المجلس الأعلى للشباب/ يوم دراسي حول “ثقافة المناصرة” : الخروج بعدة توصيات لمحاربة ظاهرة العنف في الملاعب

الجزائر – خرج المشاركون في اليوم الدراسي حول “ثقافة المناصرة : الواقع والرهانات”, الذي نظمته لجنة الثقافة والرياضة والترفيه والسياحة وحركية الشباب التابعة المجلس الأعلى للشباب اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة, بعدد من التوصيات تهدف الى محاربة ظاهرة العنف في الملاعب والحد من توسعها وانتشارها.

وعقب انتهاء الورشات التي احتضنتها قاعة المحاضرات للمركب الأولمبي –محمد بوضياف-, خلص المشاركون الى عدد من النقاط التي شددوا على وجوب إعادة النظر فيها لا سيما فيما يتعلق بالجانبين التنظيمي للمباريات والقانوني, مع ضرورة التكوين الحقيقي لأعوان الملاعب .

كما نبه الحاضرون الى الشق الاعلامي والتصريحات الاعلامية التي قد تساهم في تأجيج الوضع, فضلا عن المطالبة بتوثيق الصفحات الرسمية للأندية تفاديا للوقوع في فخ الصفحات المشبوهة التي تجر الجماهير وتحرضهم على العنف, والعمل على التحسيس من مخاطر هذه الظاهرة.

وحول الجانب التنظيمي  طالب المحاضرون بالاستعداد للموسم الرياضي قبل بدايته بالتنسيق مع الفاعلين لتقليل النقائص المسجلة, فضلا عن تدعيم المنشآت الرياضية بتقنيات الرقمنة على غرار إنشاء أرضية لحجز المقاعد في المدرجات وصيانة وتحسين نوعية المرافق.

كما ألح المشاركون على ضرورة “تجهيز الملاعب بكاميرات مراقبة من مختلف الزوايا, وإعداد الإجراءات الوقائية في الملاعب, وكذا تفعيل قوائم الممنوعين من دخول المنشآت الرياضية”.

ومن الناحية القانونية, شدد المتدخلون على أهمية “تفعيل القوانين المتعلقة بأعوان الملاعب و تكوينهم للمحافظة على الامن الداخلي للملاعب وإعادة النظر في الاطار القانوني المتحكم في لجان الأنصار”.

كما دعوا الى ضرورة تنفيد برامج تكوينية لفائدة هذه اللجان و توفير الدعم اللوجيستي لها “بما يعزز السلوك الحضاري لدى الجماهير”.

وفي الجانب التحسيسي, أصر ممثلو مختلف الهيئات على ضرورة “رسكلة لجنة التحكيم لمختلف المستويات و توعية و تحسيس الجمهور بالقوانين الرياضية, موازاة مع ترسيخ ثقافة المناصرة الإيجابية في الوسط التربوي, وإشراك المؤسسات المسجدية في هذه العملية”.

ولم يغفل المشاركون أيضا عن “تحديد العوامل المؤدية للشحن النفسي السلبي لدى المناصرين و كيفية مكافحتها”.

ومن خلال ذلك, أشار المختصون إلى إمكانية “المتابعة القضائية لأصحاب التصريحات النارية والصفحات المحرضة على العنف”.

ولتفادي الشحن والتصريحات المثيرة, اقترح المشاركون “قيام وسائل الاعلام بالعمليات التوعوية” من جهة و”توثيق الصفحات الرسمية لمختلف الهيئات و النوادي لكي تخضع لقوانين الضبط” من جهة أخرى.

واقترح الفاعلون في اليوم الدراسي “الاستعانة بالخبراء و المختصين للاستفادة من تجارب الدول قصد إيجاد إجراءات وقائية تمكن من السيطرة على الظاهرة”, مع الدعوة الى “إنشاء مراكز متخصصة في البحوث و الدراسات العلمية و الرياضية و التربوية و الأمنية للاستفادة منها”.

وصرح رئيس المجلس الأعلى للشباب, مصطفى حيداوي, لـ /واج عقب انتهاء الملتقى قائلا “بالنظر لتهديد هذه الظاهرة لأمن المجتمع, فقد وجب علينا التجند لمحاربة الظاهرة التي تتكرر من حين لآخر خلال الموسم الواحد”.

وأضاف “هذه التوصيات تمثل نداء لكل الاطراف المعنية بهذا الموضوع, لاسيما فئة الشباب كونها الشريحة الأكبر في أوساط المناصرين”.

وأفاد أيضا “لا ينبغي الاكتفاء بالتطرق لهذه الظاهرة بشكل مناسباتي, بل يتوجب علينا وضع خطة واضحة, جدية وتشاركية, لمحاربة الظاهرة على المدى المتوسط”.

واختتم قائلا “الحل هو الاعداد لمخطط واضح ينخرط فيه الجميع لإيجاد حلول مستدامة تؤتي أكلها في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة لتعزيز ثقافة المناصرة لدى الشباب والمناصرين عموما لتفادي مخاطر هذه الظاهرة”.

وخلال هذا اليوم الدراسي, تم تنظيم مجموعات تفكير, ناقشت خمسة محاور أساسية تتعلق بـ : واقع المناصرة الرياضية لدى الشباب الجزائري في الفضاءات الرياضية والافتراضية, العوامل المؤثرة على سلوكيات المناصر الجزائري, تأثير المناصر الجزائري على الخطاب السياسي في الشارع, وعلى البرامج الوطنية العامة للرياضة, الإطار التنظيمي والقانوني للجان الأنصار وسبل ترقيتها, والاستراتيجيات المساهمة في ترقية فعل المناصرة لدى الشباب الجزائري.

وشارك في هذا الحدث ممثلو القطاعات الوزارية ذات الصلة بالموضوع, وممثلو إدارات ولاعبين من عدة فرق كروية ولجان الأنصار، أساتذة ومختصون في المجال، إضافة الى ممثلي الأسلاك الأمنية وإعلاميين رياضيين.