التوقف المتواصل للمنافسات الوطنية : كوفيد-19 يغير جذريا يوميات الرياضيين الجزائريين

التوقف المتواصل للمنافسات الوطنية : كوفيد-19 يغير جذريا يوميات الرياضيين الجزائريين - الجزائر
التوقف المتواصل للمنافسات الوطنية : كوفيد-19 يغير جذريا يوميات الرياضيين الجزائريين

وهران – يقضي لاعبو كرة القدم والرياضيون الجزائريون بشكل عام “بصعوبة” هذه الفترة من الحجر الصحي، التي تمليها الحاجة لمواجهة وباء “كوفيد 19” ، وهي الجائحة التي تضرب منذ عدة أسابيع العالم بأسره و خلفت عشرات الآلاف من الوفيات.

ويحاول الرياضيون التكيف قدر المستطاع مع هذه الوضعية غير المسبوقة، خاصة أنها تتزامن مع منعرج حاسم في الموسم الرياضي لأن المسابقات، سيما تلك التي تتعلق بالرياضات الجماعية كانت على وشك الانتهاء.

ويضع التوقف الفجائي لكافة الأنشطة الرياضية الرياضيين ومدربيهم، وكذلك المشرفين على الرياضة الوطنية في مأزق كبير، ناهيك عن تأثير مثل هذا الوضع على الجانب المالي للنوادي.

وأجمع كل من تحدثت إليهم وأج على غرار اللاعبين على صعوبة تنفيذ برنامج الإعداد الفردي الذي سطره لهم مدربوهم قبل تسريحهم بعد تعليق المنافسات منذ أكثر من شهر.

 

التدريبات الفردية غير كافية

 

ويعتقد قائد فريق جمعية وهران الناشط في الرابطة الثانية لكرة القدم الطيب برملة أنه “على الرغم من حسن نية اللاعبين في تطبيق برامج الإعداد الفردي بدقة، إلا أنه يكاد يكون من المستحيل احترامه لأسباب مختلفة، وفي مقدمتها إغلاق جميع المنشآت الرياضية، مضيفا أن اللاعبين الذين يقطنون العمارات هم الأكثر تضررا”.

ويذهب حارس مرمى مولودية الجزائر (الرابطة الأولى) عثمان طوال إلى نفس الرأي، مشيرا أنه كاد أن يتوقف عن التدريب بعد تمديد ساعات الحجر المنزلي في العاصمة، لأنه يسكن في عمارة وضيق المكان لا يسمح له بالتدرب الجيد والمكثف.

من جهته يقول المدافع الأيمن لاتحاد الجزائر (الرابطة الأولى) صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الوطنية والدولية، ربيع مفتاح ، أن جائحة فيروس كورونا قد قلبت رأسا على عقب وتيرة الحياة اليومية للاعبين، سيما وأنهم اعتادوا على أسلوب حياة خاص جدًا، تتميز بديناميكية مستمرة.

وواصل موضحا أنه “من غير المألوف حقًا أن تكون محصورًا بين عشية وضحاها بعدما اعتدنا على التنقلات داخل الوطن وخارجه. لكن علينا أن نتكيف مع الوضع الجديد، لأن صحة الإنسان أكثر أهمية ويجب علينا جميعا أن نساهم في هذه المعركة ضد الفيروس من خلال احترام توصيات المتخصصين والسلطات العمومية”.

أما المهاجم الجديد لمولودية وهران (الرابطة الأولى)، عبد الحق عبد الحفيظ، استغل تعليق المسابقات للعودة إلى مسقط رأسه ببشار، وهو بدوره يعترف بالصعوبات التي يلقاها في التكيف مع هذا الوضع غير المسبوق.

وتابع بقوله “قبل تشخيص الحالات الأولى لفيروس كورونا في بشار، احترمت تدابير الحجر بقضاء أغلب أوقاتي في المنزل الذي لا أغادره إلا للقيام ببعض المشتريات.  وفي الفترة الأخيرة، ازداد حرصي على تجنب مغادرة البيت، بل أن تدريباتي كلها أجريها به”, معترفا في نفس الوقت بأن “التدريب الفردي لن يكون كافيا وأن البقاء بدون منافسة لأكثر من شهر سيجبرنا بالتأكيد على إعادة كل التحضيرات، لأن تدريباتنا الحالية تساعد فقط على الاحتفاظ باللياقة البدنية تحسبا لاستئناف التدريبات الجماعية”.

