التصريحات الممجدة للاستعمار: على الجزائريين “ألا في يخوضوا هذه اللعبة”

 

الجزائر- دعا الباحث و المؤرخ رمعون حسان يوم الجمعة الجزائريين إلى عدم الخوض في لعبة رئيسة الحزب الفرنسي اليميني المتطرف مارين لوبان, مذكرا ب “فظاعة” الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

و في تصريح لواج قال السيد رمعون “بطبيعة الحال كانت ردة فعلي الأولية محتقرة لتصريحاتها. و عليه يجب الاشارة الى أن مارين لوبان تحاول المزج بين الأفكار المعادية للأجانب و الحنين للاستعمار لدى مؤيديها لا سيما هؤلاء الذين يتبنون فكرة “الحنين للجزائر الفرنسية” و الانتقام من استقلال الجزائر الذي لم يستسيغوه لحد الآن”, داعيا الجزائريين, في ذات السياق, الى “عدم الخوض في لعبة اليمين المتطرف”.

و بخصوص تصريحات رئيسة حزب اليمين المتطرف الممجدة لاستعمار الجزائر, يرى الاستاذ رمعون و هو باحث مشارك في مركز البحث للأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية بوهران (كراسك) ان مارين لوبان توجه كلامها “لمؤيديها في الحزب اكثر منه إلى الجزائريين”.

و في اشارة منه إلى الوزن الذي يحظى به الحزب في الساحة السياسية الفرنسية  و الرأي العام الفرنسي, اكد السيد رمعون انه “عموما فإن مختلف الانتخابات المنظمة خلال العقدين الأخيرين استطاع خلالها حزب التجمع الوطني (Rassemblement national) الحصول على نسبة 20 إلى 25 بالمائة من الأصوات و هو ما يؤكد قدرة حقيقية لحشد الناخبين حتى و إن فاقت نسبة الامتناع عن التصويت 50 بالمائة من المسجلين في قوائم الانتخابات”.

و أضاف الباحث رمعون حسان ان “اليمين المتطرف في فرنسا و العالم بأسره يحشد مؤيديه في الأوساط المحافظة و لدى المسنين و المتدينين المتعصبين  و القرى المهمشة الخ و لكن بصفة اقل بكثير لدى الشباب و المتعلمين”    كما يتواجد اليمين المتطرف ايضا في “مناطق الظل التي تتميز بهشاشة الخدمات الاجتماعية و نقص الهياكل الصناعية” علما ان “هذه المناطق كانت معاقلا للفكر اليساري”.

وأشار أنه “في وسع المعارضين لليمين المتطرف الحصول على موارد هامة في خضم المجتمع لإحباط كل محاولة لحزب التجمع الوطني بفرنسا”, مذكرا أن كثيرا من هؤلاء المعارضين ينصتون لانشغالات المستعمرين القدامى وشعوب الضفة الجنوبية, داعيا بهذا الصدد إلى أن “نكون نحن من ينصت” إلى هذه الأطراف.

 

== الوجه البشع للاحتلال ==

 

وبشأن استرجاع رفات 24 قادة من المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي, اعتبر الأستاذ بجامعة وهران 2 أن “هذه الجماجم, التي تخرج من دائرة النسيان, إنما تذكرنا بالوجه البشع للاحتلال”,  وهو ما هز كيان اليمين المتطرف بفرنسا بقدر ما يشمئز لتواجد عدد كبير من المهاجرين وافدين من مستعمرات قديمة.

وهكذا دعا الأستاذ الجامعي إلى “تذكير شبابنا دوما وبشكل تربوي وذكي بالجرائم التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية ضد الجزائريين على الخصوص وضد البشرية بشكل أوسع, مع ضرورة حث الشباب على النظر إلى المستقبل”.

وبالتالي فإن “مقياس التاريخ مدعو أكثر من أي وقت مضى للإسهام في ربط واجب حفظ الذاكرة بضرورة الاستشراف في حق من صنعوا مجد الجزائر عبر الأجيال”, على حد تعبير السيد رمعون, معتبرا أنه “يقع على عاتق النشء حمل المشعل لإنارة دروب التقدم نحو المستقبل”, ومشددا على ضرورة ألا تكون مقولة “الكلاب تنبح والقافلة تسير” مجرد شعار أجوف.