التأكيد على دور المجتمع المدني في المحافظة على الثروة المائية

و أجمع المتدخلون في لقاء حول “تحسين الخدمة العمومية للمياه” على ضرورة مساهمة المجتمع المدني في ديناميكية السلطات العمومية للبلاد الخاصة بتحسين الخدمة العمومية للمياه من خلال تجند الجميع وتوسيع دائرة التوعية والتحسيس للحفاظ على الثروة المائية وتجنب تبذيرها.

و في هذا السياق، أكد المدير المركزي المكلف بالزبائن بالمديرية العامة للجزائرية للمياه، صلاح الدين شريط، أن للمجتمع المدني دور كبير في تحسين الخدمة العمومية للمياه وذلك من خلال مشاركته الفاعلة في العملية التوعوية الخاصة بالحفاظ على المياه كمورد هام لا سيما في ظل التغيرات المناخية.

و أضاف السيد شريط أنه يتوجب على المجتمع المدني أن “يلعب دوره التحسيسي في مسألة الإعتداء على الشبكات وأهمية الحفاظ على التوازن المالي لمؤسسة الجزائرية للمياه وحث الزبائن على الإلتزام بتسديد الفواتير لما لها من أثر إيجابي في أداء الخدمة العمومية”.

بدوره، اعتبر الدكتور بلقاسم طحشي من جامعة “زيان عاشور” أن مسألة الحفاظ على الموارد المائية تكتسي أهمية بالغة وتستدعي مشاركة الجميع في تحسين سلوكات إستغلاله في ظل شح مصادره غير المتجددة وهو ما يبرزه توجه الدولة إلى الإعتماد على محطات تحلية مياه البحر.

و قال أنه “رغم ذلك تعد الجزائر من بين البلدان القليلة التي تعتبر الماء الشروب حق لمواطنيها وليست سلعة تباع وتشترى وهو ما يظهر جليا في قيمة الفارق بين إنتاجه الذي يتطلب تكاليف مرتفعة وبيعه للمواطن بأسعار زهيدة وهو الأمر الذي يجعلنا أمام حتمية الحفاظ على هذا المورد الهام”.

كما ذكر الأمين العام لنقابة مؤسسة الجزائرية للمياه، ناجي بهناس أن تنظيم هذا الملتقى الذي يعزز الديمقراطية التشاركية يشكل بدوره “فرصة ثمينة لإبراز دور المجتمع المدني في تحسين الخدمة العمومية للمياه والتي لا تقع على عاتق مؤسسة الجزائرية للمياه فحس بل تحتاج إلى تكاتف جميع الفاعلين”.

من جهته، تطرق مفتي الولاية، الميلود قويسم إلى مسألة تبذير الماء الذي يعتبر ثروة جماعية مضيفا “تحتاج إلى تعزيز سبل الحفاظ على المياه بكل الطرق والسبل لأن عكس ذلك يعتبر مخالفا لديننا الحنيف”.

و تخلل هذا الملتقى إمضاء إتفاقية إطار بين مؤسسة الجزائرية للمياه ممثلة في وحدتها بالجلفة وجامعة “زيان عاشور” تهدف لخلق جسور تواصل بين الهيئتين وتعزيز تبادل الخبرات.