في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أن الجزائر حققت تقدماً ملحوظاً في مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بفضل التعاون المثمر مع برنامج الأمم المتحدة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نيابة عن الوزير جمال فورار، المدير العام للوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة، في حفل أقيم بفندق سوفيتال بالعاصمة.
وأشار وزير الصحة في كلمته إلى أن الجزائر قطعت شوطاً كبيراً في مكافحة الفيروس، مشيداً بالجودة العالية للتعاون بين الجزائر وبرنامج الأمم المتحدة. وقال: “إن الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة في مجال الصحة، كانت العامل الأساسي وراء إحراز الجزائر تقدمًا ملحوظًا في محاربة فيروس الإيدز”. وأضاف أن الجزائر حققت قفزة نوعية في هذا المجال، وأصبحت من بين الدول التي تحقق نتائج جيدة في مكافحة الفيروس، ما يعكس إرادة البلاد في مكافحة هذا الوباء من خلال تخصيص كافة الوسائل اللازمة.
الجزائر ضمن الدول الأقل تأثراً بالإيدز
وأوضح سايحي أن الجزائر أصبحت واحدة من البلدان الأقل انتشاراً لفيروس الإيدز، حيث وصلت نسبة الانتشار إلى 0.1 بالمائة فقط، ما يضعها في مصاف الدول المتقدمة في مكافحة هذا الفيروس. وتعد هذه النسبة نجاحاً كبيراً للجهود المبذولة في إطار السياسات الصحية الوطنية وبرامج الوقاية المستدامة.
وتأتي هذه النتائج لتؤكد التزام الجزائر الكبير في التصدي للفيروس على الرغم من التحديات التي ما زالت تواجهها بعض الدول. كما أشار الوزير إلى أن هذا اليوم يمثل فرصة لتجديد التزام الحكومة بتوفير جميع الوسائل المتاحة للحد من انتشار الفيروس، وهو ما يعكس قدرة الجزائر على مكافحة الأمراض المعدية بشكل عام.
مشاركة الأمم المتحدة في الجهود الجزائرية
من جانبها، أكدت صوراية عالم، مديرة وممثلة برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (ONLSIDA)، أن الجزائر كانت ولا تزال رائدة في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية على مستوى المنطقة. وأعربت عن تقديرها الكبير للجهود المبذولة من قبل الحكومة الجزائرية في محاربة الفيروس، قائلة: “الجزائر لطالما كانت من الدول الرائدة في مكافحة الإيدز على مستوى المنطقة، حيث نجحت في تطبيق استراتيجيات وقائية مبتكرة”، مشيرة إلى أن الجزائر حافظت على معدل انتشار منخفض مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى.
التحديات والمستقبل
على الرغم من هذه النجاحات، أشارت صوراية عالم إلى أن الأرقام لعام 2023 التي سجلت نحو 24,000 حالة إصابة بالإيدز في الجزائر تذكر الجميع بأهمية الاستمرار في مكافحة هذا الفيروس. وأضافت أنه بالرغم من الانخفاض النسبي في معدل انتشار الفيروس، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، ويجب تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس في محاربة الإيدز والحفاظ على المجتمع خاليًا من الفيروس.
كما نقلت صوراية تحيات المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (ONUSIDA) ويني بيانيما، التي أشادت بالإنجازات التي حققتها الجزائر، معربة عن دعمها الكامل للجهود الجزائرية في تحقيق أهداف خطة العمل الوطنية الإستراتيجية للأمراض المنقولة جنسياً والإيدز للفترة 2024-2028.
خطة العمل الوطنية للأعوام القادمة
وأكدت المديرة العالمية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز على أهمية استمرار التعاون بين الجزائر والأمم المتحدة في المستقبل لتحقيق أهداف خطة العمل الوطنية لمكافحة الإيدز للأعوام 2024-2028. وتشمل الخطة تعزيز الوقاية، وتحسين خدمات الرعاية الصحية، ودعم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
من خلال هذه الإنجازات، أثبتت الجزائر قدرتها على تحقيق تقدم كبير في مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بفضل الشراكة الناجحة مع برنامج الأمم المتحدة ومساهمة كافة الهيئات الصحية المحلية والدولية. تظل الجزائر مثالاً يحتذى به في المنطقة في مجال الوقاية والعلاج، وتبذل جهودًا مستمرة لتحقيق مجتمع خالٍ من الإيدز.
برنامج adn- واقع السيدا في الجزائر .. تحديات الصحة والوقاية