التسمم بالرصاص السّام يزحف في صمت بالعاصمة! - الجزائر

التسمم بالرصاص السّام يزحف في صمت بالعاصمة!

كشف تسمُّم عائلات بأكملها من الجدّة إلى الحفيد.. زبدي يصرح :

دقّت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، ناقوس الخطر، مؤكدة تسجيل حالات تسمم بمادة الرصاص الخطيرة، وسط عائلات قاطنة بالقرب من مصنع يستعمل الزيت الغذائي للتشحيم، ببابا أحسن بالعاصمة، مؤكدة بأن التحاليل كشفت تسمم العديد من العائلات من الجدة إلى الحفيد، ومطالبا بتدخل الجهات المختصة للتحقيق في الظاهرة وامتداداتها.

وقد حذرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، الاثنين، من تسجيل حالات مؤكدة للتسمم بمادة الرصاص، وسط عائلات تقطن بالقرب من مصنع، يستعمل الزيت الغذائي لأجل التشحيم، ببلدية بابا أحسن بالعاصمة.

وحسب ما كشف عنه، رئيس المنظمة، مصطفى زبدي، من خلال فيديو نشره عبر الصفحة الرسمية للمنظمة على “فايسبوك”، فإن القضية انطلقت بشكوى قدمتها المنظمة ضد أصحاب مصنع يتواجد ببلدية بابا أحسن، إلى وزارة التجارة شهر جوان 2019، تتعلق بتسبب المصنع في انبعاث مادة الرصاص الخطيرة، والتي تشكل خطرا صحيا على سكان المنطقة، لتفتح وزارة التجارة تحقيقا في الموضوع.

وبعد ايداع الشكوى، تواصلت بعض العائلات مع منظمة حماية المستهلك، مشككين في تسجيل حالات متعلقة بالتسمم بمادة الرصاص، وذلك بعد ظهور أعراض صحية خطيرة على بعض الأفراد، لتلجأ المنظمة، إلى معهد باستور لإجراء تحاليل مخبرية محليّة، كما لجأت المنظمة إلى مخابر تحليل عمومية وخاصة.

وحسب زبدي “وجدنا في التحاليل عدة أرقام مفيدة، حتى أن العديد من العائلات من الجدة إلى الحفيد مصابون بالتسمم بالرصاص”، مؤكدا احصاء، ثلاث عائلات مختلفة في ثلاث بلديات من الجزائر العاصمة، لحد الساعة، مصابة بالتسمم بمادة الرصاص، ومن بين المصابين، طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، وطفل في 6 من عمره، وامرأة عمرها 80 سنة.

كما أقدمت المنظمة، على القيام بتحاليل لبعض عمال المصنع، واكتشفت تسجيل أرقام مرتفعة للتسمم، ويؤكد زبدي، أنه بعد ظهور نتائج التحاليل “الصادمة” تواصلت المنظمة، مع عدة جهات ومنها، معهد باستور في جويلية 2019، ووزير الصحة السابق في نوفمبر 2019، اضافة إلى التواصل مع وزارة البيئة، ومع ذلك لم تتلق المنظمة أي رد في الموضوع، رغم وجود أدلة ملموسة تثبت الوقائع.

وكشف زبدي في اتصال مع “الشروق”، الإثنين، بأنهم تجنبوا تهويل الموضوع إعلاميا، حيث فضلت المنظمة مراسلة الجهات المختصة للتحقيق والبحث عن مصدر التسمم، والتكفل بالحالات المصابة طبيا.. لكن، يضيف “بعد اتصالات متكررة، ومساع ماراطونية مع العديد من الهيئات الوزارية، لقينا التجاهل التام للقضية، وحتى مراسلاتنا الكتابية للوزارات اختفت بسبب التسيب”، مؤكدا بأنهم وجهوا رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة الجديد “ولكن لم نلق استجابة” على حد قوله، مناشدا تدخل أعلى السلطات للتحقيق في القضية، والبحث عن مصدر التسمم بالرصاص، وامتداده بين العائلات قبل استفحاله.