الجمعة التاسعة للحراك: تفكيك العصابة مطلبنا

الجمعة التاسعة للحراك: تفكيك العصابة مطلبنا - الجزائر

يضرب الجزائريون موعدا جديدا مع الحراك الشعبي المتواصل في مختلف ولايات الوطن، وهذا من خلال الجمعة التاسعة التي ينتظر أن تحمل صفة الاستمرارية في الدعوة إلى تنفيذ مختلف المطالب الداعية إلى تفكيك العصابة وتنحية بقية الباءات، موازاة مع استقالة الطيب بلعيز من رأس المجلس الدستوري، وغيرها من المطالب والشعارات التي رفعها الجزائريون خلال المسيرات السابقة.

يرى بعض المتتبعين لواقع الحراك الشعبي السلمي الذي تعرفه الجزائر منذ يوم 22 فيفري المنصرم، أنه بالنظر إلى الأحداث التي وقعت على مدار الأسبوع، المتمثلة في استقالة بلعيز وما دار عن رحيل بوشارب يوم الخميس، فإن مسيرات اليوم الجمعة ستكون منتشية، ما يجعل آليات الحراك تتركز على الاستمرارية في تنفيذ المطالب، كما يرشح أن يكون أكثر انسجاما مع الجيش بعد التصريح الأخير لقائد الأركان ضد مسؤول المخابرات السابق الجنرال توفيق.. وفي السياق ذاته، يتوقع مراقبون أن يتم رفع شعارات تدعو إلى تحرك العدالة ضد المتورطين في الفساد، وهذا في سياق الأصوات المنادية بضرورة دق صافرة الشروع في المحاسبة ومواصلة تفكيك عناصر العصابة، خصوصا أن البيان الأخير لقيادة الجيش كان شديد اللهجة، ووجه آخر إنذار إلى الجنرال توفيق، كما تضمن ذات الخطاب العديد من الدلالات والإيحاءات التي تعكس وقفة الجيش مع مطالب الجيش، أملا في تجسيدها بصفة تدريجية.

من جانب آخر، ينتظر أن المسيرات الشعبية المنتظرة اليوم الجمعة وفية لتقاليدها، المبنية على السلمية وتحديد طبيعة المطالب والشعارات المرفوعة لهذا الغرض، يحدث هذا في ظل الإصرار على رحيل بقية الباءات، وهذا بعد الخطوة الأولى التي عرفت استقالة الطيب بلعيز من رأس المجلس الدستوري، وهي خطوة وصفها الكثير بالمهمة، في انتظار أن تليها خطوات أخرى أكثر أهمية، في إطار تجسيد المطالب الشعبية المنادية بإحداث تغييرات جذرية على مستوى هرم السلطة، وتوفير المناخ المناسب لعقد انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، وهو ما يفرض آليا ضرورة رحيل الوجوه المحسوبة على نظام الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة. ورغم حالة التفاؤل السائدة في هذا الجانب، إلا أن الكثير لا يزال يتابع المشهد عن كثب، خاصة في ظل النشاط الخفي للتحالف الثلاثي الموازي الذي يمثل السعيد بوتفليقة والجنرال توفيق وكذا أطراف الدولة العميقة وجهات أخرى تمثل أذرعا مهمة في الإدارة، ما يجعل جمعة اليوم فرصة لتسليط الضوء على هذا الإشكال القائم، لتوحيد الشعارات التي تتماشى مع المطالب الحقيقية للشعب الجزائري الذي اختار الخروج إلى الشارع في مختلف ولايات الوطن منذ يوم 22 فيفري المنصرم.

وإذا كان الكثير من المتتبعين يجمعون على قدرة الحراك الشعبي على المواصلة بنفس السلمية والصمود، خاصة في ظل تناغمه مع مضامين وقرارات قيادة الجيش الوطني الشعبي، فإنه في المقابل، لم يتوان الكثير من التحذير من مغبة الوقوع في الأخطاء والتجاوزات التي عرفتها الجمعة السابقة، خاصة من ناحية التنظيم الأمني، حيث أكد الجميع على ضرورة الحفاظ على الإطار السلمي للمسيرات، وتفادي كل أشكال الضغط على الجماهير والمحتجين، وبالمرة عدم اللجوء إلى خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وغيرها من الخرجات التي يصفها الكثير بالمستفزة، خصوصا أن الشعب الجزائري أبان عن حرصه على الحفاظ على الطابع السلمي للمسيرات في مختلف ولايات الوطن، بشكل أبهر العالم بلوحات جميلة ومعبرة وتاريخية، ما جعله يرد بطريقته الخاصة على مختلف الجهات التي حاولت إحداث الفوضى واختراق المسيرات، من خلال اللجوء إلى الاستفزازات والاستعانة ببعض البلطجية والمسبوقين قضائيا في محاولات يائسة أثبتت فشلها وعدم جدواها في النهاية.