الاهتمام الفرنسي بالوضع في الجزائر يُثير حفيظة الشارع والمعارضة - الجزائر

الاهتمام الفرنسي بالوضع في الجزائر يُثير حفيظة الشارع والمعارضة

أثار تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول الوضع السياسي في الجزائر، عقب ترحيبه بقرار تأجيل الانتخابات الرئاسية ودعوته الرئيس بوتفليقة لفترة انتقالية بمهلة معقولة، جدلًا واسعًا في البلاد، وردود أفعال قوية من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وأحزاب من المعارضة. وندّد رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، اليوم الثلاثاء 12 مارس، بما وصفه بـ” التدخل الفرنسي” في الشؤون الداخلية للجزائر، قائلًا “فرنسا الرسمية تُساند الإطاحة بالدولة الجزائرية بإلغاء الدستور وفرض على الجزائريين رجلًا مريضًا لعهدة مفتوحة لعدد من السنوات المقبلة مقابل وعود واهمة والتي تتحدث عنها فرنسا وكأنها ديمقراطية”. ونشر جيلالي سفيان مقطع فيديو على صفحته الرسمية على الفايسبوك إعتبر فيه أن “هذه لعبة غير مقبولة لأن هذه المرحلة المساندة من طرف فرنسا الرسمية يعني سطو والتفاف حول مطالب الشعب” مشددًا “الجزائريون لن يقبلوا بهذا المسار ولا بهذا التدخل الأجنبي”. في مقابل ذلك، إعتبر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) “تصريحات الدعم التي سارع وزير الخارجية الفرنسي في إدلائها لخريطة طريق رئيس الدولة لا يمكن إلا أن تكون مبعث قلق”. وقالت التشكيلة التي يقودها محسن بلعباس “نتذكر أن جان إيف لو دريان نفسه من قال بلهجة ازدراء في فيفري الماضي أن الانتخابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية انتهت أخيرًا بنوع من التسوية على الطريقة الإفريقية. ولا أرى لماذا سنقف في وجهه اليوم”. “الذين ألهموا أو دعموا هذا النهج المقلّد لسياسة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية كابيلا، سوف يتحملون أيضًا مسؤولية كبيرة تجاه الشعب الجزائري”، يردف الأرسيدي. ويسترسل في السياق “يرى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أننا أمام موقف خطير” وإنه “يستنكر انعدام مسؤولية مثل هذا القرار الذي يمكن أن يمهّد الطريق للتصعيد” داعيا “القوى السياسية والاجتماعية إلى التحضير لردّ يكون في مستوى الإهانة التي لحقت بالأمة”. ولم تقصر ردود الفعل الرافضة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للجزائر على الأحزاب السياسية، بعدما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات المندّدة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي رحب بقرارات بوتفليقة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات عن خلفية هذا التصريح. وكتب أحد النشطاء “في كل مرة تحشر فرنسا أنفها في الشأن الجزائري، مع أنها مطالبة بالالتفات إلى مشاكلها واحتجاجات السترات الصفراء، التي هزمتها مظاهرتنا السلمية والمليونية والحضارية”. في مقابل ذلك، إعتبر أحد المعلقين أن تدخل فرنسا في رئاسيات الجزائر دليل على أنها لا تزال تحكم الجزائر بالرغم من الاستقلال وأن كلمتها مؤثرة في إختيار الرئيس المقبل، بشكل لا يدعو مجالًا للشك” مضيفًا “الأزمة الحالية تعني الجزائريين وحدهم دون سواهم”. وعلى ضوء التفاعل الدولي مع الأحداث المتسارعة في الجزائر، عبّر الجزائريون في المسيرات المليونية السلمية الثلاث التي شهدتها البلاد، عن رفضهم للتدخل الخارجي في الجزائر، من خلال رفع شعارات عديدة على غرار “زيتنا في دقيقنا” وغيرها من اللافتات المعبرة. ومنذ تاريخ 10 فيفري، تاريخ إعلان بوتفليقة ترشحه لرئاسيات 18 أبريل المقبل، قبل تأجيلها وتمديد عهدته الرابعة بطريقة وصفت بـ “غير الدستورية لم تتوقف السلطات الفرنسية عن التعليق على الأحداث التي تشهدها البلاد، وتأكيدها على متابعة الوضع عن كثب، بداعي أن” الجزائر بلد صديق، شريك مهم وتربطهما علاقات قوية”. ومعلوم أن فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي عبرت عن موقفها على الأحداث التي تشهدها البلاد، حيث دعت الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت سابق، السلطات الجزائرية إلى إحترام حق التظاهر، وجاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو قائلة “نحن نراقب هذه التظاهرات في الجزائر وسنواصل فعل ذلك”. في مقابل ذلك، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الثلاثاء 12 مارس، أن بلادها تعتبر ما يحدث في الجزائر شأنًا داخليًا لدولة صديقة لروسيا، معربة عن أمل موسكو، بأن تحل المشاكل في الجزائر بنهج بناء ومسؤول، بحسب وكالة سبوتنيك.

اقرأ المزيد