الفريق قايد صالح يدعو إلى التحلي بالمزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضد الجزائر

الفريق قايد صالح يدعو إلى التحلي بالمزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضد الجزائر

الجزائر – دعا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يوم الثلاثاء، إلى التحلي بالمزيد من الحكمة “لإجهاض الدسائس” التي تحاك ضد الجزائر.

و في كلمة توجيهية له خلال زيارة العمل و التفتيش التي قام بها للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، شدد الفريق قايد صالح على ضرورة اتخاذ “كل أسباب الحيطة والحذر” في ظل الظروف التي تمر بها البلاد و التي “تتطلب المزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضدها، و ذلك من أجل تجاوز هذه المرحلة “الفارقة” في تاريخ الأمة بأمان، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.


إقرأ أيضا:     العمل يجري بكل هدوء و صبر لتفكيك الألغام التي زرعها الفاسدون بمختلق القطاعات الحيوية للدولة


و توقف الفريق عند الخطوات “الواعدة” الرامية إلى استكمال مشروع البناء الوطني، مسجلا ظهور بعض الأصوات التي “لا تبغي الخير للجزائر” و التي “تدعو إلى التعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة، دون الأخذ بعين الاعتبار لكل ما تحقق، ورفض كل المبادرات ومقاطعة كل الخطوات، بما في ذلك مبادرة الحوار الذي يعتبر من الآليات الراقية التي يجب تثمينها لاسيما في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا”.

كما دعا أيضا إلى استغلال كل الفرص المتاحة للتوصل إلى توافق للرؤى وتقارب في وجهات النظر والتي “تفضي لإيجاد حل بل حلول للأزمة، في أقرب وقت ممكن”، منبها إلى أن استمرار هذا الوضع “ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني وعلى القدرة الشرائية للمواطنين، لاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل”.

و يأتي كل ما سبق ذكره، لـ “يؤكد أن هذه الأصوات والمواقف المتعنتة تعمل على الدفع بالبلاد إلى فخ الفراغ الدستوري والدخول في دوامة العنف والفوضى”، و هو المآل الذي “يرفضه أي مواطن مخلص لوطنه ويرفضه الجيش الوطني الشعبي قطعا”، يتابع الفريق.

و في رده على هذه المحاولات، أكد الفريق بالقول: “لهؤلاء نقول أن الشعب الجزائري سيد في قراراته وهو من سيفصل في الأمر عند انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، الذي تكون له الشرعية اللازمة لتحقيق ما تبقى من مطالب الشعب المشروعة”.

و من جهة أخرى، نبه الفريق قايد صالح إلى ظاهرة التحريض على عرقلة عمل مؤسسات الدولة ومنع المسؤولين من أداء مهامهم التي وصفها بـ”الغريبة”، معتبرا إياها تصرفات “منافية لقوانين الجمهورية”، ليلفت في هذا السياق إلى ضرورة “عدم الوقوع في فخ التعميم وإصدار الأحكام المسبقة على نزاهة وإخلاص إطارات الدولة، الذين يوجد من بينهم الكثير من المخلصين والشرفاء والأوفياء، الحريصين على ضمان استمرارية مؤسسات الدولة وضمان سير الشأن العام خدمةً للوطن ومصالح المواطنين”.

و خلص في هذا الصدد إلى التذكير بأن الجزائر تمتلك كفاءات مخلصة من أبنائها في كل القطاعات، “يحملونها في قلوبهم، ولا ولاء لهم إلا للوطن، همهم الوحيد خدمة وطنهم ورؤيته معززا بين الأمم”.

و في معرض حديثه عن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، أكد الفريق بأن الجزائر “طالما كانت مستهدفة وعرضة للمؤامرات الدنيئة، لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها، جراء مواقفها الثابتة وقرارها السيد الرافض لكل الإملاءات”، مضيفا بالقول “توصلنا إلى معلومات مؤكدة حول التخطيط الخبيث للوصول بالبلاد إلى حالة الانسداد، الذي تعود بوادره إلى سنة 2015، حيث تم كشف خيوط هذه المؤامرة وخلفياتها”.

و طمأن في هذا الصدد بأنه يجري العمل “بكل هدوء وصبر، على تفكيك الألغام التي زرعها أولئك الفاسدون المفسدون في مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة” و التي أكد أنه “سيتم تطهيرها (…) بفضل تضافر جهود كافة الخيرين، ثم بفضل وعي الشعب الجزائري الغيور على وطنه، وجاهزية أبنائه وإخوانه في الجيش الوطني الشعبي المرابطين على ثغور الوطن، والحريصين على استرجاع هيبة الدولة ومصداقية المؤسسات وسيرها الطبيعي”.


إقرأ أيضا:  الفريق قايد صالح يؤكد “الالتزام اللامحدود” للجيش في مرافقة المرحلة الانتقالية


كما عرج الفريق على المسيرات الشعبية السلمية المنادية بالتغيير الجذري، لينوه في هذا المقام، مرة أخرى، بتفهم المحتجين “عن وعي ودراية لحساسية المرحلة”، متوجها إليهم: “أنتم أبناء وطني، أجدد دعوتكم إلى مزيد من الفطنة والحرص لكي تحافظ مسيراتكم على سلميتها وحضاريتها، وذلك بالعمل على تأطيرها وتنظيمها، بما يحميها من أي اختراق أو انزلاق، كما كان الحال بمسيرات الجمعة الفارطة التي تميزت بالهدوء والسكينة، وبذلك نفوت الفرصة معا، ككل مرة، على المتربصين بأمن وطننا واستقراره”.

و في سياق متصل، ثمن الفريق قايد صالح استجابة جهاز العدالة للدعوة التي وجهها إليه كي يسرع من وتيرة متابعة قضايا الفساد ونهب المال العام، و محاسبة “كل من امتدت يده إلى أموال الشعب، وهو ما من شأنه تطمين الشعب بأن “أمواله المنهوبة ستسترجع بقوة القانون وبالصرامة اللازمة”.

كما حرص الفريق على طمأنة الشعب الجزائري بأن الجيش الوطني الشعبي، “سيواصل مرافقته بنفس العزيمة والإصرار، وفقا لاستراتيجية مدروسة، حتى تحقيق تطلعاته المشروعة” و هي الاستراتيجية التي أكد أنها بدأت تؤتي ثمارها “تدريجيا”، وفقا لمسار سيستمر “حتى تحقيقها كاملة، تبعا للخطوات التي دعا إليها الجيش الوطني الشعبي، الذي غلب دوماً مصلحة الوطن والشعب وجعلها المقصد الذي يسمو فوق كل المقاصد، هذه الخطوات تتطلب التعقل والتبصر والهدوء، لاستكمال انجازها في جو من السكينة والأمن”.

 

اقرأ المزيد