“الحديث عن كوني مرشح الجيش فولكلور سياسي”

“الحديث عن كوني مرشح الجيش فولكلور سياسي” - الجزائر

قال المترشح للرئاسيات المجيد تبون إن “المؤامرة المدبرة التي أتعرض لها حاليا هي امتداد لما حدث لي في 2017 لما كنت وزيرا أول من طرف العصابة التي سأبقى مصدر إزعاج لها دائما”. وأوضح تبون، في حوار مع “الخبر”، أن “تعديل الدستور ومطابقته مع مطالب الحراك سيكون أول قرار أتخذه إذا انتخبني الشعب رئيسا”.

ما قصة رجل الأعمال المسجون عمر عليلات وما علاقتك به؟

ما أعلمه أن عمر عليلات ليس “مليارديرا”، كما أعلم أنه يعاني في هذا الجانب منذ حوالي سنتين، أّ منذ أن حجز جواز سفره. وما قيل عني وعلاقتي به أكاذيب باطلة. وعليلات لم يكن ممولا لحملتي ولو بمليون سنتيم، ومن يريد التحري في هذا الأمر ما عليه سوى الاتصال بمحافظ الحسابات على مستوى مديرية الحملة.

لكن يقال إنه صديق مقرب منك؟

عليلات عرفته مثله مثل آلاف الأشخاص، وهو لا صديق مقرب ولا خصم في نفس الوقت، وكان حريا على من يروج لهذه الأكاذيب أن يتصل بمحامي عليلات وسؤاله عن سبب إلقاء القبض عليه والتهم الموجهة إليه. وحسب ما يقال هي قضية قديمة أثيرت الآن وتبعتها تعاليق. أما بخصوص أنه صديق أو ممول لحملتي، فأنا على علم بالمغزى من وراء هذا الأمر، ومنبه هذه التأويلات الأصلية هي العصابة، على أساس أن الذي يحارب الفساد والفاسدين، وهو أنا، يخالط ويحيط به في نفس الوقت فاسدون. لكن الناس تعرف أصلي وفصلي، وعزة نفسي تقف أمام أّ واحد يمكن أن يشتري عبد المجيد تبون.

نفس الضجة أثيرت حول مغادرة مدير الحملة السابق، عبد الله باعلي، ما حدث بالضبط؟

أجيبك بجواب بسيط: هل الإعلام يعرف مديري الحملات لبقية المنافسين؟ هل الجزائر متوقفة على مدير حملة تبون؟ لماذا هـذه الضجة؟. وسببها أن العصابة “مهولة” وخائفون من وصولي إلى الرئاسة. وكل ما يجري الآن لا حدث بالنسبة لي، مدير حملة غادر المديرية وتم تعويضه بآخر، لكن أذناب العصابة تجرأوا بإقحام ابني الثاني في هذه القضية، فالعصابة أدخلت ابني الأول الحبس ويريدون إدخال الثاني أيضا، هذا هو القصد. أنا ليس لي هيكل حزبي ولم أستعمل قواعد حزب جبهة التحرير الوطني، ومن حقي أن أستعمل أي أحد لمساعدتي، وابني رغب في مساعدتي في مجال الإعلام الآلي، وهذا شيء طبيعي، فلو كنت مسؤولا كبيرا واستعملت ابني فأعطي الحق لمن يهاجمني، بل بالعكس، هنالك شخصيات حزبية نافذة تستعمل أبناءها، ولا واحد يتحدث عنهم، لذلك الأمور موجهة ضدي، فالحديث ينبغي أن يكون عن رئيس حزب يستعمل ابنه الملياردير.

يعني أنت تعتقد أن الحملة الحالية ضدكم مدبرة؟

نعم، إنها حملة مدبرة واستمرار لحملة 2017 لما كنت وزيرا أول، ولا يوجد أي شيء آخر ماعدا هذه الحقيقة، والشعب يعرف هذا الأمر جيدا.

يعني مازلت حسب كلامك تزعج العصابة وأذنابها؟

وسأبقى أزعجهم إلى يوم القيامة، لأنني لست منهم وخرجت علانية مع المواطن البسيط والطبقة المتوسطة.

يرى البعض في مسألة فصل المال عن السياسة “وعـدا انتخابيا وهميا” منك ولا يمكنه أن يتحقق..

