البرتغال: ندوة برلمانية تشدد على أهمية التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي لإنهاء الاحتلال من آخر مستعمرة في افريقيا

لشبونة – أكد المشاركون في الندوة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي والمساندة للقضية الصحراوية, مساء أمس الخميس, على أهمية التضامن الدولي مع قضية الشعب الصحراوي العادلة, من أجل انهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية و الاستقلال.

وانعقدت هذه الندوة, التي شهدت مشاركة قوية لممثلي الأحزاب البرتغالية ببرلمان البلاد عن المجموعة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي وكذا عدة وفود أجنبية من بينها الوفد البرلماني الجزائري, عشية انطلاق أشغال الدورة ال 48 للتنسيقية الأوروبية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي (الأوكوكو).

وأبرز السيد ميغيل كوستا ماتوس, عضو البرلمان عن مجموعة الصداقة البرلمانية البرتغالية وممثلا عن المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي, في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أهمية تضامن جميع القوى السياسية مع القضية الصحراوية من أجل انهاء الاستعمار في الصحراء الغربية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية و الاستقلال.

ودعا السيد كوستا ماتوس لأن تكون هذه الندوة البرلمانية, ومعها اجتماعات الأوكوكو, “انطلاقة جديدة للعمل البرلماني الجماعي لنقل معاناة الشعب الصحراوي, وأداة للضغط على صناع القرار من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية واحترام حقوق الشعب الصحراوي”.

كما أكد من جهته أما ألفريدو مايا, عضو البرلمان الأوروبي ممثلا عن حزب الشيوعي البرتغالي, في إطار جلسة حول التضامن مع الشعب الصحراوي في البرتغال, أنه حان الوقت اليوم أن يدعو الاتحاد الأوروبي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي, جبهة البوليساريو, للبدء في مفاوضات اقتصادية فيما يتعلق باستغلال الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي, خاصة بعد قرار محكمة العدل للاتحاد الأوروبي الأخير في هذا الإطار.

وجدد السيد مايا دعم الحزب الذي يساند بقوة التطلع العادل للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال, مطالبا المغرب بضرورة الامتثال إلى اتفاق السلام الموقع بين الجانبين الصحراوي والمغربي سنة 1991 والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير, وفقا لقرارات الشرعية الدولية, واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وذكر ممثل الحزب الشيوعي بأن الصحراء الغربية, التي يبلغ طول سواحلها 1110 كلم, تعتبر منطقة بحرية مهمة جدا بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي كان لديه, حتى وقت قريب, حوالي 130 سفينة تعمل في المنطقة, مضيفا أنه تم تصدير 129200 طن من الأسماك و 74000 طن من الطماطم والبطيخ من الصحراء الغربية إلى أوروبا في عام 2022 بقيمة اجمالية قدرها 590 مليون أورو.

وتطرقت السيدة تانيا ميسكيتا, عضو اللجنة السياسية الدائمة لحزب التحالف الشعبي البرتغالي, من جانبها, إلى تضامن حزبها مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, مشددة على أهمية التزام الحكومة البرتغالية بالدفاع عن هذا الحق, و كذا مساهمتها بفعالية في انجاح المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة لتطبيق استفتاء تقرير المصير, لوضع حد للحرب, التي تسبب في نشوبها من جديد المستعمر المغربي بعد خرقه لاتفاق وقف اطلاق النار, وخدمة للاستقرار في المنطقة.

وإدراكا من حزب التحالف الوطني الشعبي البرتغالي لخطورة انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة, دعا الحزب الحكومة أن تدعم أيضا المبادرات الدولية الرامية إلى إدانة المملكة المغربية على الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان في هذا الإقليم, “بما في ذلك استخدام العنف الجنسي كسلاح للقمع والردع”, وأن تدعو إلى إنشاء آليات للمراقبة المستقلة لهذه الانتهاكات, وتحديدا في إطار بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.

