الجزائر كانت دوما مركزا للإشعاع الديني والروحي في إفريقيا

الجزائر كانت دوما مركزا للإشعاع الديني والروحي في إفريقيا

الجزائر- أكد الأمين العام للمشيخة العامة للصلح في إفريقيا, محمد العربي شايشي, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن الجزائر كانت دوما ولا تزال مركزا بارزا للإشعاع الديني في القارة الإفريقية, بالنظر إلى المكانة الروحية التي تتميز بها.

وخلال افتتاح أشغال الملتقى العلمي الأول للمشيخة والذي جاء تحت شعار ”والصلح خير”, اعتبر السيد شايشي أن “النماذج الانسانية والحضارية التي قدمتها الجزائر, شكلت مرجعا أخلاقيا و روحيا و دينيا لإشاعة التعايش والتسامح, ناهيك عن دورها الفعال ومساهمتها في كل ما من شأنه خدمة أمن و وحدة و استقرار الشعوب الإفريقية”.

وأضاف في السياق ذاته, أن “دور الدبلوماسية الدينية الجزائرية لمواجهة ما تعيشه بعض الدول من وضع متأزم, يعد بمثابة الملاذ الذي يمكن الاعتماد عليه لإيجاد حلول لتلك الأوضاع الصعبة”, مبرزا أن “توظيف الدبلوماسية الدينية بالشكل المطلوب هو ما ستعمل و تحرص المشيخة العامة للصلح في إفريقيا على تكريسه”.

وذكر أن “المشيخة تعتمد في منهجها التأسيسي على مد يد الصلح و مبادرات لم الشمل و التسامح لتحقيق التقارب الإنساني و العيش في سلام, ناهيك عن تحصين الشعوب الإفريقية من فتيل النزاعات و الحروب و الصراعات”, لافتا إلى أنها ستعمل على ” توظيف الإرث الروحي الذي تتمتع به الطرق الصوفية و الزوايا بالجزائر لبث قيم السلم وترسيخ ثقافة الصلح بين المجتمعات الإفريقية”.

وأبرز بالمناسبة, أن تنظيم الملتقى العلمي الأول للمشيخة, يندرج في سياق خريطة عملها التي ترمي إلى “دراسة كل إمكانيات الصلح المتاحة في النزاعات المختلفة بالدول الإفريقية, و كذا العمل على نبذ كل أشكال الغلو والإرهاب والعنف, و ترسيخ قيم الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة”.

من جهته, أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف, يوسف بلمهدي, أن “استغلال المخزون والثراء والتنوع الروحي الذي تملكه الجزائر في دعم رسالة الصلح بالقارة الإفريقية, يتوافق تماما مع السياسة المعتمدة من قبل رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بخصوص التوجه نحو البعد الإفريقي, من خلال دعم و تعزيز علاقة الجزائر مع مختلف دول القارة”.

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى العلمي الأول للمشيخة, عرف حضور الخليفة العام للطريقة الكنتية و ممثلي الطرق التيجانية والقادرية و عدد من شيوخ الزوايا والأئمة والعلماء والباحثين في الشأن الديني, إلى جانب ممثلين عن المجلس الإسلامي الأعلى و رابطة علماء وأئمة دول الساحل.

وتمحورت الجلسات العلمية لهذا الملتقى حول مواضيع تتعلق “بدور الجزائر في الإشعاع الديني ومفهوم الصلح كقيمة ومنهاج, وأبعاد الصلح والاستقرار في دول القارة الإفريقية”.