العدوان على غزة: هاجس الموت يلاحق 2 و نصف مليون نازح فلسطيني

غزة – أكد المتحدث باسم مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن هاجس الموت يلاحق أكثر من 2 ونصف مليون نازح فلسطيني، مشيرا إلى أن الوضع في القطاع “كارثي” نتيجة العدوان المتواصل على القطاع و الضفة الغربية.

و قال أشرف القدرة, في تصريح ل /وأج, يوم الاثنين, أن “سياسة الاحتلال الصهيوني المنتهجة حاليا, هي كيفية التخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين, ضمن اتباع سياسة ثالوث الموت, بمعنى إما الموت قصفا أو الموت جوعا أو الموت بالأوبئة الفتاكة التي لا تفرق بين الكبير و الصغير”.

و أكد القدرة أن “المسؤول الاول و الاخير عن الوضع المأساوي بالقطاع هو الاحتلال الصهيوني, المستمر في التدمير الممنهج  للمرافق الطبية و مراكز الايواء و المؤسسات الصحية منذ اللحظات الاولى للعدوان الغاشم على القطاع”.

و أردف قائلا بأن “الاحتلال الصهيوني استهدف 153 مؤسسة صحية و أخرج 32 مستشفى عن الخدمة و 153 مؤسسة للرعاية الصحية الاولية, بالإضافة الى تصفية 345 من الكوادر الطبية و التخصصية, ناهيك عن اعتقال ما يزيد عن 150 اخرين و تدمير 126 سيارة اسعاف بشكل تام و اخراجها عن الخدمة في الوقت الذي يحتاج فيه قطاع غزة الى كل أداة يمكن استغلالها في انقاذ الارواح من المرضى و الجرحى الفلسطينيين”.

و استرسل قائلا : “كما قام الاحتلال بتدمير البنى التحتية لمستشفيات شمال قطاع غزة و أنهى الوجود الصحي في المنطقة الشمالية, ونفس السيناريو حدث في مستشفيات خان يونس مع مجمع ناصر الطبي ومستشفى الامل التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني”, حيث قام  بتدمير واسع بهذه المستشفيات حتى لا تتمكن من تقديم الرعاية الصحية للمدنيين من الفلسطينيين والجرحى و بالتالي انقاذ الارواح البريئة (..) إضافة الى اعتقال أعداد كبيرة من الجرح والطواقم الطبية في هذه المستشفيات حتى يخرجها عن الخدمة بشكل كامل”.

و عن جنوب القطاع الذي يشهد وضعا لا يقل مأساوية عن شماله, قال القدرة أن الوضع به, منطقة رفح  بالخصوص, “هش للغاية لعدم كفاية المستشفيات لاستقبال العدد الكبير من الجرحى و المرضى خاصة النساء الحوامل و الاطفال”, مضيفا أن “عددا بسيطا من  المستشفيات لا يزال يعمل في المدينة و جنوب خان يونس هي مستشفى غزة الأوروبي و الذي يعتبر المستشفى الاكبر حتى اللحظة بعد خروج كل من مستشفى ناصر الطبي و يوسف النجار و مستشفى تل السلطان المخصص للنساء و الحوامل عن الخدمة”.

و أضاف القدرة بأن ما بقي هو عدد بسيط من المستشفيات الصغيرة في مدينة دير البلح و النصيرات و رفح, غير أنها صغيرة جدا و ليس باستطاعتها تلبية الحد الادنى من المتطلبات اليومية, ناهيك عن كونها لا تتوفر على أي اختصاص يحتاجه المرضى و الجرحى من المدنيين الفلسطينيين”, منوها الى أن “المشكلة الكبيرة التي يتخبط فيها قطاع غزة تتمثل في نزوح أثر من 2 مليون فلسطيني, هروبا من القصف و التهجير المستمر, متسببا في اكتظاظ غير مسبوق بأماكن الايواء من قبل مئات الالاف من الفلسطينيين”.

و فصل بالقول بأنه “في مدينة رفح لوحدها, يتواجد مليون و 500 الف نازح, بينهم 350 الف مصاب بأمراض مزمنة, 60 الف اخرين من السيدات الحوامل وكذا 700 الف طفل بمختلف الفئات العمرية”, مضيفا أن هذا العدد الكبير من النازحين يتعرض لنقص حاد في مياه الشرب و النظافة الشخصية و غذاء مناسب دون أن ننسى الرعاية الصحية الطبية التي يحتاجونها للنجاة من الموت المحقق”.

و أدى هذا الواقع الكارثي الى انتشار الاوبئة بين النازحين, حيث رصدت السلطات الصحية في القطاع إصابة ما يزيد عن مليون مواطن فلسطيني بشتى الامراض المعدية لاسيما التهاب الكبد الوبائي و كذا الامراض الجلدية على غرار الجذري المائي و الالتهابات التنفسية.

و للتخفيف من حدة  الكارثة, قال أشرف القدرة أن مكتب الاعلام الحكومي طالب المؤسسات الدولية بعمل مسح شامل من الناحية الطبية لكل النازحين حتى “نحدد طبيعة انتشار الامراض في مختلف مراكز الايواء, بالإضافة الى توفير الادوية المناسبة و المياه الصالحة للشرب و طعام صحي يكفي الجميع, خاصة بالنسبة للحالات الهشة على غرار المصابين بالأمراض المزمنة و السيدات الحوامل و كذا الاطفال”.

و يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة و الضفة الغربية ليحصد المزيد من أرواح الابرياء و تدمير ما بقي من القطاع المنكوب, وسط أصوات مطالبة بوقف آلة الموت التي يمعن الاحتلال الغاشم في استخدامها ضد المدنيين من الفلسطينيين العزل, وانهاء الحصار الذي يمنع ولوج الامدادات الانسانية و الطبية لانقاذ أرواح الاهالي من موت محقق.

اقرأ المزيد