الجزائر- افتتح اليوم الأربعاء بفيلا عبد اللطيف بالجزائر العاصمة معرض تشكيلي للفنانة أزيري ثانينا يضم 40 لوحة في الفن المعاصر مشبعة بالرموز, تعكس ثقافات إفريقيا بمختلف تنوعاتها, وخصوصا منها الأمازيغية والمصرية القديمة وتلك المتعلقة بإفريقيا جنوب الصحراء.
وتتناول ثانينا في إبداعاتها, المستلهمة من فن “البوب آرت”, مواضيع مختلفة تخص أساسا ثقافات الطوارق والفراعنة وأفارقة منطقة الساحل, وهي مواضيع يمكن استشفافها بسهولة في لوحات من الحجم الكبير, منجزة بالأكريليك على الورق المقوى, تتلألأ بالرموز.
قناديل البحر والرموز الرياضية والأشكال الشبيهة بالفضائيين والرسومات الهندسية المختلفة وكذا الكتابات هي من بين الرموز الكثيرة التي تتجلى في هذه الأعمال, وقد استطاعت الفنانة بريشتها وطريقتها في تجسيد فهمها الخاص للثقافات الافريقية وأن تعكس جوانب في علاقتها بالقارة الأم التي تنتمي إليها.
ومن عناوين هذا المعرض, المنظم في إطار إحياء اليوم العالمي للمرأة, “الفراعنة” و”الطوارق” و”الشباب الإفريقي” و”إرث الفراعنة” و”قبيلة إفريقية” و”الحراس” و”الأقدار السماوية”, وهي عناوين يعبر بعضها أيضا عن حاضر وأحلام شعوب هذه المناطق.
وما يميز هذه الإبداعات تقديم سلسلة لوحات في عنوان واحد جامع على غرار “معلم روحاني” والتي تجسد بغرابة بورتريهات متمايزة التعابير لزعماء القبائل الأفريقية القديمة, وكذا “سيفار” التي ترمز الأعمال حولها لخبايا هذه المدينة الصخرية والغموض الذي يكتنفها.
“المهاجرون” هي لوحة أخرى تعبر عن إفريقيا كفضاء عرف الهجرات الأولى للبشرية, وأما “الحراقة” فتعكس الهجرات الحالية للأفارقة خارج قارتهم في سبيل “حلم إفريقي”, في حين تكرم لوحة بعنوان “فريدا كالو” هذه الفنانة المكسيكية ذات الشهرة العالمية.
وعن سبب الاهتمام الكبير بثقافات شمال افريقيا تقول الفنانة أن “القارة الافريقية, وشمال أفريقيا بالخصوص, تترابط مناطقها مع بعضها البعض منذ القدم”, مضيفة أن أعمالها “تنقل المشاهد إلى عوالم مختلفة وغامضة وتترك له حرية التخيل والتأويل والإحساس بها”.
وتربعت الألوان الزاهية على هذه الأعمال كالأزرق والأصفر والأخضر والأرجواني والأصفر والأحمر, ربما لأنها الأكثر تعبيرا عما يدور في وجدان هذه التشكيلية الحالمة, ولأنها أيضا تحمل “نوعا من الجمال والقوة والجرأة والحياة”, كما تقول الفنانة.
أزيري ثانينا, من مواليد العاصمة في 1980, درست الفن بجمعية الفنون الجميلة بالعاصمة كما شاركت في ورشات تدريبية بالصين وفرنسا, وقد عرضت أعمالها في عدد من المعارض الفردية والجماعية.
ويستمر هذا المعرض إلى غاية 23 مارس, وبإمكان محبي الفن التشكيلي زيارته للتعرف على هذه الإبداعات واقتنائها أيضا.
انطلاق الطبعة الثـــامنة “لسمبوزيوم” لمسات الدولي للفنون التشكيلية بالجزائر العاصمة