الثورة الجزائرية هي الملهم الأول للمقاومة الفلسطينية والصحراوية ضد الاحتلال

الجزائر – أكد المشاركون في الندوة التضامنية مع القضيتين الفلسطينية والصحراوية, المنظمة اليوم السبت بالجزائر العاصمة, أن الثورة الجزائرية هي الملهم الأول للمقاومة الفلسطينية والصحراوية ضد الاحتلال, مشددين على أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.

وشارك في الندوة التي جاءت تحت عنوان “تداعيات ملحمة طوفان الأقصى والقضية الصحراوية على الأمن القومي وتفعيل آليات التضامن الصحراوية والفلسطينية وسبل دعم اللحمة الوطنية” والتي نظمها حزب جبهة الجزائر الجديدة, رؤساء وممثلو أحزاب وفصائل فلسطينية ومجاهدون وممثلون عن المجتمع المدني.

وفي مداخلته بهذه المناسبة, أوضح سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر, عبد القادر طالب عمر, أن مقاومة وصمود الشعب الصحراوي لأزيد من نصف قرن وعودته للكفاح المسلح واتباع كل أساليب المقاومة السلمية والسياسية والدبلوماسية, كان لها الفضل في إفشال مخططات الغزو والتوسع المخزني, ما جعله يتحالف مع الكيان الصهيوني في صفقة مخزية, يهدف من خلالها إلى القضاء على القضيتين الفلسطينية والصحراوية.

وتابع الدبلوماسي الصحراوي بأن الاحتلال المغربي “بدأ بسياسة مصادرة الأراضي الزراعية من ملاكها الصحراويين وعمليات الإجلاء القسري والتهجير من أجل بناء مستوطنات جديدة, على غرار ما يقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من تهديم للمنازل وحصار و اعتقالات, وصولا إلى طرد المكون المدني والسياسي للمينورسو (بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية) وعرقلة جهود المبعوث الأممي, وكل ذلك يمر دون عقاب وأمام صمت الأمم المتحدة”.

وشدد عبد القادر طالب عمر على أن “ما انتزع بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” و أن “المقاومة الصحراوية, التي استلهمت عدة دروس من الثورة الجزائرية, هي السبيل الوحيد للحرية”.

بدوره, أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالجزائر, يوسف حمدان, أن معركة “طوفان الأقصى”, جاءت لتكتب صفحة جديدة من صفحات المقاومة الفلسطينية والتي “ستظل شاهدة للجيل القادم على ما فعلنا وما سنفعل”.

و أضاف أن الكيان الصهيوني “ضرب في مساحة, ظل لعقود يعتقدها نقطة تفوق استراتيجي وهي المساحة القانونية, حيث بنى وجوده واستمراره على دعم خارجي وعلى سياسة الإفلات من العقاب لسنوات طويلة”.

و أشار ممثل حركة “حماس” بالجزائر إلى أن الكيان المحتل يقف اليوم ليحاكم لأول مرة في التاريخ, بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني, ليحاول بعدها الضغط بكل الوسائل لكي يتمكن من رفع “يد الفيتو الملطخة بالدماء” بمجلس الأمن, ليس في وجه الجزائر فقط, بل في وجه الإنسانية والقوانين والشرعية الدولية.

و أشاد يوسف حمدان في هذا الصدد, بموقف الجزائر الثابت الداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها أول دولة تدعو لمحاسبة الكيان الصهيوني وعدم السماح له بالإفلات من العقاب, وكذا بدور جنوب إفريقيا التي رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية من أجل محاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه.

وشدد حمدان على أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”, وهذا ما استلهمته المقاومة الفلسطينية وتعلمته من الثورة الجزائرية المجيدة ومن شهدائها ورجالها, أمس واليوم.

من جانبه, أكد رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة, جمال بن عبد السلام, أن الجزائر “دائما و أبدا ستظل داعمة للقضيتين الفلسطينية والصحراوية في كل المحافل الدولية”.

ودعا السيد بن عبد السلام, الأحزاب والجمعيات والمنظمات والنشطاء, إلى إعادة النظر في آليات التضامن والدعم للقضيتين الفلسطينية والصحراوية وسبل اللحمة الوطنية.

وفي هذا الصدد, أكد المتحدث أن “الاكتفاء بالتعبير عن المواقف المساندة لم يعد كافيا, بل يجب إثباتها وتطبيقها ميدانيا”, مستدلا بكلمة مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة, الثلاثاء الماضي, بأن الجزائر “لن تتوقف وستدق أبواب مجلس الأمن مجددا وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين وحتى يتحمل مجلس الأمن كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار” في غزة.

وتضمنت الندوة أيضا مداخلات لممثلي أحزاب وهيئات المجتمع المدني ومجاهدين, تطرقوا من خلالها إلى الروابط التي تجمع ثورة التحرير المجيدة, بالمقاومة الفلسطينية والصحراوية, مؤكدين بأن المقاومة هي السبيل الوحيد للنصر والتحرر.