرفي بن علية حينما أكد أن “مكونات الزلابية المحلية مستخلصة من طبيعة المنطقة. فبذور الصنوبر نجمعها من شجر الصنوبر في الغابة المتواجدة بمحاذاة مدينة جبل امساعد”، مضيفا أن”هذه الحرفة متوارثة عبر الأجيال و تقليد يثبت نفسه مع حلول شهر رمضان”.

وتمتاز زلابية جبل امساعد، التي تباع بما يزيد عن 300 دج للكلغ الواحد، بطريقة تقديمها و حجمها الكبير و هو ما يشرحه محمد بن علية بقيامه بتقديم الزلابية بطريقة مميزة، بعد طهيها و وضعها في العسل وتزيينها بالمكسرات المرحية وشرائح البرتقال كديكور أخير قبل تقديمها للزبون.

وأفاد السيد بن علية في هذا السياق بأن ”من مميزات زلابية المنطقة حجمها الكبير الذي يصل في بعض الأحيان وزن الحبة الواحدة إلى حوالي كيلو غرام فيما يقل عن ذلك حسب طلب الزبون و رغبته”.

 

        == توافد كبير و إقبال واسع على اقتناء زلابية الزقوقو==

 

تعرف محلات تحضير زلابية بذور الصنوبر في جبل امساعد توافدا كبيرا للمواطنين من مختلف المناطق، خاصة تلك الواقعة بالولاية. بالقرب من بائع لهذه الحلويات التقت “واج” بالتوفيق. ل،  وهو شاب من بوسعادة فضل التنقل لمسافة فاقت 30 كم لاقتناء الزلابية، حيث صرح في هذا الشأن بأن “زلابية جبل امساعد مميزة بذوقها و حتى طريقة تقديمها ما يجعله يتنقل بشكل شبه يومي من بوسعادة لاقتنائها”.

ومن جهته، عبر صلاح الدين، وهو كذلك من المعتادين على المتجر، بأن ”ذوق زلابية الزقوقو مختلف عن التقليدية، و سر ذلك في طريقة تحضيرها”، موضحا أنه لا يمكنه الاستغناء عنها خلال الشهر الفضيل.

مواطنون كثيرون من خارج الولاية إلتقيناهم بجبل أمساعد، و إسماعيل أحدهم، قدم من الجلفة لتذوق هذه الزلابية و قال في السياق “أتيت من بعيد لتذوق هذه الزلابية، حيث سمعت عنها الكثير و عن طريقة تحضيرها ومذاقها المميز”.

ويحصل صانعو الزلابية على “الزقوقو” من بعض الموردين الذين يؤكدون في عمومهم على أنه للحصول على الكميات اللازمة من بذور الصنوبر يتطلب مجهودا كبيرا يبدأ من خلال البحث عن ثمار الصنوبر وتصفيفها بشكل عمودي ومقابلتها لأشعة الشمس لمدة زمنية معينة حتى تفتح جيوب الثمرة التي تستخلص منها البذور بضربها على جسم صلب غالبا ما يكون حجرا.

وإذا ما أريد الحصول سريعا على حبات “الزقوقو” فانه يتم تعريض ثمرة الصنوبر الى الحرارة العالية كوضعها قرب النار ما يتيح تفتح جيوب الثمرة بسرعة.

وللعلم فانه بالنظر لصعوبة الحصول على كميات كبيرة من “الزقوقو” فان سعر الكلغ الواحد منها يتجاوز الثلاثة ألاف دينار.

اقرأ المزيد