الذكرى ال68 لإندلاع الثورة التحريرية: النصوص الأدبية ساهمت في الحفاظ على الهوية التاريخية

ورقلة – أكد مشاركون في ندوة أكاديمية نظمت اليوم الأحد بجامعة قاصدي مرباح بورقلة أن النصوص الأدبية ساهمت في الحفاظ على الهوية التاريخية للشعب الجزائري.

وأبرز متدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين في هذا اللقاء الذي نظم في إطار برنامج الإحتفالات بالذكرى أل 68 لإندلاع الثورة التحريرية المجيدة أهمية النصوص الأدبية في الحفاظ على الهوية التاريخية للشعب الجزائري طيلة فترة الإستعمار الفرنسي الذي حاول بشتى الطرق طمسها، لكن قد فشل في ذلك بالنظر إلى الدور الذي أدته النصوص الأدبية بمختلف أجناسها في تجذير القيم الوطنية وحماية الهوية التاريخية.

وفي هذا الجانب، أكد الأستاذ عبد الناصر مشري (جامعة ورقلة) أن الإستعمار الفرنسي البغيض كان في إطار مساعيه لطمس الهوية التاريخية للشعب الجزائري على دراية بأهمية النص وأهمية اللغة التي تعد رافدا ووسيطا مؤتمنا على الحمولة الثقافية و الدينية و الوطنية و القومية مما جعله يشن حملة عنيفة لطمس كل معالم هذه الهوية.

وترجمت هذه السياسة الإستعمارية العدوانية – كما أضاف المتدخل- ضد مقومات الشعب الجزائري من خلال تحييد اللغة العربية و منابعها كالمساجد و الكتاتيب و المدارس و التمكين في المقابل لثقافته، غير أن الرعيل الأول من الساكنة كانوا على وعي تام بأهمية النص و اللغة.

ومن هذا المنظور فقد اجتهدوا في فتح المدارس والكتاتيب والمساجد وإيفاد البعثات العلمية إلى الحواضر العلمية الكبرى على غرار جوامع الزيتونة و الأزهر الشريف والقرويين لتنشئة الجيل الجديد و شحنه بالقيم الوطنية، حيث كانت نصوص ذلك الجيل من أدباء و شعراء و مفكرين و مثقفين مشبعة بتلك القيم، والذين كانت لهم مساهمتهم أيضا في التنوير لخوض غمار التضحيات من أجل حرية واستقلال الجزائر، يضيف ذات المتدخل.

ومن جهته، أوضح الأستاذ عبد الحميد هيمة، من ذات المؤسسة الجامعية، في مداخلته حول “الأدب ودوره في الحفاظ على الذاكرة و تكريس الهوية الوطنية”  أن الأسلاف قدموا نماذج فريدة في البطولة والتضحية وجدير بجيل الإستقلال المحافظة على تلك التضحيات والذاكرة الوطنية، مبرزا في نفس الوقت أن الأدباء و الكتاب يضطلعون بدورهم بهذه المهمة النبيلة.

ويرى الأستاذ هيمة أن الإهتمام بالذاكرة الوطنية يساعد على بناء ثقافة المقاومة سيما في ظل العولمة التي تعد مشروعا للهيمنة على الشعوب والقضاء على الذاكرة.

وبدوره أشار الأستاذ عبد الغني مخلوفي (مفتش بيداغوجي في التعليم الإبتدائي) في مداخلته “البعد التاريخي في النصوص التعليمية لمادة اللغة العربية – التعليم الإبتدائي نموذجا”  أن المدرسة مؤسسة تهتم بتنمية شخصية المتعلم، مما يؤكد مدى أهمية هذه المؤسسة التعليمية في غرس ونشر القيم الوطنية.

وقدمت خلال أشغال هذه الندوة الأكاديمية التي شارك فيها إلى جانب كوكبة من الأساتذة و الطلبة الجامعيين أعضاء الأسرة الثورية بالولاية، عدة مداخلات تناولت بالخصوص ” الثورة التحريرية والرواية” و” الهوية الوطنية في كتابات شعراء توقرت “و” حضور الهوية الوطنية في شعر مفدي زكريا “و “حضور الهوية الوطنية في أدبيات الإتجاه الإصلاحي قبل ثورة نوفمبر المجيدة”.