كشف العدوان على غزة، الكثير من الحقائق وغيّر الكثير من المفاهيم التي غرسها الغرب في عقول باقي الشعوب وجعلها من المسلّمات، بل جعلها كمركب نقص لديها ووظّفها في الكثير من الأحيان ضد أنظمة ودول وجعلها مطيّة للتدخل في شؤونها وتفتيتها تحت شعار دمقرطة الأنظمة وأنسنة الحكام.
مع كل يوم من استمرار مسلسل مذبحة غزة، التي لا يُراد لدمائها أن تجفّ، كما لا يُراد لجثث ضحاياها أن توارى، رغم كلّ التنديد والشجب الدوليين، ومع كل لحظة تمرّ من صمت الأنظمة الغربية والعربية، على ما يتمدّد من إجرام صهيوني، لم يعد لسقف وحشيته حدّ ولا رادع، يتّضح...
على مشارف اليوم الخمسين بعد المائة الأولى، منذ اندلاع غزوة “طوفان الأقصى”، وتواصل عمليات الذبح والقصف والسحق بحقّ المدنيين العزل – أطفالا ونساء وشيوخا ورضعا – من قبل العصابة الصهيونية الإرهابية الفاجرة، على مرأى ومسمع من العالم، بل، وبدعم وتأييد من لدن الأنظمة الغربية “الحرّة”، وكذا بعض الأنظمة العربية...
رغم زخم الشارع ومظاهرات المدن وحراك الجماهير، لم تتحرّك العواصم الغربية في أنظمتها السياسية حيال الوضع الإنساني الكارثي في غزّة وفلسطين، بل، وأبقت على نفس سياساتها الداعمة للكيان الصهيوني وزادت، من دون أن تهتز لها قصبة أو تأخذها شفقة، في استهتار مقرف واحتقار مهين للموقف الشعبي الرافض والمعارض، لجرائم...
غزة …تفضح ديمقراطية الغرب