الفلسطينيون يحيون عيد الفطر وسط الفقدان والدمار

الفلسطينيون يحيون عيد الفطر وسط الفقدان والدمار

غزة- إستقبل أهالي غزة عيد الفطر هذا العام وسط الفقدان والدمار في كل أرجاء القطاع المنكوب، حيث لم يعد هناك مكان للفرح وسط إستمرار العدوان الصهيوني ولسان حالهم يقول “عيد بأي حال عدت يا عيد”، لتمتزج دعواتهم وأمنياتهم بذهاب الأزمة وعودة السلام و العافية.

و بعدما كانوا ينتظرونه بالتكبيرات والكعك والملابس الجديدة, استقبل أهالي غزة عيد الفطر تحت وقع القصف الصهيوني, الذي يواصل حربه الشاملة على القطاع لليوم الـ187, في ظل أوضاع إنسانية في غاية الصعوبة بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال مانعا دخول المواد الغذائية والطبية والإغاثية للقطاع.

و بينما يحتفي العالم العربي والإسلامي بعيد الفطر بطقوسه المعتادة انتظره الغزاويون بترقب وحذر, فهو لن يختلف عن غيره من الأيام السابقة, حيث استيقظ فيه النازحون على أصوات القصف والدمار قبل أن يهموا في البحث عن المياه والطعام لأطفالهم وعائلاتهم, وكلهم أمل في أن يتمكنوا من الحصول على قليل من الأمان.

و يهل العيد هذه السنة في فلسطين الجريحة وهي تحصي أكثر من 120 ألف ضحية بينهم أكثر من 33 ألف قتيل فيما تخطى عدد المصابين 75 ألفا, ولن يقضوا الفلسطينيون العيد في منازلهم وهي كارثة من الصعب بمكان أن يتجرع الانسان لما يحمل هذا الكم من الام وحسرة نتيجة العدوان.

و بعد أن دمر الاحتلال الصهيوني الغالبية العظمى من المساجد, خيم الصمت على ما تبقى منها. فأدى الفلسطينيون صلاتهم على أنقاض المساجد وفي مدارس الإيواء التي نزحوا إليها و في الساحات العامة تحت المطر, حيث دمر الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر, 229 مسجدا بشكل كامل و297 مسجدا بشكل جزئي.

و حرم الاطفال من فرحة العيد بعد ان قتل الاحتلال بهجة هذا اليوم, لينقلب الى جرح جديد يزيد من عمق آلام ومعاناة من يتموا وشردوا وحرموا من أبسط الحقوق, وحملوا مسؤوليات لا يطيقها أي إنسان, في ظل افتقادهم كل مقومات الحياة الأساسية من طعام ومياه ورعاية طبية وسط انتشار للأمراض بسبب سوء التغذية والازدحام.

 

العيد يهل على وقع كارثة إنسانية جديدة في خان يونس

 

 

و مع بدابة عودة أهالي غزة الى مدينة خان يونس عقب انسحاب قوات الاحتلال منها, بدأت تكتشف لليوم الثاني معالم الكارثة الإنسانية التي خلفها الاحتلال, حيث أفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال جثامين 409 شهداء من مستشفى الشفاء ومدينة خان يونس منذ انسحاب جيش الاحتلال من المنطقتين, بينما قدر خبيران في رسم الخرائط أن هجوم الاحتلال الصهيوني على المدينة خلف دمارا واضحا لأكثر من نصف مباني المدينة بحسب صور الأقمار الصناعية.

و قالت وزارة الصحة في القطاع المنكوب أنه تم إحصاء 153 شهيدا و60 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة, ما يرفع حصيلة الحرب العدوانية على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 33360 شهيدا و 75993 مصاباً.

من جهتها, قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن أعمال البحث المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومحيطه تكشف مزيدا من الفظائع التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بعد انسحابه من المجمع اثر حصاره لمدة أسبوعين.

و أضافت أنه “إلى جانب تدمير وحرق المجمع وإخراجه بشكل كامل من الخدمة, انتشلت أطقم الدفاع المدني جثامين المئات من الشهداء من المجمع ومحيطه ممن دفنهم الاحتلال تحت الركام وأكوام الرمال, في محاولة منه لإخفاء جريمته بحق المستشفى ومن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين”.

و أشارت إلى أن الكيان الصهيوني “انتهك كافة القوانين والمعاهدات التي تحمي المدنيين والمستشفيات التي جعلها هدفا لجيشه المهزوم, على طريق سعيه الفاشل لتهجير شعبنا عبر تدمير كافة سبل الحياة في قطاع غزة”.

و طالبت حماس المجتمع الدولي ومؤسساته “العمل الجاد لملاحقة ومحاسبة هذا الكيان النازي, على كل جرائمه وانتهاكاته”.

و أضافت أن عيد الفطر المبارك يحل هذا العام والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يسطّرون بصمودهم ورباطهم وتضحياتهم ملحمة أسطورية على مدار نصف عام كامل, في مواجهة عدوان صهيوني وحرب إبادة جماعية يرتكبها احتلال نازي بشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية وصمت وتقاعس دولي في تجريمها ووقفها, في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية والشرائع السماوية.

و أكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه, في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء والشتات, يعيش في هذه الأيام المباركات بكل التحام ووحدة صف وتآلف مع  المدنيين في قطاع غزة, تكافلا وتضامنا وتراحما وتأييدا ودعما واحتضانا وتجديدا لعهد الوفاء والدفاع عن الأرض والقدس والمسرى والأسرى وتحقيقا لردع الاحتلال وكسر شوكته والانتصار عليه في ميدان المعارك البطولية المتواصلة وفي مسار التفاوض لوقف العدوان وتحقيق تطلعات وأهداف الشعب في الحرية والاستقلال.

على صعيد الحراك السياسي, قالت “حماس”, أمس الثلاثاء, أن “الموقف الصهيوني لا يزال متعنتا ولم يستجب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته”, فيما أكدت أنها حريصة على التوصل إلى اتفاق يضع حدا للعدوان الصهيوني على غزة.

اقرأ المزيد