المرأة الجزائرية شكلت السد المنيع أمام محاولات المستعمر لطمس هوية المجتمع الجزائري

البليدة – أجمع اليوم الخميس مشاركون في أشغال يوم دراسي بعنوان “المرأة الجزائرية في مواجهة الاحتلال الفرنسي… صمود و تحدي” أن المرأة الجزائرية كانت السد المنيع أمام جميع محاولات الاستعمار الفرنسي منذ أن وطأت أقدامه أرض الوطن لطمس و مسخ هوية و مقومات المجتمع الجزائري.

وأكد المشاركون في هذا اللقاء المنظم تحت شعار “بالأمس مجاهدة و اليوم مشيدة” بمناسبة إحياء الذكرى ال70 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954 أن المرأة الجزائرية لعبت أدوارا هامة في الحفاظ على هوية و ثوابت الشعب الجزائري التي حاول المستعمر بكل الطرق طمسها.

وفي هذا الصدد, تطرقت الدكتورة المختصة في التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة خميس مليانة (ولاية عين الدفلى) حياة سيدي صالح, في محاضرتها التي حملت عنوان “المرأة الجزائرية في مواجهة الاحتلال الفرنسي صمود و تحدي” إلى مخططات الاستعمار الفرنسي منذ دخوله الجزائر التي استهدفت المرأة باعتبارها المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية و تربية الثوار و المقاومين.

وقالت أن الاحتلال حاول بكل الطرق الوصول إليها خاصة و أن الرجل الجزائري كان حريصا على حمايتها من العنصر الأجنبي من خلال الحد من خروجها من المنزل لوحدها حيث عمدت فرنسا سنة 1868 إلى تأسيس جمعية “الأخوات البيض” التي كانت أهدافها المعلنة الدخول إلى منازل الجزائريين بحجة تعليم النساء حرف تقليدية كالخياطة و الطرز غير أن أهدافها الخفية كان التأثير عليهن و تغيير أفكارهن و معتقداتهن و هي المحاولات التي باءت بالفشل.

وبعد اندلاع الثورة التحريرية لعبت المرأة أدوارا عديدة منها مواصلة تربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن و نبذ المستعمر, و تواجدها رفقة اخوانها المجاهدين في الجبال من خلال المشاركة في العمليات الفدائية و كذا تقديم خدمات أخرى كالتمريض.

بدورها, تطرقت رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة “قاصدي مرباح” بورقلة الأستاذة خديجة عنيشل, في محاضرتها إلى مساهمة المرأة في نيل استقلال الوطن سواء من خلال نجاحها في الحفاظ على ثوابت و مقومات و هوية الشعب الجزائري أو حمل السلاح و مجابهة المستعمر.

وأكدت ذات المتحدثة, أن المرأة الجزائرية قدمت أروع مثال في النضال والصمود لافتة إلى أن العديد من المؤرخين الفرنسيين تطرقوا إلى شجاعتها و صمودها في وجه بطش و ظلم المستعمر الفرنسي الذي أخضعها إلى كافة أشكال التعذيب مثلها مثل باقي المجاهدين إلا أنها أظهرت صمودا و قوة أبهرت جنرالات فرنسا.

وتطرق المشاركون في هذا اليوم الدراسي للعديد من الأمثلة لنساء و مجاهدات شكلن مثالا للتحدي و الصمود في وجه مستعمر لا يفرق بين امرأة و رجل و مسن و طفل.