الحراك الشعبي أكسب الشباب الجزائري مزيدا من الوعي السياسي والقانوني

الحراك الشعبي أكسب الشباب الجزائري مزيدا من الوعي السياسي والقانوني - الجزائر

تحولوا إلى فقهاء في القانون ومحللين وناشطين سياسيين بامتياز
لا يختلف اثنان في أن الحراك الشعبي المتواصل منذ أكثر من ثلاثة اسابيع عبر ولايات الوطن قد أفرز عديد المعطيات والمؤشرات الإيجابية التي أدهشت الكثيرين ممن اعتقدوا في لحظة من اللحظات أن الشعب الجزائري قد استكان واستسلم لواقعه ويئس من امكانية التغيير، والأكثر من ذلك فإن الكثيرين اعتقدوا أن هذا الشعب وعلى رأسه الشباب قد طلق السياسة بالثلاث وانطوى على نفسه ليصبح همه الأول والأخير – حسب هؤلاء – هو تأمين القوت من مأكل ومشرب وانتظار الموت بالنسبة لعامة الناس، والتفكير في كيفية الهجرة وركوب البحر بالنسبة لفئة الشباب.

غير أن الحراك الشعبي الأخيرة أعاد فئة الشباب إلى الواجهة بقوة وجعلها تتبوأ مكانتها الحقيقية وتلعب الدور المنوط بها في المشاركة القوية في الحراك الشعبي والمطالبة بالتغيير بحثا عن نظام جديد يستجيب لتطلعات هذه الفئة الهامة. فهذا الحراك الشعبي وما تخلله من أحداث ومستجدات ونقاشات قد أعطى لفئة الشباب فرصة كبيرة لاكتساب المزيد من الوعي السياسي الذي ظل يمثل آخر اهتمامات السواد الأعظم من شبابنا الجزائري الذي كان شبه غائب أو مغيب لسنوات طويلة عن الساحة السياسية، والكل كان يصنفه من المقاطعين والمطلقين لكل ما له علاقة بالسياسة.

فالحراك الشعبي جعل الشباب يدرك عديد المفاهيم السياسية ويكون أكثر وعيا من حيث الثقافة القانونية. فالشاب (أحمد.ط) صاحب 23 سنة، يجزم أنه لأول مرة وبفضل الحراك الشعبي واحتكاكه ببعض المتظاهرين والتواصل معهم ومع غيرهم في صفحات الفيسبوك أصبح يعرف الفرق بين الرئيس وديوان الرئاسة، ولأل مرة كما قال يقرأ أو يستمع لبيان رسمي، لأنه كما قال لم يكن يؤمن أصلا بهذه البيانات ولا تهمه مضامينها باعتباره كان يائسا من السياسيين والسياسة عامة.

كما كشف (عبد الله.ك) وهو شاب بطال من المشاركين الفاعلين في الحراك الشعبي بمدينته أن الحراك الشعبي مكنه لأول مرة من الاطلاع على مواد الدستور وخاصة كما قال المواد 102 و104 وغيرها. فالحديث مع الاصدقاء والدردشة في وسائط التواصل جعلته كما قال يعرف أولا أن هناك مواد تحمل هذه الارقام، ثم الاطلاع على مضمونها، مؤكدا أنه وفي ظرف اسابيع ثلاثة عرف ما لم يعرفه في حياته سابقا.

فيما أكدت السيدة خديجة وهي عاملة بإحدى المؤسسات الخاصة أنها أصبحت على دراية ولو بسيطة ببعض مواد الدستور، وعرفت كما قالت بعض الأمور المتعلقة بالرئيس والرئاسة والدستور، والفضل في ذلك يعود إلى النقاشات التي اصبحت تحضرها امام شاشات التلفاز وحتى في حوارها مع زوجها وأبنائها حول ما يحدث في الجزائر.

وهذا الأمر حسب هذه السيدة ما كان ليحدث لولا هذا الحراك الشعبي الذي فتح عيون الجزائريين على السياسة والقانون الدستوري حتى أصبح الجزائريون ومن مختلف الاعمار والفئات وفي ظرف اسابيع قليلة سياسيين بامتياز في تحاليلهم وفقهاء بامتياز أيضا في معرفتهم بالقانون الدستوري، وهذا التغيير الإيجابي في مستوى الوعي لدى الشعب والشباب الجزائري يعود الفضل فيه للحراك الشعبي الذي كشف مجددا أن الشعب الجزائري شعب ليس كغيره من الشعوب.

اقرأ المزيد