الرئيس غالي ينبه الأمم المتحدة إلى “الانحراف الخطير” لمسار عمليتها السياسية بالصحراء الغربية

الرئيس غالي ينبه الأمم المتحدة إلى “الانحراف الخطير” لمسار عمليتها السياسية بالصحراء الغربية - الجزائر
الرئيس غالي ينبه الأمم المتحدة إلى

بئر لحلو – وجه الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ،انطونيو غوتيريس، حدد فيها لائحة لمطالب صحراوية من أجل انقاذ العملية السياسية الأممية وإرجاع ثقة الشعب الصحراوي فيها وفي مقدمتها ما تعلق ببعثة “المينورسو” التي فشلت حتى الآن في أداء مهمتها في إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.

وجاءت رسالة الرئيس غالي، التي بثتها وسائل إعلام صحراوية اليوم الاثنين، غداة المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو الذي جرت فعالياته بمنطقة “تفاريتي” بالأراضي الصحراوية المحررة من  ال 19 إلى 24 ديسمبر الجاري وتم خلاله استعراض الجهود الدولية التي تقودها المنظمة الدولية والرامية إلى حل النزاع في الصحراء الغربية الناجم عن استمرار الاحتلال المغربي غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية.

وبينت الرسالة “الدعم القوي والثابت” الذي أبداه المؤتمرون للقرار الذي اتخذته جبهة البوليساريو بشأن مشاركتها في عملية الأمم المتحدة للسلام.


إقرأ أيضا : القضية الصحراوية 2019 : نضال مستمر من اجل الاستقلال رغم عرقلة مسار التسوية


وذكر الرئيس غالي هنا  بالقرار الذي اتخذته الجبهة اثر تبني مجلس الأمن لقراره 2494 (2019) نهاية شهر أكتوبر حيث أكدت “عزمها إعادة النظر في مشاركتها في عملية السلام برمتها أمام التقاعس المتكرر للأمانة العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن عن منع المغرب من إملاء شروط عملية السلام ودور الأمم المتحدة في الصحراء الغربية”.

وجاء في نص الرسالة إلى غوتيريس، أن مؤتمر جبهة البوليساريو لاحظ ، بقلق عميق، أن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو” قد فشلت حتى الآن في تنفيذ ولايتها على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 690 (1991) والقرارات اللاحقة، والمتمثلة في إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. وبدلا من ذلك، يضيف الرئيس غالي، فقد أصبحت البعثة بمثابة متفرج سلبي على سياسيات الضم التي يقوم بها المغرب والتي تهدف إلى “تطبيع” وتوطيد احتلاله غير المشروع لأجزاء من الصحراء الغربية بما في ذلك، من بين أمور أخرى، توريط أطراف ثالثة لفتح “قنصليات” في مدينة العيون المحتلة.

 

       –تعيين مبعوث جديد مرتبط بعملية سياسية جادة وهادفة–

 

ومن أجل استعادة ثقة الشعب الصحراوي في عملية السلام الأممية وفي بعثة المنظمة إلى الصحراء الغربية، أكدت الرسالة على ضرورة الشروع في عملية سياسية جادة تقوم على أساس واضح ومتين ويتوافق مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة وموجهة صوب تحقيق حل سلمي ودائم يقوم على موافقة الشعب الصحراوي المعبر عنها من خلال عملية ذات مصداقية وحقيقية لتقرير المصير يمكن من خلالها الشعب الصحراوي ممارسة اختياره بحرية وديمقراطية بين مجموعة كاملة من الخيارات.

وفي هذا السياق أكد الرئيس غالي أن عملية السلام الأممية بشكلها الحالي قد “انحرفت بشكل خطير عن مسارها”، كما أن بعثة الأمم المتحدة قد فشلت في الوفاء بولايتها.

وأكد الرئيس غالي وهو يطالب بالتعجيل في تعيين مبعوث شخصي مقتدر ومستقل للأمين العام الأممي للصحراء الغربية على أن تعيين المبعوث يجب أن يكون مرتبطا بعملية سياسية جادة وهادفة.

كما طالب باعتماد قرارات واضحة لضمان إجراء مفاوضات مباشرة وموضوعية في أسرع وقت ممكن بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب.

إلى جانب ذلك ناشد الرئيس غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في رسالته بضرورة “ضمان الاحترام والالتزام التام والصارم ببنود وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة التي تم الاتفاق عليها بالتراضي بين الطرفين وصادق عليها مجلس الأمن” ومن أجل تحقيق ذلك دعا إلى الإغلاق الفوري للثغرة غير القانونية التي فتحها المغرب في جداره العسكري عبر المنطقة العازلة بالكركارات.

ومن بين ما تم اقتراحه من تدابير لحلحلة الوضعية تناولت الرسالة الصحراوية صور يمكن من خلالها للمينورسو العمل باستقلالية ونزاهة عبر إتخاذ جميع القرارات والتدابير اللازمة لضمان تنفيذها لجميع أنشطتها العسكرية والسياسية والإدارية، تماشيا مع المعايير الأساسية لحفظ السلام للأمم المتحدة.


إقرأ أيضا : صحفي ياباني يكسر جدار الصمت المضروب على القضية الصحراوية    


أيضا يستلزم، لذلك “إزالة جميع القيود التي يفرضها المغرب على البعثة كما ينبغي للأمم المتحدة أن تمارس سلطتها الحصرية في جميع المسائل المتعلقة بالتنفيذ الكامل والفعال لولاية البعثة”.

وطالب الرئيس غالي وهو يسترسل في كلامه عن دور البعثة بأن تتعامل الأخيرة مع كلا الطرفين على قدم المساواة. “فمن غير المقبول إطلاقا أن لا يكون بمقدور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المينورسو، ونظرا لسياسة الابتزاز التي يتبعها المغرب، مقابلةَ جبهة البوليساريو في مناطق الصحراء الغربية الخاضعة للسيطرة الفعلية لجبهة البوليساريو”، يضيف الرئيس الصحراوي.

وأضاف “انه من غير المقبول أن تقوم بعثة المينورسو، التي لا تزال محرومة من الوصول الكامل إلى المحاورين المحليين في الصحراء الغربية المحتلة، بتقديم تقارير عن مشاريع استثمارية مزعومة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ولا تبلغ عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان الأساسية للصحراويين والنهب المنهجي للموارد الطبيعية للإقليم”.

وبعد أن جدد التأكيد على التزام الجانب لصحراوي بالحل السلمي للنزاع، قال الرئيس ابراهيم غالي “لا يمكننا أبدا أن نكون شريكا في أي عملية لا تحترم وتضمن بشكل كامل ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة”.

اقرأ المزيد