“الجزائر سترفض تقديم الدعم اللوجستي لتركيا… ومخاطر الحرب ستكون بعيدة عنها” - الجزائر

“الجزائر سترفض تقديم الدعم اللوجستي لتركيا… ومخاطر الحرب ستكون بعيدة عنها”

الخبير الأمني أكرم خريف لـ”الشروق”:
يؤكد الخبير الأمني الجزائري، أكرم خريف، أن الجزائر سترد بالرفض على طلبات أنقرة بتقديم الدعم لها في عملياتها العسكرية المزمع تنفيذها في ليبيا، ويقول صاحب موقع “مينا ديفونس” المختص في شؤون التسليح، في هذا الحوار مع الشروق، إن الخطر سيكون بعيدا عن الجزائر في حالة وقوع حرب في الجارة الشرقية.

السراج ووزير خارجية تركيا في الجزائر، هل هذه الزيارات مؤشر على نذر حرب قريبة في ليبيا؟
أعتقد أن الحرب في ليبيا قد اقتربت بشكل كبير، ولكن لن تكون حربا على نطاق واسع، خاصة إذا لم تتدخل دول أخرى كمصر بالتحديد، حيث سنشهد حربا تدور بين الجيش الليبي التابع لقوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وقوات خليفة حفتر في محيط طرابلس وحتى مصراتة في غرب البلاد، والتي شهدت هذه الأخيرة حالة هدوء في اليومين الأخيرين، إذن نحن سنشهد حربا في ليبيا لكن تكون حربا كبيرة كما أسلفت سابقا.

كيف تقرأ هذه الزيارتين المفاجئتين للجزائر في هذا التوقيت بالذات، وماذا تطلب طرابلس وأنقرة من الجزائر؟
القراءة بخصوص زيارة الوفدين الليبي بقيادة فائز السراح الذي رافقه وزيري الخارجية والداخلية، وزيارة وزير خارجية تركيا مولود شاوش أوغلو، علينا أن نفرق الأهداف من زيارة كل وفد إلى الجزائر، والمطالب التي نقلها للسلطات الجزائرية.

تركيا تبحث عن إعانة لوجسيتية، وأكون جازما أن الجزائر لن تقبل أبدا بهذا الاقتراح، تركيا فشلت مع تونس في هذا الجانب، وستفشل مع الجزائر، كما أرجح أن من الجزائر كذلك الأقل الحياد ومساندتها بأن تبقى معترفة بحكومة الوفاق الليبية التي تقيم حلفا قويا مع السلطات التركية.

أما عن فائز السراج، أعتقد أنه سيطلب إعانة ميدانية من الناحية الإنسانية، حيث تبقى الجزائر توجه الإعانات الإنسانية لطرابلس والزاوية ومصراتة، وأتوقع كذلك أن السراج سيطلب إبقاء الاعتراف بحكومته ومزيدا من الدعم في مؤتمر برلين، واليوم تأكد دعوة الجزائر لحضور المؤتمر عبر المحادثة الهاتفية التي جمعت المستشارة الألمانية ميركل مع الرئيس تبون.

حكومة الوفاق التي يقودها السراج، ستطلب من الجزائر أن تقف معها في هذه اللحظات الصعبة التي يمرون بها، وأظن أنهم سيطلبون الوساطة الجزائرية وتقديم حلول دبلوماسية لتجاوز حالة الحرب التي يمكن أن تندلع قريبا.

في حالة وقوع حرب هل ستكون الجزائر في مأمن منها؟
لا أرى أن الجزائر ستكون في خطر في حالة نشوب حرب في ليبيا، ولو تأكد حصول إنزال عسكري تركي، والذي سيكون في محور مصراتة وطرابلس والزاوية، وهو محور بعيد جدا عن الجزائر.

كما أن الحدود الجزائرية والحدود منذ شهر مارس مسيطر عليها، ولم تسجل أي اختراق أمني في تلك المنطقة، سواء في قضايا تتعلق بالتهريب أو الإرهاب، كما لم تسجل استفزازات من الناحية الليبية، هنالك تعاون عادي، وعليه لا أرى حربا يمكن أن تهددنا أو تهدد الساكنة في الجزائر.

تبقى فرضية أخرى ولكن أراها مستبعدة ولا نأخذها على محمل الجد، وتبقى احتمالية وقوعها ضعيفة، وتتحقق في حال تدخل مصري شاسع النطاق في مناطق ليبية، تطلب تدخلا تركيا واسع النطاق كذلك، في سيناريو كهذا يمكن أن يتشكل خطر صغير على الجزائر من ناحية توافد اللاجئين أو الضغط الذي يُفرض على الحدود وهذه الفرضية تبقى بعيدة أؤكد.

اقرأ المزيد