الصحراء الغربية: جلسة مشاورات بمجلس الأمن حول بعثة “المينورسو”

نيويورك (الأمم المتحدة)- عقد مجلس الأمن أمس الثلاثاء, تحت رئاسة مالطا, مشاورات مغلقة حول بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو), تماشيا مع القرار 2703 (2023) الذي تبناه مجلس الأمن في 30 أكتوبر الماضي.

و استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, أطلعهم فيها على نتائج اتصالاته ومشاوراته مع مختلف الأطراف المعنية و الفاعلين الدوليين في هذا النزاع.

كما قدم رئيس بعثة “المينورسو” عرضا حول الوضع الميداني على الأرض.

و شددت العديد من الدول الأعضاء في بياناتها على ضرورة تحقيق حل سلمي وعادل ودائم يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى وجوب قيام “المينورسو” بتنفيذ ولايتها كاملة, وهو ما يؤكد من جديد على أن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال تبقى هي السبيل الوحيد لتحقيق الحل العادل والدائم و لاستتباب السلم والأمن في المنطقة.

و ذكرت وكالة الانباء الصحراوية (وأص) أن تعبير الدول الأعضاء عن قلقها حيال استمرار عدم تمكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من زيارة المناطق الصحراوية المحتلة بسبب رفض دولة الاحتلال المغربية, يذكر من جديد بضرورة الإسراع في إنشاء آلية أممية مستقلة ودائمة لمراقبة وحماية حقوق الإنسان في الإقليم والتقرير عنها.

و بحسب جدول أعمال مجلس الأمن الدولي لشهر أبريل والذي تتولى رئاسته الدورية مالطا, يأتي عقد المشاورات تماشيا مع القرار 2703, الذي جدد مجلس الأمن بموجبه ولاية بعثة “المينورسو” لمدة سنة أخرى إلى غاية الحادي والثلاثين أكتوبر 2024.

و في لقاءه مع دي ميستورا, أمس الثلاثاء, بمقر الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك, أبدى ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو, سيدي محمد عمار, تمسك الشعب الصحراوي بتقرير مصيره, وهو الحق غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم, معتبرا أن الاستقلال هو السبيل الوحيد للحل السلمي والعادل والدائم لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

و طالب الديبلوماسي الصحراوي مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لتمكين المينورسو من التنفيذ الكامل لولايتها على النحو المحدد في خطة التسوية الأممية الافريقية.

و جدد سيدي محمد عمار خلال اللقاء, استعداد الطرف الصحراوي لمواصلة العمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بهدف التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية طبقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي. كما أكد على تصميم الشعب الصحراوي القوي والثابت على مواصلة كفاحه الوطني بكل الوسائل المشروعة, بما فيها الكفاح المسلح, حتى بلوغ أهدافه التي لا مساومة عليها في الحرية والاستقلال وبسط السيادة على كامل ربوع الجمهورية الصحراوية.