من يقتحم معترك الانتخابات يدرك تماما كيف يتوغل المال السياسي في دواليب السلطة، وكيف يسير المال الانتخابات وغيرها من المجالات.. هناك قوانين يمكن أن تفصل في هذا الأمر قدوة ببعض الدول التي فصلت المال عن السياسة، لسنا في جزيرة معزولة عن العالم، فقد آن الأوان لإنشاء ديمقراطية يكون فيها المال مفصولا عن السياسة، ويفتح فيها المجال للأفكار الاقتصادية التي تسود، فيما تبقى الطبقة السياسية بعيدة عن المال..

هل يمكن لهذا الهدف أن يتحقق في الجزائر التي يطغى فيها المال على السياسة؟

أنا أتحدث عن المال السياسي الذي يجب أن يبتعد عن العمل السياسي، وتوجد آليات قانونية للفصل في هذا الموضوع وستتخذ في حال قرر الشعب انتخابي رئيسا للجمهورية..

لكن فصل المال عن السياسة ليس مهمة سهلة..

طبعا، فلا يمكن وضع حاجز وفاصل في بداية المهمة بنسبة 100 بالمائة، لكن البداية تكون بالأمور الكبيرة..

هل هذا أكبر تحد لك لما تصبح رئيسا للجمهورية؟

ليس الأكبر، فهذا بالنسبة لي تحد عادي، ويمكن للقوانين أن تفصل فيه حتى نسمح لنخبة من المواطنين الذين لا يملكون المال بأن يصبحوا منتخبين ولم لا تتدخل الدولة بمساعدتهم ماليا حتى يديروا حملاتهم الانتخابية.. الأمر يتعلق بشخص يملك المال فيتغول في الدولة ويعين الوزراء والمسؤولين، وهذا ليس قدرا محتوما على الجزائريين.. فالتغيير ممكن.

أثار تصريحك بخصوص مكان تواجد المال المسروق جدلا كبيرا، ما قصدته بالضبط في هذا الموضوع؟

التأويلات التي أعطيت لتصريحي مستمدة من نظرة العصابة التي تعودت على تخزين الأموال في الأقبية.. أنا أتحدث عن ملايير الدولارات، وسبق للإعلام أن تحدث عن فضائح “بنما بيبرز” وجنات التهـرب الضريبي والاستثمارات في الخارج، وكلها أمور معروفة والعدالة تفصل فيها.. أنا أعلم الدول التي تتواجد فيها هذه الأموال ويمكن استرجاعها من قبل دولة لها سلطان وليس من طرف مواطن عادي. وأثير انتباه الجميع أن المحامي الذي روج لهذه المغالطات هو من المحامين الذين يدافعون عن العصابة، وهو نفس المحامي الذي له فيديو آخر يلوم فيه الدولة عن توقيف العصابة دون أدلة حسبه.. لكن الحملة أخرجت أشخاصا لهم شبكات من الذباب الإلكتروني لا يمكن تصوره وتستخدم أموالا طائلة لهذا الغرض، وهؤلاء اشتروا أرضيات في “اليوتوب” ومواقع التواصل الاجتماعي ويوجهون الحملة ضدي، لكنهم لم ولن يستطيعوا السيطرة على الشعب، وأنا متمسك بالشعب الذي يملك “المبيد” المناسب للقضاء على هذا الذباب.

المواطنون متعبون من تدهور الأوضاع المعيشية، كيف يمكن أن تعيد لهم الأمل ؟

برنامجي المتكامل يسمح بإعادة الأمل للجزائريين في حياة كريمة.. بدءا من وضع تصور لدستور قوي وصولا إلى باقي القطاعات الأخرى.. فالمنطق السليم يسير إلى شيء معين، بينما تجد هذا القطاع مسيرا في اتجاه آخر، لأن هذا الاتجاه لم يكن يصب لحل مشاكل الجزائريين بسبب تدخل لوبيات المال. كل قطاع مؤهل للتغيير، بدءا من التعليم الأساسي والجامعات، فلقد زارني سفير بريطانيا لدى الجزائر الذي تمنى مستقبلا تعاونا في هذا المجال، وبرنامجي يقوم على أن تتحول الجامعات إلى هيئات استشارية للدولة وليس هيكلا لتوزيع الشهادات وإحالة الطلبة على البطالة..

