تماثل أكثر من 119 ألف شخص للشفاء من فيروس كورونا (كوفيد 19) حتى الآن حول العالم، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الناجون من الوباء معرضين أيضا للعدوى إذا لامسُوا الفيروس مرة أخرى.
وبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن خبراء، فإن الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا يصبحون محصنين ضد الوباء في المستقبل، حتى وإن كان الدراسات مستمرة بشأن هذا الاحتمال.
وتشكلُ مناعة المتعافين ضد المرض خبرا سارا للعالم، لأن هذه الحصانة مفيدةٌ بأكثر من طريقة، وأولها أن الأشخاص الذين تعافوا يستطيعون تقديم مساعدة لمن هم في حالة خطيرة.
وحين يتزايدُ عدد المحصنين ضد الفيروس في أي منطقة، فهذا يبشر بقدرتها الوشيكة على إنهاء الوباء، لأن عدد الأشخاص المعرضين للخطر يتناقص باستمرار.
وبوسع هذه المناعة أن تساعد الأطباء على الوصول إلى علاج، وذلك عبر أخذ أجسام مضادة من أجسام الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس، ثم استخدامها لمساعدة من يعانون أعراض الوباء.
ويوم الثلاثاء الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام بلازما الدم المستخلصة من أشخاص متعافين لأجل علاج بعض حالات الإصابة الحرجة بفيروس كورونا.
وبلازما الدم عبارة عن مادة سائلة وشفافة، تتخذ لونا أقرب إلى الاصفرار، وتشكل ما يقاربُ 55 في المئة من حجم الدم في جسم الإنسان.
وقبل يوم من ذلك، كشف حاكم ولاية نيويورك، أندريو كيومو، عن السماح بإجراء تجارب على بلازما الدم لدى المتعافين، في مسعى إلى الاستفادة منها في علاج مرضى كورونا.
مناعة مؤقتة؟
لكن السؤال الذي يشغل العلماء في الوقت الحالي يتمحور حول مدة هذه المناعة، فهل سيظل المتعافي محصنا ضد العدوى مدى الحياة، أم إنه سيصبح معرضا للخطر بعد سنوات.
وحين يقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة لبعض الفيروسات مثل شلل الأطفال والحصبة، يظل جسم الإنسان محصنا بشكل دائم، لكن الوضع يختلف في حالة الإصابة ببعض أنواع الإنفلونزا.
وفي حالة إنفلونزا “سارس كوف 2″ وهي من عائلة كورونا، كشفت الدراسات العلمية أن الشخص المتعافي يظل محصنا من الفيروس لمدة تتراوح بين ثماني وعشر سنوات، وفق الباحث في علم الفيروسات بجامعة تكساس، فينيت ميناشري.
أما من يصابون بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة بـ”ميرس” فيبقون محصنين لفترة أقصر، وتدوم مناعتهم ضد الفيروس مدة تتراوح بين العام والعامين.
مادام يصاب الملقحون بالفيروس..فما فائدة اللقاح؟