الجزائر تخطط لربط شبكتها الكهربائية بالشبكة الأفريقية والأوروبية

الجزائر تخطط لربط شبكتها الكهربائية بالشبكة الأفريقية والأوروبية - الجزائر

قال وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أن العمل جارٍ على إنجاز مشروع ربط الشبكة الكهربائية لشمال الوطن مع الشبكة الجنوبية، موضحًا أن الأشغال وصلت إلى ولاية المنيعة حاليًا. في حديثه للتلفزيون الجزائري، أبرز عرقاب أهمية هذا “المشروع الضخم” في تعزيز ربط المحيطات الفلاحية في الجنوب ودفع التنمية في البلاد بشكل عام. وأشار إلى أن المشروع يستهدف ربط 100 ألف محيط فلاحي بالشبكة الكهربائية، بالشراكة مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بعد أن تم ربط 64 ألف محيط فلاحي حتى الآن.

وأوضح الوزير أن هذا الربط الكهربائي يهدف إلى توفير الطاقة اللازمة لدعم المشاريع الزراعية في المناطق الجنوبية، مما يسهم في تحسين الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة في هذه المناطق. وأشار إلى أن المشروع سيساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من خلال توفير فرص العمل وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين.

كما تطرق عرقاب لمشروع ربط الشبكة الوطنية للكهرباء بالشبكة الأفريقية، مؤكدًا أن هذا المشروع يهدف إلى “الولوج إلى السوق الأفريقية” من خلال مد خطوط لنقل الكهرباء ذات التوتر العالي والعالي جدًا، بالموازاة مع خط السكة الحديدية الذي سيصل إلى أدرار وتمنراست. وأوضح الوزير أن “الفكرة هي كيفية إنشاء شبكة كهربائية أفريقية موحدة ومترابطة”، مشيرًا إلى أن 700 مليون أفريقي يعيشون دون كهرباء، وهو ما يعزز أهمية هذا المشروع الطموح.

وفي هذا السياق، أكد عرقاب أن الجزائر تعد “بلدًا قويًا في مجال إنتاج الكهرباء وفي التحكم التام في مجال الطاقة”، مشيرًا إلى أن الجزائر تمتلك الخبرات والتقنيات اللازمة لدعم مشاريع الربط الكهربائي في القارة الأفريقية. وأضاف الوزير أنه كانت له في الفترة الأخيرة العديد من اللقاءات مع مسؤولين أفارقة، تم خلالها بحث كيفية نقل الخبرة الجزائرية في هذا المجال، وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار الوزير أيضًا إلى أهمية المشروع المتعلق بالخط الكهربائي الممتد نحو أوروبا عبر إيطاليا، لتصدير الكهرباء نحو السوق الأوروبية. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وأوروبا، وتوفير فرص جديدة للتجارة والاستثمار في مجال الطاقة.

وأكد عرقاب أن الجزائر تسعى إلى أن تكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمية، من خلال تطوير مشاريع ربط الشبكات الكهربائية مع الدول المجاورة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطاقة. وأشار إلى أن هذه المشاريع ستسهم في تحقيق الأمن الطاقوي والتنمية المستدامة في البلاد، وتوفير فرص جديدة للنمو الاقتصادي.

وفي ختام حديثه، شدد الوزير على أن الجزائر ستواصل العمل على تطوير مشاريع البنية التحتية للطاقة، وتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والأوروبية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير الطاقة للجميع. وأكد أن الحكومة الجزائرية ملتزمة بدعم مشاريع الربط الكهربائي وتوفير الإمكانيات اللازمة لإنجاحها، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع ستكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الاقتصاد الوطني وتحسين حياة المواطنين.