وأدانت السيدة ميسكيتا إعادة فتح المغرب سيناريو الحرب في إقليم لم ينعم بالسلام منذ اجتياحه له, منددة بالصمت المطبق للمجتمع الدولي على هذه الانتهاكات, في الوقت الذي يواصل فيه المغرب منع ممثلي الأمم المتحدة والصحفيين والباحثين والمحامين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان من الوصول إلى الأراضي المحتلة.

وخلال حلقة النقاش حول حقوق الانسان في إقليم الصحراء الغربية, أثارت جيما ألينا, ممثلة عن الرابطة الدولية للحقوقيين من أجل الصحراء الغربية, مسألة تدهور حقوق الانسان في الصحراء الغربية منذ نوفمبر 2020, اثر التدخل العنيف للقوات المغربية ضد المتظاهرين المسالمين الصحراويين, في المنطقة العازلة بالكركرات, والذي أدى إلى عودة الحرب في المنطقة, منددة بالصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات وهذا على الرغم من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي وثق الاعتداءات المغربية على المدنيين في الأراضي المحتلة من خلال طائرات الدرون, بالإضافة الى المحاكمات الجائرة ضد السياسيين والحقوقيين التي لا يحترم فيها المغرب أدنى شروط المحاكمة العادلة.

ومن جانبه, نقل الصحفي الصحراوي, السيد محمد ميارة, من موقع “ايكيب ميديا”, واقع الانتهاكات التي يعاني منها الجزء المحتل من الصحراء الغربية, في ظل التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الاحتلال المغربي في المنطقة, داعيا أصحاب الضمائر الحية إلى الضغط على الاحتلال المغربي من أجل فتح تحقيق نزيه حول الصحراويين الذين تم اختطافهم ولازال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.

وخلال جلسة التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي, ذكر السيد تواتي عبر الرزاق, نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني و رئيس الوفد البرلماني الجزائري المشارك في أشغال الدورة ال 48 للتنسيقية الأوروبية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي (الأوكوكو), بالجهود التي تبذلها الجزائر منذ استقلالها لنصرة قضايا التحرر عبر العالم, مجددا التزامها الثابت من أجل الدفاع على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, في إطار تطبيق واحترام القانون الدولي.

وذكر السيد تواتي بأن الجزائر أكدت مرارا, من خلال رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أنها ستظل دائما وفية لمبادئها المستلهمة من كفاح شعبها المجيد وأنها ترفض منطق المساومة على حساب الثوابت.

كما تحدث السيد تواتي عن الجهود التي تبذلها الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي من أجل الانتصار للمظلومين والدفاع عن حقوق الشعوب, سواء تعلق الأمر بالصحراء الغربية أو ما تعلق بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف السيد تواتي أن مشاركة الوفد البرلماني الجزائري في هذا الحدث, “يشكل التزاما قويا بمبادئ الجزائر السامية وبقيم حقوق الانسان والعدالة والانصاف ومن خلالها أهمية دور المؤسسات الفعالة في إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تشكل تهديدا للسلم والأمن والاستقرار”.

وجددت بدورها, مابل م.تشينومونا, رئيسة مجلس الشيوخ في زيمبابوي, دعم بلادها الثابت لكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الاستقلال وتقرير المصير, داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل العمل على تمكين الشعب الصحراوي من حقه في التحرر والاستقلال من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير.

وفي رسالة بعث بها إلى أشغال الندوة البرلمانية, أكد اندرياس شيدر, رئيس المجموعة المشتركة للصحراء الغربية في البرلمان الأوروبي, تضامنه المطلق مع نضال الشعب الصحراوي الذي يخوضوه منذ زمن طويل وقضيته العادلة, مبرزا أنهم سيواصلون تنظيم مثل هذه الفعاليات المساندة والداعمة للقضية الصحراوية.

وشدد ممثل برلمان جنوب افريقيا, موليفي ديفيد ليغوتي, هو الآخر, على أنه لا يمكن التحدث عن استقلال قارة افريقيا مادامت الصحراء الغربية لازالت ترزح تحت الاستعمار المغربي, وانطلاقا من هذا يضيف ممثل جنوب افريقيا, “فإننا ملزمون بدعم الصحراء الغربية وبصورة فعالة من أجل وضع حد للاستعمار المغربي في آخر مستعمرة في القارة”.