الجمعة العشرون للحراك الشعبي: المحتجون يوطدون مطالبتهم بالتغيير في ذكرى عيد الاستقلال

الجمعة العشرون للحراك الشعبي: المحتجون يوطدون مطالبتهم بالتغيير في ذكرى عيد الاستقلال

الجزائر – حافظت الجزائر العاصمة، يوم الجمعة، على الأجواء التي ألفتها منذ قرابة خمسة أشهر بخروج المتظاهرين إلى شوارعها و ساحاتها تأكيدا لإصرارهم على القطيعة مع كل الوجوه و الممارسات المتصلة بالنظام السابق. هدف جددوا تشبثهم به في ذكرى عيدي الاستقلال و الشباب.

فعلى غرار المشهد الذي أضحى السمة المميزة لكل مناطق البلاد، اجتاح المتظاهرون، الذين لوحظ أن عددهم كان أكبر من الجمعة السابقة، أهم شوارع و ساحات الجزائر العاصمة مسجلين بذلك إرادتهم في المضي قدما نحو تحقيق ما دأبوا للخروج من أجله منذ 22 فبراير المنصرم: إرساء أسس دولة الحق و القانون التي تعود فيها الكلمة للشعب السيد وتكريس الديمقراطية الحقة مع تمكين الكفاءات الوطنية النزيهة من تسيير شؤون البلاد.

و قد كانت هذه الجمعة المتزامنة مع الذكرى57 لعيدي الاستقلال والشباب يوما له دلالته الخاصة، حيث كان العلم الوطني المرافق الملازم لكل المتظاهرين، في إشارة واضحة إلى أنهم جزائريون قبل كل شيء، في حين دوت الأهازيج والأغاني الوطنية في كل جوانب العاصمة التي اتشحت حصريا بالأحمر و الأخضر و الأبيض إلى جانب بورتريهات لشهداء الثورة التحريرية.


إقرأ أيضا:      أزمة سياسية: عقد منتدى وطني لترقية الحوار يوم السبت بالجزائر العاصمة


و مثلما جرت عليه العادة، تواصل توافد جموع المواطنين، عقب صلاة الجمعة، على الساحات والشوارع الرئيسية للعاصمة، و بوجه أخص الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي و ساحة موريس أودان، علاوة على شوارع زيغود يوسف والعقيد عميروش و حسيبة بن بوعلي و ديدوش مراد وكذا نهج باستور، أين انتشر المتظاهرون في جماعات أخذت أحيانا شكل مربعات، و كل ذلك في ظل حضور أمني مكثف.

و قد تم تسجيل وقوع مناوشات بين عدد من المتظاهرين و قوات الأمن.وذكر مصدر امني لواج أنه تم توقيف مجموعة من هؤلاء وتحويلهم نحو الأمن الحضري “من أجل التحقق من هوياتهم قبل إطلاق سراحهم”.، في حين “سيتم تقديم من وجد بحوزته أسلحة بيضاء أو ممنوعات  أمام وكيل الجمهورية”.

 

لا حديث عن الحوار قبل ذهاب “العصابة” برمتها

 

تتوالي أيام الجمعة التي بلغ عددها العشرون، و رفض بعض المتظاهرين الحوار في ظل وجود “بقايا العصابة” قائم لا يتزحزح. الأمر الذي بدا جليا من خلال لافتات حملها لمحتجون.      

فمن خلال شعارات “ارحلوا” و”لا لرسكلة النظام”، و هتافات “57 سنة بركات”، شدد البعض منهم مجددا على ضرورة رحيل كل رموز النظام السابق “الفاسد” دون استثناء، كشرط غير قابل للنقاش للجلوس إلى طاولة الحوار الذي دعا إليه مجددا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح في رسالته للأمة بمناسبة عيد الاستقلال.

و كان السيد بن صالح قد أكد الأربعاء الفارط على أن قيادة هذا الحوار “المستعجل” ستوكل لشخصيات وطنية مستقلة ذات مصداقية، بلا انتماء حزبي أو طموح انتخابي شخصي”، كما أنها “تتمتع بسلطة معنوية مؤكدة و تحظى بشرعية تاريخية أو سياسية أو مهنية تؤهلها لتحمل هذه المسؤولية النبيلة”.

و بغية “إبعاد أي تأويل أو سوء فهم”، سجل بن صالح الالتزام بأن “الدولة بجميع مكوناتها، بما فيها المؤسسة العسكرية لن تكون طرفا في هذا الحوار و ستلتزم بأقصى درجات الحياد” طيلة مراحل هذا المسار.


إقرأ أيضا:   الطبقة السياسية ترحب بمقاربة رئيس الدولة بإطلاق حوار وطني شامل


و من جهته، كان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق أحمد قايد صالح قد ذكر أمس الخميس بأن بعض المسؤولين الذين شغلوا مناصب عليا في الدولة “لم يكونوا في مستوى هذه المسؤولية ولم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم” وهم بذلك “يستحقون الجزاء العادل الذي نالوه بالقانون والحق والإنصاف”.

كما تجدر الإشارة في السياق ذاته إلى أن مسيرات اليوم تأتي عشية انعقاد جلسات الحوار الوطني التي تعد مبادرة سياسية ترمي إلى وضع تصور وآليات للخروج من الأزمة و”الذهاب في آجال معقولة الى تنظيم أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد”، حسب ما أوضحه منظمو هذا اللقاء.

اقرأ المزيد