التأكيد على نجاح اجتماع وزراء خارجية دول إفريقيا-شمال أوروبا الذي احتضنته الجزائر

التأكيد على نجاح اجتماع وزراء خارجية دول إفريقيا-شمال أوروبا الذي احتضنته الجزائر

الجزائر – أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, ونظيره الدنماركي, المتحدث باسم دول شمال أوروبا, لارس لوك راسموسن, اليوم الأربعاء, أن الدورة ال20 للاجتماع الوزاري لدول افريقيا – شمال أوروبا, الذي احتضنته الجزائر منذ أمس الثلاثاء, كانت ناجحة ومكنت من إضافة لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات بين الطرفين.

وقال السيدان عطاف و راسموسن, خلال الندوة الصحفية التي نشطاها مناصفة, عقب اختتام أشغال الدورة, إن هذه الأخيرة “حققت النجاح المطلوب, و أضافت لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات بين الدول الافريقية ودول شمال أوروبا”.

و أبرز أحمد عطاف أن الأشغال جرت في أجواء “توافقية و جد ودية”, وبمشاركة متميزة سواء من الجانب الافريقي أو من جانب دول شمال أوروبا, لافتا إلى أن أهم رسالة بعث بها الاجتماع التشاوري “تكمن في ترقية الحوار والشراكة في ظل الظروف الاستثنائية المشهودة سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي”.


إقرأ أيضا:   عطاف يؤكد التزام الجزائر بمواصلة العمل للدفع بأهداف السلم والأمن دوليا وإقليميا


و أوضح أنه من الأهمية بمكان أن تصدر هذه الرسالة من “تجمع يضم دولا معروفة بالتزامها بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة, ودولا تربطها علاقات تضامن تاريخية تمتد جذورها إلى أيام مقارعة الاستعمار ومناهضة التمييز العنصري في قارتنا الافريقية”.

ولفت الوزير الى أن المشاورات الثرية والنقاشات المثمرة على مدى يومين, سمحت بتأكيد التوجه المشترك لإفريقيا ودول الشمال نحو “تكثيف التعاون والتنسيق بغية المساهمة في معالجة مختلف التحديات السياسية والأمنية المطروحة دوليا وإقليميا, ونحو العمل على كسب رهانات التنمية في القارة الافريقية, ونحو المزيد من الجهود لتنشيط وتعزيز دور العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة.”

ومن هذا المنظور, يقول السيد عطاف, فقد انصبت النقاشات بشكل خاص حول “تأزم العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة, و إفرازات هذا الوضع على قارتنا الافريقية التي تشهد هي الأخرى تدهورا متسارعا في الأوضاع الأمنية من جراء تعدد وتراكم وتفاقم بؤر التوترات والأزمات والصراعات, لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي”.

وبهذا الخصوص, أحاط وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, المشاركين في الأشغال بالجهود التي تبذلها الجزائر والمبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ل”تهدئة الأوضاع وتشجيع التوجه نحو بلورة وتفعيل حلول سلمية للأزمات في النيجر ومالي, وكذا تعزيز العلاقة الترابطية بين التنمية والأمن, عبر تعبئة الجهود لتنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في الساحل”.

و أشار إلى أن تلك المبادرات والمساعي “لاقت كل الترحيب وكل الدعم من قبل جميع الأشقاء والأصدقاء المشاركين في أشغال هذه الدورة”.

 

راسموسن يدين قصف الاحتلال الصهيوني لمستشفى في غزة

 

ولم تنحصر النقاشات على التحديات, بل شملت, حسب السيد عطاف, فرص التعاون والشراكة الاقتصادية في سياق تفعيل المشاريع الرائدة للأجندة القارية 2063, وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة, وكان الاجتماع فرصة لثلة من الشباب الأفارقة الطلبة بالمعهد الافريقي للتكوين المتخصص بتلمسان, رفقة نظرائهم من دول الشمال, “للتباحث حول موضوع التعليم في إفريقيا, الذي سيشكل الأولوية الرئيسية للقمة المقبلة للاتحاد الافريقي.”

و أكد الوزير أن المحادثات أبرزت بصفة جلية مقومات هذه الشراكة التي تجمع بين دول إفريقيا وشمال أوروبا, وهي المقومات التي تجعل من هذه الشراكة “متوازنة في خدمة الثوابت التي يلتزم بها الطرفان والمتمثلة في المبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة, ومفيدة في دعم العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف والصالح العام الدولي, وواعدة في استغلال الفرص والامكانيات التي توفرها اقتصاديات الدول الافريقية, ونموذجية يمكن أن تلهم مستقبل العلاقات بين الجنوب والشمال بصفة عامة”.

وهنأ السيد عطاف نظيره الدنماركي لارس لوك راسموسن, لاختيار بلاده من أجل تنظيم الدورة القادمة للاجتماع الوزاري, حيث ستحتضن العاصمة كوبنهاغن, شهر مايو المقبل الدورة ال21.

من جهته, افتتح الوزير راسموسن كلمته بإدانة قصف الاحتلال الصهيوني لمستشفى الأهلي المعمداني, في غزة, والذي راح ضحيته أكثر من 500 شهيد وتسجيل حوالي 600 جريح, مؤكدا موقف بلاده الرافض للعنف والتقتيل.

وفي السياق, قال وزير الخارجية الدنماركي “إننا نعيش فترة صعبة حاليا. أنا متأثر بالانفجارات والضربات التي استهدفت مستشفى غزة ومعاناة المدنيين هناك, فأوضاعهم صعبة جدا وهم بحاجة الى المساعدات الإنسانية”, لافتا إلى أن بلاده ستقدم مساعدة مالية للمتضررين في غزة.

وفيما يتعلق بأشغال الدورة, أوضح راسموسن أن دول شمال أوروبا قدمت إلى الجزائر وحضرت أشغال الدورة “للاستماع الى الزملاء الأفارقة, لأننا نحتاج الى التجارب والخبرة الافريقية, ولتعزيز شراكتنا متعددة الأطراف بما يخدم شعوبنا والاجيال القادمة”.

و أعرب عن استعداد دول شمال أوروبا للعمل مع افريقيا من اجل “اصلاح منظومة الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن الدولي”, مردفا “وسنعمل من اجل ضمان الدعم اللازم للتصدي لتحديات الامن والسلم في القارة الإفريقية, من خلال الاستثمارات والتعاون الدولي. سنقوم بكل ما في وسعنا للالتزام بوعودنا”.

 

اقرأ المزيد