الجزائر – أكد المؤرخ الياباني كيسايشي ماساتوشي من جامعة “صوفيا” بطوكيو, اليوم الاثنين, ان نظرة اليابانيين الى الجزائر جد ايجابية لا سيما بالنظر الى تاريخها الثوري واصفا العلاقات بين البلدين ب”العميقة” و التي تعززت, بعد الاستقلال, في مختلف المجالات خاصة التبادلات الاقتصادية.
وخلال محاضرة ألقاها المؤرخ الياباني, اليوم بقاعة الاستقلال بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, بحضور طلاب العلاقات الدولية واطارات الوزارة, أبرز السيد كيسايشي, مدى اهتمام اليابانيين بالأوضاع في الجزائر خلال ثورة التحرير الوطني, موضحا أن عدد المقالات التي كتبت عن الثورة الجزائرية في الفترة الممتدة من 1960 الى غاية 1965 يفوق بكثير عدد المقالات المخصصة لأي بلد آخر من بلدان العالم العربي.
وفي المقابل بدأ اهتمام الجزائر باليابان يتجلى, حسب الاستاذ الجامعي, منذ صدور بيان اول نوفمبر 1954 الذي جعل من “اهدافه الاستراتيجية تدويل القضية الجزائرية “.
وفي هذا الاطار يقول الباحث استفادت جبهة التحرير الوطني من مختلف وسائل الاعلام في اليابان لتغطية اشغال مؤتمر “يوم الجزائر” الذي التئم بدار عمال السكة الحديدية بطوكيو في مارس 1958 وضم 500 ممثل لمختلف التنظيمات.
وبعد انعقاد المؤتمر, يضيف الاستاذ الجامعي, واصلت جبهة التحرير اهتمامها باليابان وذلك من خلال إقامة تمثيلية لها في الشرق الاقصى في طوكيو في أوت 1958 .
واسترسل المؤرخ يقول : تعززت “العلاقات العميقة” بين البلدين بعد الاستقلال على مختلف المستويات لا سيما في مجال التبادل الاقتصادي حيث شاركت المؤسسات اليابانية في إنجاز عدة مشاريع وحظيت التكنولوجيا اليابانية بثقة كبيرة لدى الجزائريين وكان الالاف من اليابانيين يعملون في مجالات التنمية الوطنية مؤكدا في السياق بأن عدد اليابانيين المقيمين بالجزائر سنة 1978 بلغ 3234 عبر كافة أرجاء التراب الجزائري.
وحسب السيد كيسايشي, شكلت العلاقات العميقة بين البلدين دافعا للباحث الذي زاد اهتمامه بالجزائر ومن ثم البحث في تاريخ البلد مبرزا ان أول دراسة له كرسالة تخرج كانت حول “مقاومة الامير عبد القادر ضد الغزو الفرنسي”.
وتابع السيد كيسايشي ابحاثه حول الجزائر وشكلت دراسة “مناهضة الطرق الصوفية والزوايا للاستعمار الفرنسي في الجزائر” احدث ابحاثه التي ركزت على مقاومة الطرق الصوفية الجزائرية للاستعمار الفرنسي
أي مستقبل للعلاقات الجزائرية الفرنسية؟