الجزائر – شكلت زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى البرتغال، في يومها الثاني، فرصة لتأكيد إرادة البلدين الصديقين في تعزيز العلاقات التاريخية التي تربطهما والدفع بها نحو آفاق جديدة ترقى إلى مستوى التطابق التام في وجهات النظر بينهما بشأن مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
و قد خص رئيس الجمهورية من طرف نظيره البرتغالي, السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا, باستقبال رسمي ومميز قبل إجراء محادثات ثنائية اتسمت بالصراحة وعكست عمق العلاقات بين البلدين.
و عقب ذلك، أدلى الرئيسان بتصريح صحفي مشترك أكد من خلاله الرئيس تبون التطابق التام لوجهات النظر بين الجزائر والبرتغال بشأن مجمل القضايا الإقليمية والدولية, على غرار الأوضاع في ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية والأراضي الفلسطينية والوضع في أوكرانيا.
اقرأ أيضا : الجزائر-البرتغال : تطابق تام في وجهات النظر وتأكيد على عمق العلاقات التاريخية
و جدد في ذات السياق “التزام الجزائر بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2005”, مشيرا إلى أنه “بعد أيام قليلة، سيحيي البلدان الذكرى ال210 لمعاهدة السلم والصداقة الموقع بين ايالة الجزائر والبرتغال، والتي كانت منطلقا لعلاقات متعددة الجوانب.
و ضمن هذا التوجه, عبر الرئيس البرتغالي, عن توافق الرؤى ووجهات النظر بين البلدين الصديقين, مشيرا الى أن موقف بلاده “ثابت ويحترم ويدعم دور الأمم المتحدة وقراراتها بشأن قضية الصحراء الغربية”.
و اعتبر الرئيس دي سوزا أن العلاقات بين البلدين “قوية”, منوها بالدور التاريخي للجزائر في دعم الديمقراطية في بلاده.
اقرأ أيضا : قضية الصحراء الغربية : البرتغال يؤكد دعمه لقرارات الأمم المتحدة
و توسعت المحادثات الفردية بين الرئيسين إلى وفدي البلدين, حيث شارك فيها عن الجانب الجزائري كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف, وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وزير الصناعة والانتاج الصيدلاني علي عون، وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني، وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة ياسين المهدي وليد.
و كان لرئيس الجمهورية, اثناء زيارته الى البرتغال، محطة توقف خلالها بمقر بلدية لشبونة التاريخي، حيث تسلم مفتاح المدينة وعبر السيد الرئيس بالمناسبة عن افتخاره بالتواجد في لشبونة التي قال أنها “عاصمة التاريخ والثقافة والوسطية”.
و أبرز في ذات الصدد أن ما يجمع الجزائر والبرتغال من “تراث نتقاسم ملامحه ويرمز الى تاريخنا العميق”, داعيا الى “تكثيف علاقات التعاون بين لشبونة والجزائر العاصمة من خلال التوأمة بين المدينتين بما يسمح بتبادل الخبرات في مجال العصرنة”.
و كان رئيس الجمهورية قد جدد في أول يوم من زيارته الى البرتغال لدى لقائه مع ممثلين عن الجالية الوطنية، “التزام الدولة بحماية أبناء الجزائر في الخارج وبفتح الأبواب امامهم للمساهمة في تنمية الوطن”, مبرزا “حرصه التام عن الدفاع عنهم في حال تعرضهم للتعسف في الدول التي يقيمون بها, مع احترام سيادة تلك الدول”.
اقرأ أيضا : رئيس الجمهورية يجدد إلتزام الجزائر بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار مع البرتغال
كما استعرض مختلف الإجراءات والتدابير التي أقرها لفائدة أفراد الجالية, كما استمع باهتمام الى آراء ومقترحات بعض المتدخلين.
و في هذا الصدد, نوه الرئيس تبون بمستوى الكفاءات الجزائرية في الخارج, مؤكدا أن الجالية الوطنية “أصبحت نخبوية والأبواب مفتوحة أمامها للمساهمة في تنمية البلاد”.
و تطرق رئيس الجمهورية من جهة أخرى إلى العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية في الفترة الأخيرة, حيث اعتبر أن الجزائر “تعد حاليا مدرسة في احترام القانون والشرعية الدولية وذلك باعتراف هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام”.
و في الشأن الاقتصادي, أعرب رئيس الجمهورية عن الرغبة المشتركة لقيادتي البلدين في توطيد العلاقات في هذا المجال, مشددا على “سعي الجزائر لتدارك الأمور واستغلال الفرص التي تم تضييعها في السابق بتطوير التعاون الاقتصادي مع البرتغال”, وذلك على أساس “النهج الجديد الذي تبنته الجزائر ببناء اقتصاد قوي خلاق للثروة ولمناصب الشغل يتجاوز الإيديولوجيات ويعود بالفائدة على أبناء الوطن”.
و تأتي هذه الرغبة من منطلق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي وصفها الرئيس تبون ب”التاريخية والطيبة”, مؤكدا أن البرتغال “دولة صديقة بأتم معنى الكلمة”, مذكرا في سياق متصل “بدعم الجزائر للثوار البرتغاليين ضد الدكتاتورية ولإقامة الديمقراطية”.
و بالمناسبة، أشاد ممثلون عن أفراد الجالية بالاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج من خلال عديد التحفيزات والتسهيلات والتدابير المتخذة لصالحهم.
الرئيس تبون: سجلنا تطابقا في وجهات النظر بين الجزائر والهند