السكتة الدماغية بالجزائر: 25% من الحالات بين الشباب بسبب أنماط الحياة غير الصحية

السكتة الدماغية بالجزائر: 25% من الحالات بين الشباب بسبب أنماط الحياة غير الصحية - الجزائر

أُعلن اليوم الخميس، بالمعهد الوطني للصحة العمومية، عن الانطلاقة الرسمية لتفعيل أول سجل وطني خاص بالسكتة الدماغية في الجزائر، بعد فترة من التحضير المكثف من قبل مختصين في مجال التكفل بهذا المرض. ويهدف هذا السجل إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة حول معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية، ما يعزز من جهود البحث العلمي ووضع استراتيجيات علاجية فعّالة.

أهمية السجل الوطني

صرح البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مدير المعهد الوطني للصحة العمومية، أن “العمل على هذا السجل انطلق منذ مدة بمساهمة خبراء مختصين في السكتة الدماغية”. وأوضح أن هذا السجل يُعد الأول من نوعه في الجزائر، ويهدف إلى إحصاء الحالات الجديدة المسجلة سنويًا وتحديد معدلات الإصابة بين الجنسين.

وأضاف بوعمرة أن السجل يمثل وثيقة أساسية لتوفير معطيات دقيقة تُستخدم في البحث العلمي والدراسات الصحية، ما يمكن من وضع خطط استراتيجية شاملة للتكفل بالسكتة الدماغية. وأشار إلى أن النتائج الأولية المستخلصة من العمل الميداني لعام 2024 سيتم نشرها خلال الربع الأول من عام 2025، بفضل نظام معلوماتي دقيق ومُعتمد.

ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة

وفي إطار تقييم انتشار السكتة الدماغية في الجزائر، أكدت البروفيسور سلمى قصراوي، رئيسة مصلحة أمراض الأعصاب بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الحالات المسجلة خلال السنوات الأخيرة.

وأوضحت أن السكتة الدماغية هي اضطراب يحدث بسبب انسداد أو تمزق في الشرايين المؤدية إلى المخ، مما يؤدي إلى شلل نصفي أو مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم التكفل بالمريض بشكل فوري.

أسباب وعوامل خطر

أشارت قصراوي إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة مرتبط بعدم ضبط عوامل الخطر الرئيسية، مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • السمنة والتدخين.
  • قلة النشاط البدني.

وأوضحت أن نسبة متزايدة من المصابين بالسكتة الدماغية هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة. ويرجع ذلك إلى أنماط الحياة غير الصحية، مثل التدخين المبكر، السمنة بين الأطفال، وغياب النشاط البدني المنتظم.

الوقاية والعلاج

حثت قصراوي على أهمية اعتماد نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين والسمنة، كإجراءات وقائية رئيسية. وأكدت أن التكفل الطبي المبكر يُعد حاسمًا في علاج السكتة الدماغية، خاصة في الساعات الأربع الأولى من الإصابة، لضمان أفضل فرص التعافي.

مستقبل مكافحة السكتة الدماغية

يمثل تفعيل السجل الوطني خطوة كبيرة نحو تطوير نظام صحي متكامل في الجزائر، يُعنى بمكافحة السكتة الدماغية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمصابين. ومع البيانات التي سيوفرها السجل، تأمل الجهات الصحية في تعزيز التوعية بالمخاطر، وتحسين آليات العلاج، والحد من انتشار هذا المرض الذي يُعد أحد أبرز أسباب الوفاة عالميًا.

خاتمة

تفعيل أول سجل وطني للسكتة الدماغية يُعد مؤشرًا على اهتمام الجزائر بتطوير القطاع الصحي وتعزيز الجهود للتصدي لهذا المرض الخطير. ومع استمرار التعاون بين الأطباء والجهات المختصة، يبدو المستقبل واعدًا في تحسين الرعاية الصحية وتقليل معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية في الجزائر.