السبيل الوحيد لإنهاء المأساة في غزة هو ضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة

السبيل الوحيد لإنهاء المأساة في غزة هو ضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة

نيويورك (الأمم المتحدة) – أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة, عمار بن جامع, اليوم الجمعة, أن السبيل الوحيد لإنهاء المأساة في غزة التي تتعرض لعدوان الإبادة الجماعية الصهيوني منذ ما يقارب 10 أشهر, يتمثل في ضمان حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وصرح السيد بن جامع خلال اجتماع لمجلس الأمن حول “الوضع في الشرق الأوسط, بما فيه القضية الفلسطينية”, انعقد بطلب من الجزائر والصين وروسيا, قائلا إن “السبيل الوحيد لإنهاء المأساة المروعة واضح وضوح الشمس, مثلما دعا إليه بشجاعة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون بقوله: (يجب أن نضمن للشعب الفلسطيني حقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف)”.

وشدد بشكل خاص على أنها “ضرورة أخلاقية (و) دين تاريخي يجب على البشرية الوفاء به على وجه السرعة”.

وأشار السيد بن جامع إلى أن الجلسة انعقدت بهدف “تسليط الضوء على الضرورة الملحة لتوحيد جهودنا وتنسيق استجابتنا للأزمة الإنسانية التي تعاني منها غزة”.

واستطرد يقول إن “اجتماعنا اليوم هو بادرة أمل, أمل يسمح لنا بأن نضع خلافاتنا جانبا وأن نتحد في إنسانيتنا المشتركة, إلا ان الأمل وحده لا يكفي (و) شعب غزة يحتاج إلى أكثر من تعاطفنا”.

وعن الوضع المأساوي السائد في قطاع غزة, حيث يعاني الأطفال من الجوع وتمتلئ المستشفيات, دعا السيد بن جامع إلى “التحرك” لمواجهة الكارثة التي “تتحدى جوهر إنسانيتنا ذاتها”.

كما أبرز “أن 96 بالمائة من الأطفال والنساء الفلسطينيين يواجهون اليوم انعدام الأمن الغذائي في غزة, فصور الأطفال الفلسطينيين في طوابير لأجل الحصول على الأكل أو يأكلون أوراق الشجر تدعونا لإعادة النظر في إنسانيتنا وللتحرك” مضيفا أن “التاريخ سيحاسبنا”.

واستنكر ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة “العراقيل التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية والتي تعود للسياسات” الصهيونية المتعمدة.

وقد استشهد في كلمته, بكون 86 شاحنة فقط استطاعت, خلال الأسبوعين الأولين من شهر يوليو, الدخول يوميا إلى غزة, مقابل 500 شاحنة التي كانت تدخل للقطاع الفلسطيني سابقا, حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

كما تأسف على “نقص التنظيم والامن الذي يعرقل عمل الفاعلين الانسانيين في إدخال المساعدات إلى المدنيين بغزة” مبرزا أن المسؤولية تعود على المحتل الصهيوني (…) الذي يهاجم ايضا القبعات الزرق أو مكتب الأونروا.

وأضاف ان “مهاجمة الأونروا وهي الوكالة الانسانية الوحيدة التي تقوم بإدخال المساعدات أو اعتقال عمالها يعتبر الوجه الثاني لسياسة” الكيان الصهيوني”.

وذكر السيد بن جامع بالمناسبة بتقرير يبعث على القلق نشرته منظمة الصحة الدولية بتاريخ 16 يوليو, والذي يشير إلى تواجد فيروس شلل الأطفال بمياه الصرف الصحي, حيث نبه بكونه تهديد صامت آخر يمكن أن يصبح ملموسا.

وصرح السيد بن جامع أنه “تم هدم المنظومة الصحية, و  أن وباء جديد ينتشر في أنقاض المستشفيات و العيادات, فهذه ليست أزمة فقط بل كارثة حقيقية”.

و أوضح السيد بن جامع ان الجزائر تدعوا إلى اتخاذ عدة اجراءات بغية ايجاد حل للوضع الإنساني المزري السائد في غزة.

ويتعلق الامر بفتح كل المعابر في الحدود بما في ذلك معبر رفح الذي يجب أن يسير من طرف مصر والسلطة الفلسطينية فقط, اضافة إلى تنفيذ القرار 2720 مع ارسال مراقبين في رفح من أجل ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة دون عرقلة “.

وتدعو أيضا “تمكين الأنروا و الفاعلين الإنسانيين من توزيع المساعدات في قطاع غزة و اطلاق حملة تلقيح واسعة لمنظمة الصحة العالمية بهدف منع انتشار شلل الأطفال و من اجل ضمان وقف اطلاق النار للتمكن من القيام بعمل إنساني حقيقي”.

وبخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية, أكد السيد بن جامع  أن الأمر يتعلق “ببصيص أمل و مرحلة نحو حل دائم للأزمة السائدة في الشرق الأوسط”.

وأردف بالقول “يتعين على أولئك الذين يؤمنون بالنظام الدولي العمل على تنفيذ هذا الرأي الذي لا يعد مجرد وثيقة بل بوصلة أخلاقية يجب علينا اتباعها بغية خلق عالم يحمي فيه القانون الدولي الضعفاء و يحاسب فيه الأقوياء عن أفعالهم”.

اقرأ المزيد