الرئيس تبون : إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري و كامل

الرئيس تبون : إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري و كامل - الجزائر
الرئيس تبون : إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري و كامل

الجزائر – أعلن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون الاثنين بالجزائر العاصمة عن إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري وكامل للتكفل بالحاجيات الصحية للمواطنين وهو ما يمثل “ثورة صحية” ملتزما في نفس الاطار بتحسين الوضعية المهنية والاجتماعية لممارسي الصحة.

وخلال تفقده لعدد من المؤسسات الصحية بالعاصمة, كشف الرئيس تبون على جملة من القرارات الهامة بغية إعادة النظر بشكل جذري و كامل في المنظومة الصحية الوطنية التي لم تعد تتماشى مع المعطيات ومتطلبات المواطنين وهي المهمة التي ستوكل “للوكالة الوطنية للأمن الصحي التي سيتم اطلاقها “قريبا”-كما قال.

وأوضح الرئيس تبون أن هذه الهيئة ستقع على عاتقها مهمة الخروج بتنظيم صحي جديد يأخذ بعين الاعتبار جميع النواحي الصحية للتأقلم مع الواقع الذي فرضته المعطيات الجديدة مضيفا أنها ستكون العقل المقرر و المستشرف و”ما على الادارة والحكومة الا تطبيق قراراتها”.

وأشار رئيس الجمهورية الى أنه بالإضافة الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي (الكناس) واطارات السلك الطبي بالبلاد سيتم اشراك الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج مشيرا الى أن الهدف من انشاء الوكالة هو “اعادة هيكلة شاملة” لقطاع الصحة حتى يرتقي الى متطلبات القرن ال21 والاستعداد مستقبلا لأي طارئ  صحي من جميع النواحي.

واعتبر الرئيس أن تجربة تسيير أزمة كورونا في البلاد بينت أنه “فيه ارادة قوية” لرجال القطاع غير أن “التنظيم الحالي لا يلبي متطلبات المرحلة” وأنه على الجزائر, التي بدأت في “صناعة الادوية” ان تسترجع مكانتها كمنارة افريقيا.


اقرأ المزيد: الرئيس تبون يقرر إلغاء الخدمة المدنية للأطباء الاخصائيين


و خلال اجتماع بوزارة الصحة بأعضاء لجنة رصد ومتابعة وباء كورونا, شدد الرئيس على أهمية اضفاء “الشفافية” في تقديم الاحصائيات بخصوص كل ما يتعلق بالأزمة لطمأنة المواطن الجزائري مثمنا جهود اللجنة العلمية التي تسهر على المهمة بأنظمة عصرية يجب تعميمها على كافة القطاعات لانهاء عهد “الضبابية” في التسيير.

وبعد أن ترحم الرئيس تبون على ضحايا أزمة كورونا من أطباء, ممرضين ومواطنين, الذين هم”شهداء” كما قال أشاد بجهود الاسلاك الطبية في مجابهة هذا الوباء مؤكدا أنه سيتم العمل على تحسين ظروف عمل الأطباء ومراجعة سلم الاجور.

وبالمناسبة, أعلن رئيس الجمهورية عن عدة قرارات هامة لفائدة ممارسي الصحة منها إلغاء الخدمة المدنية للأطباء الاخصائيين و كذا تحفيزات لممارسة المهنة بولايات الجنوب واحتساب سنة تقاعد لكل الممارسين الذي واجهوا وباء كورونا مدة شهرين.

كما تطرق الرئيس الى مسألة الحجر الصحي الذي فرضته الازمة الحالية مؤكدا على ضرورة اعادة النظر في المستقبل في هذا الاجراء لتخفيف وطأته على المواطن.

و نوه رئيس الجمهورية بمبادرات الشباب في انتاج مستلزمات الوقاية من وباء كورونا مشددا على ضرورة تنظيم هذه الهبة التضامنية و استغلالها مستقبلا من أجل الاستثمار في هذا المجال مؤكدا في نفس السياق أن كل من له استعداد للاستثمار الخاص في مجال الطب سيستفيد من كل التسهيلات.

و خلال زيارته للصيدلية المركزية للمستشفيات, أكد الرئيس تبون على ضرورة إيصال المعدات الطبية و وسائل الحماية من هذا الفيروس “إلى كل شبر من التراب الوطني, سيما المناطق المعزولة والجنوب الكبير”.


اقرأ المزيد: الرئيس تبون يعلن عن إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي


وأضاف أنه رغم “عدم تسجيل عدد كبير من الإصابات على مستوى هذه المناطق  إلا أنه ينبغي الاحتياط والوقاية” مشددا على أنه “لا ينبغي أن يشعر سكان هذه المناطق بأنهم معزولون”.

وبهذا الصدد  أمر السيد تبون الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية ب”تسخير كل وسائل الدولة بما فيها الطائرات من أجل ايصال المعدات الطبية في أسرع وقت ممكن” مشيرا إلى أن نقلها برا “يستغرق وقتا أطول”.

ولدى تفقده للكميات المخزنة من دواء “كلوروكين” المستعمل في علاج فيروس كورونا استمع رئيس الجمهورية الى الشروحات المقدمة اليه حول هذا الدواء الذي يصنع محليا وتملك الجزائر مخزونا منه “يكفي 230 ألف مريض”.

وبعد سؤال الرئيس تبون عن كمية الانتاج الوطني من هذا الدواء أكد مسؤولو الصيدلية المركزية على سعي الجزائر إلى رفع انتاجها إلى “مليون علبة بعد وصول المادة الأولية من الهند” على اعتبار أن الجزائر كانت “من أولى الدول التي تحصلت على المادة الأولية ولديها ما يكفي من مخزون”.

وبهذا الشأن, طمأن رئيس الجمهورية بخصوص امكانيات الجزائر لمواجهة الوباء “اذا ما تطور” سواء من حيث الادوية أو الاسرة متوقعا “الخروج من هذا النفق نهاية أبريل الجاري”.

وكان رئيس الجمهورية تفقد في وقت سابق مصلحة الامراض الداخلية بالمستشفى الجامعي بني مسوس التي يتواجد بها 112 مريض مصاب بفيروس كورونا حيث استمع الى شروحات القائمين على هذه المصلحة التي تدعمت ب 1200 كاشف عن الفيروس في مدة لا تتجاوز النصف ساعة.

اقرأ المزيد