الرئيس تبون يوجه رسالة حاسمة للأمة العربية (فيديو)

ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الإثنين، كلمة ممثلًا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في القمة العربية الإسلامية غير العادية التي انعقدت في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. في كلمته التي نقلها عن الرئيس تبون، أكد على أن الجزائر تواصل موقفها الثابت والراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مع تسليط الضوء على التحديات والتهديدات التي تواجه القضية في الوقت الراهن.

التهديدات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية

في بداية كلمته، أشار الرئيس تبون إلى المخاطر الجسيمة التي تتهدد القضية الفلسطينية، موضحًا أن عامًا كاملًا قد مر منذ القمة العربية الإسلامية الأولى، لكن الخطر الوجودي الذي يهدد القضية الفلسطينية قد زاد وظهرت أبعاده أمام المجتمع الدولي. ولفت إلى أن الوضع في غزة لا يزال يشهد تصعيدًا مستمرًا في حرب الإبادة الجماعية، مع غياب أي أفق لحل النزاع أو وقف الحرب الدائرة هناك.

كما أشار تبون إلى أن الأزمة لا تقتصر على غزة فقط، بل تشمل لبنان أيضًا، حيث تواجه البلاد خطر التوسع في تصعيد الاحتلال الإسرائيلي. وذكر الرئيس تبون أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بممارساته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بل يسعى لتوسيع دائرة الحرب الإقليمية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد تبون في رسالته أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة تهدد بتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، حيث أشار إلى ثلاثة أبعاد رئيسية لهذه التصفية. أولًا، تسعى إسرائيل لتفريغ المشروع الوطني الفلسطيني من محتواه، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لمستقبل الفلسطينيين. ثانيًا، هناك محاولات واضحة لإلغاء فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، في الوقت الذي يسعى الاحتلال إلى تحقيق سلام وفق شروطه، دون أي اعتبار لما أقرته الشرعية الدولية. وأخيرًا، أوضح الرئيس تبون أن هناك جهودًا لإلغاء مبدأ “الأرض مقابل السلام” الذي يمثل أحد أبرز أسس الحلول المطروحة في الصراع العربي-الإسرائيلي.

موقف الجزائر الثابت في دعم فلسطين

أكد الرئيس تبون أن الجزائر تواصل بذل جهودها على جميع الأصعدة من أجل دعم القضية الفلسطينية. ومنذ انضمامها لمجلس الأمن، عملت الجزائر على إبقاء الأضواء مسلطة على القضية الفلسطينية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. كما أكد أن الجزائر ستواصل مساعيها لطرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة فلسطين على الساحة الدولية.

وشدد تبون على قناعة الجزائر الراسخة بأهمية الضغط على الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المجالات. وأضاف أن الجزائر تؤمن بأن العقوبات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية هي السبيل الوحيد لردع إسرائيل ووقف حربها المستمرة على غزة ولبنان. ومن بين هذه الإجراءات، دعا تبون إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى فرض حظر على توريد الأسلحة إليها.

التأكيد على أهمية توحيد الصف العربي

في سياق حديثه، أكد الرئيس تبون أن الجزائر تسعى أيضًا لتثمين المكاسب السياسية والدبلوماسية والقانونية التي حققتها القضية الفلسطينية، خصوصًا في مواجهة محاولات إسرائيل لتصفية القضية. وأشار إلى أن التحالف الدولي من أجل دعم حل الدولتين يعد خطوة هامة نحو الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وبهذا الخصوص، شدد تبون على ضرورة الالتفاف العربي حول القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مستقبل غزة ولبنان بعد الحرب يجب أن يتم تحديده من قبل الفلسطينيين واللبنانيين بأنفسهم، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

خاتمة: الجزائر تدافع عن فلسطين بصلابة على مختلف الأصعدة

ختامًا، تظل الجزائر على رأس الدول العربية التي تقدم دعمًا غير مشروط للقضية الفلسطينية. وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، فإن الجزائر تسعى بكل قوة لدعم حقوقه في المحافل الدولية والعمل على تطبيق الحلول العادلة التي تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. إن موقف الجزائر الثابت في دعم فلسطين يُعد نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي، ويؤكد على أهمية الوحدة والتضامن العربي في مواجهة التحديات التي تهدد المنطقة.

تواصل الجزائر دورها الريادي في الدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي والسياسي، وتسعى إلى تعزيز مكانة فلسطين في الساحة الدولية، مؤكدًة أن حقوق الفلسطينيين لا يمكن أن تُسلب مهما كانت الظروف، وأن القضية الفلسطينية ستظل في صلب أولويات السياسة الجزائرية.

اقرأ المزيد