الحوار هو الوسيلة الوحيدة لضمان الخروج من الأزمة (عبد العزيز بلعيد)

عين الدفلى – أكد رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، يوم السبت بعين الدفلى أن الحوار الوطني يشكل “الوسيلة الوحيدة التي من شأنها ضمان حل للأزمة السياسية التي يعيشها البلد، داعيا إلى “وضع الجزائر فوق كل اعتبار”.

و أوضح السيد بلعيد لدى مداخلته في إطار اللقاء الجهوي لمناضلي حزبه المنظم بدار الثقافة الأمير عبد القادر بعين الدفلى، أن “بدون حوار مسؤول يتميز بالهدوء و الطمأنينة و يضع الجزائر فوق كل اعتبار، لا يمكن الخروج من الأزمة التي يعيشها البلد”.

بعد أن شدد على أن “المشاركة في الحوار ما هو إلا اتسام بالحكمة”، أشار ذات المسؤول إلى أن الدراسة الشاملة للتاريخ تسمح لنا بالقول “دون الوقوع في أخطاء” أن الثورات و الأزمات التي عاشتها البشرية انتهت بالحوار.        

كما أشار من جهة أخرى إلى أن الحوار المرجو لا يجب أن يعلل بالأرباح التي قد تترتب عنه و لكن بالحرص على لم الشمل.

وبعد أن تطرق إلى اللجنة المكلفة بإدارة الحوار في منظور الانتخابات الرئاسية المقبلة، أوضح السيد بلعيد أنه بمجرد أن هذه الأخيرة تطمح إلى وضع جسور حوار و تشاور، لا يسع لحزبه إلا أن يشجعها في مهمتها، داعيا إلى نبذ الأحكام المسبقة للانهزاميين و اولئك الذين يعتبرون ان الأزمة “حتمية”.

وقال في هذا الشأن “لا أحد يظن أنه سيتحاور مع هذه اللجنة بينما في الحقيقة هذه الاخيرة ليست مدعوة لإيجاد حلول للأزمة و لكن ان تحاول إقامة جسور حوار بين الأحزاب السياسية و ممثلي المجتمع المدني”.

بخصوص تحسين عمل هذه اللجنة أكثر فأكثر، اعتبر السيد بلعيد أنه من الضروري  التصدي للأحكام المسبقة و ان الحوار يمكن ان يكون مثمرا حتى مع هؤلاء الذين لا نتقاسم معهم نفس الأفكار.

وحسب ذات المسؤول، الوضعية التي يمر بها البلد تعد فرصة للوطنيين الحقيقيين للبروز و المساهمة في تسوية الأزمة، مشيرا الى الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني.

وبخصوص الحراك الشعبي، أكد رئيس جبهة المستقبل أن الشعور بالإهانة يعد العنصر الأساسي الذي أدى إلى بروزه، معبرا عن أسفه كون المتظاهرين بدل ان يشددوا على إنشاء لجنة وطنية مكلفة بتحضير الانتخابات الرئاسية، ركزوا على “ضرورة مغادرة +الباءين+”.

واعتبر في هذا الشأن أنه “إذا نُصبت هذه اللجنة، ستنظم الانتخابات الرئاسية و سيغادر الباءين بحكم الضرورة”، معربا عن أسفه “لضياع الكثير من الوقت”.

وفي حديثه عن الجيش الوطني الشعبي، أعرب عن استيائه لما تتعرض له المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن “الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي بقيت واقفة”.

وأضاف يقول “انه اذا كان من المعروف ان جيش التحرير الوطني قد حرر البلاد من نير الاستعمار فان الجيش الوطني الشعبي قد حررها من سطوة العصابة الفتاكة التي نهبت ثرواتها” مؤكدا ان البلاد مستهدفة سواء من أطراف داخلية او خارجية.

و في معرض تطرقه للساحة السياسية، ابرز السيد بلعيد انه على عكس احزاب التحالف السابقة التي لم تستفق بعد من الصدمة التي اثارها سقوط الرئيس السابق، فان الأحزاب السياسية المعارضة “تتصارع فيما بينها” بسبب حرب الزعامة “حيث يعتقد كل واحد انه يمتلك الحقيقة المطلقة”.

وأضاف ان الوضعية الحالية للبلاد ليست قدرا محتوما و يمكن تجاوزها شريطة ان تتغير الذهنيات و التخلص من الزعامة (ظاهرة خاصة بالبلدان العربية).

كما اعتبر من جانب اخر انه من “الضروري” ان يعرف الرئيس المقبل الذي ينتخبه الشعب أن عهد الاستبداد قد ولى إلى الأبد وانه تحت المراقبة الدقيقة للشعب.

وأكد من جانب اخر انه من المهم عدم الخروج من الاطار الدستوري “و ذلك على الأقل لتفادي فقدان المصداقية أمام الخارج”.

وتابع قوله ان “الامر لا يتطلب قدرا كبيرا من نفاذ البصيرة لكي نخمن في هذه الاوقات التي يكتنفها الغموض ان المستثمرين الاجانب يترددون في القدوم الى بلادنا”.

وأشار رئيس جبهة المستقبل في ندوة صحفية نشطها مباشرة بعد تدخله الى المسالة المتعلقة بالمشروع الهادف الى استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية حيث اكد ان حزبه يشجع تعلم اكبر عدد ممكن من اللغات الاجنبية و جميع اللغات.

كما أكد قائلا  “من الواضح ان اللغة الانجليزية تهيمن على مجال الأبحاث العلمية و نموذج الاقتصاد” معتبرا أن الأهم هو أن لا نعيد تلك الصراعات التي جرت في الماضي بين المعربين والمفرنسين.

أما بخصوص مسالة الفساد فقد اوضح السيد بلعيد ان حزبه ما برح يشجب منذ انشائه في سنة 2012، المظاهر والإشارات الدالة عليه.