الجزائر تطلق المنافسة الرسمية لنشر شبكة 5G في البلاد

الجزائر تطلق المنافسة الرسمية لنشر شبكة 5G في البلاد - الجزائر

في خطوة استراتيجية طال انتظارها، أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، اليوم الخميس، عن إطلاق المزايدة الخاصة بمنح رخص استغلال تكنولوجيا الجيل الخامس “5G”، وذلك عبر إعلان المنافسة الذي أشرفت عليه سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية. وتشكل هذه الخطوة محطة مفصلية في مسار التحول الرقمي الذي تنتهجه الجزائر، وتجسيدًا فعليًا للرؤية المستقبلية التي يقودها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، نحو إقامة اقتصاد رقمي متكامل ومُتصِل بالمعايير العالمية.

تفعيل تعليمات عليا وتحضير دقيق لإطلاق الجيل الخامس

ويأتي هذا الإعلان بعد استكمال الدراسات الدقيقة المتعلقة بالجوانب المالية والتكنولوجية والتنظيمية لتكنولوجيا الجيل الخامس، تنفيذًا للتعليمات السامية التي أسداها رئيس الجمهورية. وقد تمحورت هذه التعليمات حول ضرورة إعداد بيئة استثمارية وجبائية وتكنولوجية متكاملة، تسمح بنشر شبكة الجيل الخامس بطريقة فعالة وآمنة، وبما يتماشى مع تطلعات الدولة في تعزيز مكانة الجزائر كقطب رقمي على المستوى الإفريقي والمتوسطي.

نحو جزائر رقمية متقدمة: رؤية وطنية متكاملة

تندرج هذه الخطوة ضمن الرؤية الشاملة التي يقودها الرئيس تبون لتحديث البنية التحتية الرقمية وتحسين خدمات الاتصالات في البلاد، عبر تمكين الشركات الوطنية والأجنبية من الاستثمار في تقنيات المستقبل، خاصة في مجالات الاتصال فائق السرعة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وتسعى الجزائر من خلال إطلاق شبكة 5G إلى رفع مستوى التنافسية الرقمية، وتحسين مناخ الأعمال، وفتح آفاق جديدة أمام القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية.

خريطة طريق واضحة لإطلاق الخدمة

وحسب بيان الوزارة، فإن المزايدة الخاصة بتكنولوجيا الجيل الخامس انطلقت فعليًا بداية من تاريخ الإعلان، حيث سيسمح للمتعاملين المعنيين بسحب ملفات المزايدة ابتداءً من اليوم وإلى غاية الأول من جوان 2025. أما بشأن عملية المنح المؤقت للرخص، فمن المرتقب أن تتم يوم 3 جويلية 2025، تزامنًا مع الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال، على أن يبدأ الإطلاق الفعلي لخدمة الجيل الخامس خلال الثلاثي الثالث من نفس السنة.

ويمثل هذا التوقيت إشارة رمزية إلى بداية عصر جديد للجزائر الرقمية، وإرادة حقيقية لجعل التكنولوجيا في خدمة التنمية الوطنية، مع ربط مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ببنية تحتية حديثة وقادرة على مواكبة التحولات العالمية.

استهداف المناطق ذات الأولوية: الكثافة السكانية والمناطق الصناعية أولاً

وكشفت الوزارة أن عملية نشر شبكة الجيل الخامس ستكون تدريجية، وستُعطى الأولوية للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، إضافة إلى المناطق الصناعية الكبرى، بما يضمن أقصى استفادة من الإمكانيات التي تتيحها هذه التكنولوجيا المتقدمة. ويُنتظر أن تُمكّن هذه الشبكة من توفير اتصال عالي السرعة، وتحسين نوعية الخدمات العمومية والاقتصادية، لاسيما في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، النقل، والطاقة.

قطاعات مستهدفة لتعزيز التحول الذكي

وأوضح البيان أن القطاعات ذات الأولوية في المرحلة الأولى من نشر شبكة الجيل الخامس تشمل: المدن الذكية، الصناعة 4.0، الصحة الرقمية، والتنقل الذكي، وهي قطاعات تُعد في صلب الثورة الصناعية الرابعة وتُمثل دعامة أساسية لأي اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

سيادة رقمية وفرص استثمارية واعدة

تطمح الجزائر من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز السيادة الرقمية الوطنية، وضمان أمن المعلومات، وتقليص التبعية التكنولوجية، فضلاً عن توفير فرص استثمارية جديدة للشركات الوطنية والدولية. كما يُتوقع أن تساهم هذه المبادرة في خلق آلاف مناصب الشغل في مجالات تطوير الشبكات، تحليل البيانات، أمن المعلومات، والتطبيقات الذكية.

انطلاقة نحو المستقبل

إن إعلان إطلاق مزايدة الجيل الخامس يُعد أكثر من مجرد حدث تقني؛ بل هو إعلان رسمي لبداية عصر رقمي جديد في الجزائر. عصر يقوم على الابتكار، الكفاءة، والانفتاح على الاقتصاد الرقمي العالمي، بما يجعل من الجزائر نموذجًا إقليميًا يُحتذى به في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة.

اقرأ المزيد