في تصريح حديث، أعلن نور الدين واضح، مدير المؤسسات الناشئة وهياكل الدعم بوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، أن الجزائر تستعد لاستضافة النسخة الثالثة من المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، المقرر عقده في ديسمبر المقبل بالعاصمة الجزائرية. سيركز هذا الحدث الدولي على دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء القارة الإفريقية.
وأوضح واضح، في مداخلته عبر القناة الإذاعية الأولى، أن المؤتمر يحمل شعار “إعادة بناء إفريقيا استناداً إلى الذكاء الاصطناعي”، وهو من المتوقع أن يجذب نحو 20 ألف مشارك من مختلف الفاعلين في المجال، بما فيهم خبراء أفارقة ومستثمرين في مجال التكنولوجيا. وأضاف أن هذا الحدث يعد فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الناشئة الجزائرية ونظرائها من القارة الإفريقية، بهدف تعزيز التعاون المشترك وتحقيق قفزة نوعية في مجال الابتكار التكنولوجي.
الذكاء الاصطناعي كمحور أساسي في المؤتمر
سيكون الذكاء الاصطناعي في قلب النقاشات والمحاضرات التي سيشهدها المؤتمر، حيث يُنظر إليه كعنصر محوري في تحقيق التنمية المستدامة للقارة الإفريقية. يهدف المؤتمر إلى استعراض كيفية استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة لحل تحديات القارة في مجالات متعددة مثل الصحة، التعليم، الزراعة، والطاقة.
كما أن المؤتمر يشكل فرصة لدفع عجلة التنمية من خلال الابتكار الرقمي والتكنولوجي، حيث سيتم التركيز على كيفية تكييف تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الاحتياجات المحلية لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي. وفي هذا السياق، أشار واضح إلى أن “الجزائر تسعى لاستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين العديد من القطاعات الحيوية، وجعلها أكثر كفاءة واستدامة”.
إنشاء مناطق تكنولوجية حرة
على هامش المؤتمر، تحدث واضح عن مشروع استحداث مناطق تكنولوجية حرة خاصة بالمؤسسات الناشئة، والذي يجري تنفيذه بالتعاون مع المتعاملين الاقتصاديين في البلاد. يهدف هذا المشروع إلى تأطير نشاط المؤسسات الناشئة من خلال تحديد أنواع التكنولوجيا المستخدمة بدقة، وتوفير بيئة تنظيمية ملائمة لتحفيز الابتكار وتعزيز نمو هذه الشركات. ووفقًا لتصريحاته، يسير العمل على هذا المشروع بوتيرة متقدمة، مما يعكس التزام الحكومة الجزائرية بتوفير الدعم اللازم لتطوير الاقتصاد الرقمي.
شراكات مع قطاع التعليم العالي
وفيما يتعلق بدعم منظومة الابتكار، أكد واضح على أهمية الشراكة بين وزارة المؤسسات الناشئة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث يجري العمل على إنشاء أقطاب تكنولوجية جامعية تحتوي على حاضنات أعمال خاصة. تهدف هذه المبادرة إلى ربط البحث العلمي بالابتكار العملي، مما يعزز من فرص المؤسسات الناشئة للاستفادة من البحث الأكاديمي وتطوير حلول تقنية مبتكرة. حتى الآن، تحتوي الجزائر على 130 حاضنة أعمال تركز على دعم الشركات الناشئة في مجالات متنوعة، مثل التكنولوجيا، الطاقة، والبيئة.
هذه الجهود المتكاملة بين الحكومة، القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية تأتي في إطار استراتيجية شاملة لتحفيز الابتكار ودعم الاقتصاد المعرفي، الذي بات يشكل ركيزة أساسية لتطور الدول في العصر الحديث.
اختتام المؤتمر وتطلعات المستقبل
من المتوقع أن يساهم المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين الجزائر وباقي الدول الإفريقية، وذلك من خلال تسهيل التبادل التجاري والاستثماري في مجال التقنيات الناشئة. كما ستستفيد الجزائر من الخبرات المتبادلة لتحسين منظومتها التكنولوجية ودفع عجلة الابتكار إلى الأمام.
ختاماً، يمثل هذا المؤتمر خطوة هامة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في الجزائر وإفريقيا، ويعزز من مكانة الجزائر كوجهة رئيسية للشركات الناشئة الراغبة في الاستثمار في مجال التكنولوجيا.
الجزائر قبلة المؤسسات الناشئة الإفريقية