وفضلا عن الجانب الرياضي، يتعين على اللاعبين أيضًا التوصل إلى اتفاق مع مسؤوليهم في مختلف الأندية بخصوص رواتبهم، علما وأن الكثير من هؤلاء المسؤولين أصبحوا غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم في هذا الجانب حتى قبل هذه الأزمة الصحية.

من ناحية أخرى، ومثلما شدد عليه بعض اللاعبين، فإن فترة الحجر هذه، إذا تم تمديدها، ستكون فرصة جيدة لأولئك الذين يلعبون في أندية بعيدة عن أماكن إقامتهم، لقضاء شهر رمضان مع أهاليهم وفي جو عائلي كثيرا ما منعتهم المنافسات الرياضية في وقت سابق من التمتع به في مثل هذه المناسبات الدينية المقدسة.

ولكن من الواضح أن ذلك لا يخدم على الإطلاق مخططات مدربيهم الذين بدأوا من الآن في التفكير في ما بعد الحجر، خاصة وأن مسؤولي كرة القدم الوطنية استبعدوا أي احتمال لإعلان “موسم أبيض” مثلما ورد في تصريحات عديدة سبق وأن أدلوا بها للصحافة.

 

المدربون في مأزق وخطر الإصابات يهدد اللاعبين في الاستئناف

 

وفي هذا الصدد، يتنبأ مدرب مولودية الجزائر نبيل نغيز بصعوبة استئناف البطولة الوطنية التي تم تعليقها لأكثر من شهر بسبب الوباء، مضيفا : “إذا لم نستأنف التدريب الجماعي قبل نهاية أبريل ، فسيحدث ذلك صداعًا حقيقيًا بالنسبة لنا كمدربين لأننا سنكون بحاجة إلى وقت طويل لإعداد اللاعبين للعودة إلى المنافسة الرسمية”.

ولا يختلف خير الدين مضوي، الذي قاد وفاق سطيف للفوز برابطة أبطال إفريقيا عام 2014 والذي يشرف حاليا على نادي الخليج السعودي، كثيرا مع الناخب الوطني المساعد الأسبق، حيث يعتقد بأن “تأخير استئناف المنافسة ضروري لمنح الوقت الكافي للمدربين بإعادة التحضيرات من نقطة الصفر, لأنه مهما حافظ اللاعبون على لياقتهم البدنية، يبقى ذلك غير كاف وسيكونون بحاجة إلى فترة من 5 إلى 7 أسابيع من التحضير للعودة بشكل جيد إلى المنافسة”.

وينصح المختصون في الطب الرياضي في هذه الفترة الخاصة اللاعبين “باتباع برنامج خاص يسمح لهم بالحفاظ على لياقتهم وذلك بالحذر الشديد من الإفراط في الأكل ما سيتسبب في زيادة أوزانهم”.

هذا الأمر يذهب إليه عضو الطاقم الطبي لشباب بلوزداد, الرائد الحالي للرابطة الأولى, عمر لحوسين, الذي يشدد على ضرورة “تطبيق اللاعبين للبرنامج التدريبي الفردي المعد من طرف مدربيهم بحذافيره، مع مراقبة سلوكهم أيضا خارج التدريبات، خاصة وأن تعليق المنافسة جاء في وقت حساس باعتبار أنه يسبق انتهاء البطولة ببضع جولات”.

واعترف نفس المتحدث بأن أعضاء الطاقم الفني والطبي “لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يراقبوا اللاعبين ومدى جديتهم في التدريبات الفردية، ولكن الأكيد أنهم سيخضعون كلهم إلى اختبارات لقياس مدى جاهزيتهم لاستئناف المنافسة “.

كما تطرق هذا الاختصاصي في الطب الرياضي أيضا إلى جانب وصفه بالمهم جدا يتعلق بخطر الإصابات الذي قد يلحق باللاعبين الذين لا يتدربون جديا خلال فترة التوقف الحالية للمنافسة، وهو ما يجعل، يضيف السيد لحوسين، “تطبيق البرنامج التدريبي الفردي أكثر من ضرورة لتجنب أية مفاجأة غير سارة عند استئناف المباريات”.

اقرأ المزيد