الشيخ عبد المجيد جمعة: الانتخابات “ضرورة ملحة” في حالة واحدة - الجزائر

الشيخ عبد المجيد جمعة: الانتخابات “ضرورة ملحة” في حالة واحدة

قال الشيخ عبد المجيد جمعة، الذي يعد واحدا من أقطاب التيار المدخلي في الجزائر، إنه في حال تعلق الأمر بتنصيب الحكام وتعيين الرئيس، فتصبح الانتخابات “ضرورة ملحة، لأن البلد لا بد له من رئيس يحكمه، وإلا تعرض البلد الى مفاسد كبيرة”، واستدل جمعة في حكمه، إلى ما قاله الصحابي الجليل عمرو بن العاص “حاكم ظلوم غشوم ولا فتنة تدوم”، كما أجاز الشيخ فركوس الانتخابات لمن لا يخشى على نفسه ضررا قد يلحقه من “أصحاب الحراك”.

حسم تيار التيار المدخلي أمره، بضرورة اختيار رئيس الجمهورية في موعد هذا الخميس، رغم عدم إقرارهم بآلية الانتخابات، وهو ما تجلى في كلمة مكتوبة للشيخ عبد المجيد جمعة، تحت عنوان “دحض الشبهات فيما قيل في موضوع الإنتخابات”، نُشرت في منتدى “التصفية والتربية السلفية” الذي يشرف عليه الشيخ لزهر سنيقرة.
وورد في كلمة جمعة التي كانت على شكل تعقيب على ما نُشر سابقا حول ضرورة الانتخاب، خلص فيه جمعة إلى أن اختيار الحاكم “ضرورة ملحة”، وأكد “الرَّئيس الحالي الذي يُقِرُّ صاحب التَّعليق أنه هو ولي، هو نفسه من دعا إلى الإنتخاب”، ومعلوم أن التيار المدخلي يعتبر الحاكم في موضع لا يجب منازعته في حكمه أبدا، إلا في حالات استثنائية جدا، والحال هذه المرة، أن الرئيس عبد القادر بن صالح هو من دعا لإجراء هذه الانتخابات لاختيار خلف له لقيادة البلاد..

ويذكر الشيخ جمعة “لسنا من طلب بتغييره، بل القانون الذي يحكمون به هو من فرض تغييره، والرئيس نفسه يحكم به ويخضع له، أما نحن فوددنا لو حكَّموا الشَّريعة وعَيَّنوا الرئيس عن طريقِ الشُّورى وبموافقة أهل الحلِّ والعقد، ويكون دائمًا وثابتًا لا يخلع، إلا إذا وقع فيما يجب خلعه كما نَصَّ عليه أهل العلم في السِّياسة الشرعية، وفي الفقه الإسلامي”.

وختم الشيخ في تفصيله للوصول إلى أن ضرورة إختيار الحكام “أنَّا لا نُقِرُّ بالإنتخابات، ولا نرى جوازها مطلقا، لكن فيما يتعلق بتنصيب الحاكم وتعيين الرئيس؛ فهي ضرورةٌ مُلِحَّةٌ، لأن البلد لا بُدَّ له من رئيسٍ يحكمه، وإلا تَعرَّض البلد إلى مفاسد كبيرة، لهذا روي عن عمرو بن العاص أنه قال “حاكم ظلوم غشوم ولا فتنة تدوم”.

وقدر الشيخ فركوس بضرورة الانتخابات درءا لحصول الضرر، مع تأكيده أنه لن ينتخب باعتبار هذا الأسلوب غير شرعي (يقصد الانتخابات)، وبدا فركوس في كلمة تم تناقلها على صفحات مهتمة بالتيار المدخلي، بدا معاتبا لمرشحي الرئاسيات الذين كانت وجهتهم “القبور للتبرك”، على حد قوله.

ويؤكد فركوس “لا أنهى من ينتخب ولا أقول له أتيت منكرا”، ويتابع “إذا جاءك رجل وقال لك أريد أن أشارك في الانتخابات الرئاسية فقل له إذا لم يكن لك ضرر عن نفسك من أصحاب الحراك بأن يؤذوك، فلك أن تشارك ضرورة لا ديانة”، وينبه هنا “ضرورة، لأنه لا سبيل لتنصيب الحاكم إلا بهذا الأسلوب الديمقراطي، أما ديانة فلا”.

وفي سياق ذي صلة، أبدى المداخلة من خلال كلمة أخرى منشورة في ذات المنتدى، دفاعا مستميتا عن المؤسسة العسكرية، تحت عنوان “من طريقة الخونة لاستيلاء الأعداء على الدول المسلمة إضعاف الجيش المسلم”، حيث أكد صاحب الكلمة “وإن من العبر العظيمة التي أشار إليها الذهبي )ينقل من كتاب تاريخ الإسلام لشمس الدين الذهبي( من طريقة الخائنين مع إضعاف الجيوش أنهم يكاتبون الأعداء ويعقدون معهم العلاقات لأجل استغلال الوضع في صالحهم، فكيف بمن يعيش اليوم في ديارهم ويدعم من طرفهم، ويستقبل في برلمانهم تحت غطاء حرية الرأي، وحماية الأقليات وغيرها من الترهات التي من ورائها محاولة إحداث الدمار والفوضى”.

وتؤكد الكلمة “على المسلمين جميعا أن يعتبروا ويتعظوا بمواعظ التاريخ، وأن يضعوا أيديهم في كل من يريد بهم حفظ أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وألا ينساقوا وراء الدعوات التي تضعف من قوة حكوماتهم وجيوشهم، وتذهب هيبتهم، وتكسر شوكتهم، وإلا حل بنا ما حل بالأمم قبلنا من مآسي ومهالك، ومن جميل النصح ما قاله شيخنا الكريم الشيخ أزهر-حفظه الله-: ‏الموقف التاريخي للجزائر من خلال مواقف رجالها الذين فوتوا الفرصة لأعدائها الذين يسعون لنكون سيقة لهم نأتمر بأوامرهم. ونخضع لتوجيهاتهم، لكن هيهات فسيادتنا من نعم الله علينا، ولن نفرط فيها أبدا، فنسأل الله إن يوفق شعبنا للإلتفاف حول قيادته والتعاون معهم على ما فيه صلاح البلاد والعباد”.