ما هو أول قرار ستتخذه في حال انتخبت رئيسا؟

سيكون تعديل الدستور بحيث يكون مطابقا لما طالب به الحراك، وذلك من خلال التأسيس لنهاية عهد الحكم الفردي، حيث لا يمكن سن قانون للإعلام مثلا من دون إشراك الصحفيين، أو قانون يخص قطاع الطب بإقصاء الأطباء والطاقم الطبي، وهذا يعتبر حسب برنامجي بحثا عن النجاعة، حيث كانت تصرف أموال كبيرة في قطاعات فيما النجاعة منعدمة نظرا لوجود اختلالات.. الحراك انتصر في إسقاط العهدة الخامسة ثم زج بالعصابة في السجن، أما ما تبقى من تغيير فيضمنه الدستور عبر تغيير نظام الحكم، فالبعض يطالب بنظام شبه رئاسي، وآخرون يريدونه برلمانيا، وكذا طريقة تسيير الأزمات والفصل النهائي بين السلطات الثلاث، فالدولة تسير بالاستشارات وإرجاع القوة للمجتمع المدني كشريك سياسي، فتنشأ جمعيات ذات منفعة عامة لتخفيف الضغط على المواطنين، وعلى سبيل المثال جمعية حماية المستهلك من خلال جعلها حليفا بصلاحيات قوية.. كما سأعيد النظر في بعض الأمور الاقتصادية ومراجعة سياسة دعم الفقراء والفئات الهشة، لأنه قرار الشهداء حتى يعود الدعم إلى مستحقيه..

لماذا الإصرار على ترويج فكرة أنك مرشح السلطة بل حتى مرشح الجيش؟

لأنه أشعل لي سيجارة (يقصد الفريق ڤايد صالح).. يعني حتى آداب التعامل أصبحوا يشككون فيها، مع أنني أعلم من التقط الصورة ومن روج لها وحبك هذه المؤامرة، رغم أننا كنا في ملعب نحضر نهائي مباراة كرة قدم للفريق العسكري وسط جمهور كبير.. الإصرار على أنني مرشح الجيش أو السلطة بالنسبة لي فولكلور سياسي، فرئيس أركان الجيش أقسم بعدم وجود طموحات سياسية، فيما أكدت مجلة الجيش في إحدى افتتاحياتها أن عهد صنع الرؤساء قد ولى، ومع ذلك تستمر العصابة في ترويج لمغالطة آتية من وراء البحر تتعلق بمزاعم “حكم عسكري بواجهة مدنية”..

كيف تابعت دور الجيش منذ بداية الحراك إلى يومنا هذا؟

لولا الجيش ما كان هنالك حراك والشعب يدرك هذه الحقيقة، وكذا توقيف رؤوس العصابة وكافة الأدلة الخاصة بحماية المتظاهرين. الشعب يحب جيشه ومتمسك به، ماعدا من يريدون الاستيلاء على الحكم والسلطة بالقـوة بإيعاز خارجي، والحاجز والمانع أمامهم هو الجيش، لذلك يريدون تكسيره حتى يسهل لهم تنفيذ مؤامرتهم، وتجارب العالم العربي موجودة لمن يريد التأكد.

تصريحاتك مؤخرا حول فرنسا أثارت الكثير من الجدل، لماذا؟

أنا أتحدث بمنطق ولست فيلسوفا. عندما أقارن بين الأمور، فألاحظ كلام مسؤول فرنسي يتكرر في ساحة البريد المركزي، تجعلني أشك في وجود أوامر وإيعاز، وهنا لا أقصد طبعا الكل.. ولما أشاهد قناة تلفزيونية فرنسية تركز على شتم الجيش، وكذا التركيز على نقطتين فقط لنقل المظاهرات من جزائر كبيرة وشاسعة، فهذا يعني أن وسائل إعلام فرنسية دخلت على الخط لتوجيه الأمور. فالعاصمة الفرنسية محمية وليلة كل سبت تشدد إجراءات التفتيش (احتجاج السترات الصفراء) لمنع الدخول إليها، وهذا بالنسبة إلى الفرنسيين أمر طبيعي، أما نحن لما يفتش شخص يعتبرونها تفرقة بين الجزائريين. الجزائر ليست جزيرة، فمن احترمنا نحترمه ولا احترام لمن لا يحترم الجزائر وشعبها، لا يوجد السيد وخادم السيد.. كلام قلته لمسؤولين أجانب خلال مهمات لي في الخارج، وهو موقف كبرت عليه..

اقرأ المزيد