التأكيد على ضرورة رقمنة المخطوطات و الوثائق القديمة لحمايتها

التأكيد على ضرورة رقمنة المخطوطات و الوثائق القديمة لحمايتها

بومرداس – دعا مشاركون في ندوة وطنية نظمت يوم الأحد ببومرداس إلى ضرورة رقمنة المخطوطات والوثائق والخرائط والكتب في مختلف الميادين التي ألفها جزائريون عبر التاريخ لحمايتها من الانتحال ومنع سرقتها والتعريف بها محليا ودوليا.

و رافع هؤلاء خلال هذا اللقاء الموسوم “بلاد الزواوة : دراسات من خلال المخطوطات” الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة بومرداس, على أهمية إدراج عمليات الرقمنة لهذا الإرث الوطني ضمن أولويات الدولة نظرا لأهميتها لاسيما في ظل كثرة عمليات الانتحال و السرقة الفكرية للمنتجات العلمية و الفكرية.

و في هذا الصدد, شدد الأخصائي في علم المخطوطات, مشهد جمال الدين, على ضرورة القيام ب “جرد وطني لكل المخطوطات و الوثائق التاريخية الوطنية و إنجاز فهرس و ترقيم وطني موحد لكل مخطوط لتثمينه و متابعة مساراته محليا و دوليا”.

و قال في هذا الإطار أن خزائن (المكتبات) المخطوطات و الوثائق و الرسائل العلمية الجزائرية القديمة و خاصة منها خزانة العالم الشيخ موهوب أولحبيب (المولود سنة 1822 بمنطقة بني ورتلان و تاريخ وفاته مجهول) “تنتشر حاليا عبر 175 مكتبة عبر العالم و تضم زهاء 600 عنوان أو مخطوط”.

و بدوره, اعتبر المؤرخ محمد أرزقي فراد أن الجزائر “اشتهرت عبر مختلف الحقب التاريخية بمناراتها العلمية المنتشرة عبر مدن كبجاية و تلمسان حيث أن مكتبة واحدة للعالم الشيخ موهوب أولحبيب كانت تضم أزيد من ألف مخطوط و لم يتبق فيها إلا زهاء 600 مخطوط بعد أن حرقها المحتل الفرنسي”.

و أضاف أن “أجدادنا من العلماء و الباحثين تركوا كما هائلا من الوثائق و المخطوطات إلا أنها كانت عرضة للنهب و الحرق و السرقة من طرف المحتل الفرنسي من أجل إتلاف و طمس كل ما له علاقة بمقومات الهوية الوطنية”.

و من جهته, أكد مدير مخبر التاريخ بجامعة البويرة, مصطفى سعداوي, على أهمية “فتح آفاق جديدة للبحث الأكاديمي في المخطوطات و الوثائق التي تؤرخ خاصة للتاريخ الثقافي الوطني القديم لما له من أبعاد مرتبطة بالهوية الوطنية مع نشر هذه الأبحاث بغرض التصدي لمحاولات تشويه الحقائق و تكريس الفكر الاستعماري”.

و تهدف هذه الندوة التي تتزامن مع إحياء شهر التراث الى توجيه الباحثين للإهتمام بالتراث المحلي و إبراز أهمية الدراسات الخاصة بالتاريخ المحلي و إشراك مختلف التخصصات العلمية بهذا المجال للبحث في تراث الجزائر بكل مكوناته.

و من بين أهم المواضيع التي عالجها المشاركون في هذا اللقاء الحركة الإصلاحية في المنطقة والمخطوطات خلال الثورة التحريرية و وثائق الأعراف والطرق الصوفية.

اقرأ المزيد