الاحتلال الصهيوني يصعد من استهداف الإعلاميين لحجب حقيقة ما يحدث في الميدان وتضليل الرأي العام

الجزائر – أجمع إعلاميون من قنوات ووكالات إخبارية دولية على أن الاحتلال الصهيوني صعد من استهداف الصحفيين في فلسطين المحتلة, بممارسات إجرامية “غير مسبوقة”, في محاولة لحجب حقيقة ما يحدث في الميدان في ظل إمعان قواته في قتل المدنيين العزل, وكذا لتشويه المقاومة الفلسطينية لدى الرأي العام الدولي عن طريق نشر “الأكاذيب والدعايات والأخبار الزائفة”.

وفي تصريح ل/وأج, أكد نضال عليان رئيس تحرير بقناة “القدس اليوم” الفضائية, أن الاحتلال الصهيوني يتعمد في هذا العدوان الواسع الذي يشنه على قطاع غزة استهداف الصحفيين بشكل كبير جدا, حيث قال: “منذ بدء عملي في المجال الصحفي قبل أكثر من 12عاما لم أشهد مثل هذا الإجرام ومثل هذه البشاعة في استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال”.

وأضاف: “الاحتلال يمعن في استهدف الصحفي وعائلته ومؤسسته لطمس الحقيقة الفلسطينية والصورة التي يمكن أن تصل إلى العالم الخارجي”, موضحا أن “الاحتلال لا يريد أن ينقل الصحفي ما يحدث إلى الخارج وأن يتحكم في صورة ما ينشر ويرسمه كيفما يشاء, بالترويج إلى أنه هو المظلوم في هذه المعركة, رغم أن الحقيقة وما يجب أن يبرزه الصحفي الفلسطيني وغيره من الإعلاميين الأحرار, أن الشعب الفلسطيني هو المظلوم ويناضل ويكافح لاسترجاع الأرض التي سلبت وسرقت منه”.

وأشار في السياق, إلى أن الناس في الماضي كانت تستأنس بوجود الصحفي في منطقتهم أو بالقرب منهم, لأن في وجوده حصانة لهم, لكن اليوم, يستطرد بالقول: “تغير الوضع ومن يجد نفسه بجانب صحفي يهرب منه ويبتعد عنه إلى مسافة طويلة, لأنه يدرك أن الصحفي بات هدفا لطيران الاحتلال الصهيوني في هذا العدوان الواسع, الذي دمر نحو خمسين مؤسسة إعلامية وقصف بيوت ومنازل الصحفيين وعائلاتهم”.

و استدل في هذا الإطار, بما حدث لصحفي “قناة الأقصى” الفلسطينية عصام بهار, الذي استشهد هو وزوجته وأصيب عدد كبير من أفراد عائلته خلال قصف قوات الاحتلال لمنزله.

وأدان الإعلامي الفلسطيني, ما يقوم به الاحتلال من قتل الصحفيين بدم بارد, وهم يلبسون الدرع الصحفي, ويعرفهم  بأنهم إعلاميون, في محاولة لحجب حقيقة ما يجري على الأرض من مجازر “بشعة جدا”.

ووفقا لآخر التقارير فقد ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة قبل 11 يوما, إلى 15 شهيدا, بارتقاء صحفيين اثنين فجر اليوم الثلاثاء في قصف استهدف مبان سكنية بالقطاع.

 

== الاحتلال الصهيوني يغتال الصحفيين حتى لا تصل جرائمه إلى الرأي العام الدولي ==

 

وقال في هذا الصدد: “خلال جولة لي في الشوارع رأيت أشياء مهولة ..أحياء كاملة تمت إبادتها وقصفها بشكل جنوني.. لا يوجد منزل غير مستهدف”, منبها إلى أن “هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة كان لابد ينقل الصحفيون وقائعها إلى الخارج عن طريق المؤسسات التي يعملون بها, لكن الاحتلال من خلال استهدافه للصحفيين يعمل على أن لا تصل هذه الصورة للعالم الخارجي”.

كما أبرز, الخطر الكبير الذي يترصد بالصحفيين, قائلا: “هناك خطر كبير جدا على الصحفيين الذين يتحركون في الميدان وفي كل دقيقة نحن نتوقع أن نسمع استشهاد صحفي آخر, ربما أنا أو غيري من الصحفيين لذلك الوضع خطير جدا على المجتمع الصحفي في قطاع غزة”.

من جهته, أكد الصفي بقناة ” الجزيرة” الفضائية, جعفر سلمات في تصريح ل/وأج, أن استهداف قوات الاحتلال الصهيوني للفرق الإعلامية في فلسطين هي طريقته لحجب حقيقة ما يجري في الميدان, لأن “الصهاينة روجوا عبر حكومتهم أولا ووسائل إعلامهم ثانيا, لأحداث كاذبة بخصوص ما جرى يوم 7 من أكتوبر الجاري, لبناء مظلومية مزعومة تكسبهم مزيدا من التعاطف الدولي”.

و تابع يقول: “ما يفعله الاحتلال اليوم هو ترويج الأكاذيب”, مشيرا إلى “مزاعمهم فيها بأن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس أطفال وقتلت نساء أبرياء, وتم تداول ذلك عبر وسائل إعلام كبرى عالمية”, مردفا ” هذا ما يرومه الاحتلال, التضليل وتضخيم الأحداث ونسج أحداث مزعومة وادعاء المظلومية وارتداء ثوب الضحية رغم كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الثابتة بالبراهين في ممارساته”.

وهو ما ذهبت إليه الصحفية اللبنانية, بوكالة “يونيوز” للأخبار, فاديا الحسيني, حيث أكدت ل/وأج, أن الهدف من استهداف الإعلاميين في فلسطين هو تزييف الحقائق و إخفاء ما يقوم به من “جرائم جماعية ممنهجة ” في قطاع غزة عبر إبادة عائلات بأكملها.

و مضت تقول: “استهداف الاحتلال للإعلاميين هو استهداف للحقيقة وللدليل الذي يثبت جرائمه البشعة, التي ليس لها نظير في العالم”, مذكرة بأن الكثير من الإعلاميين كانوا ضحية في العديد من مناطق النزاع في العالم, في محاولة من العدو لطمس حقيقته وحشية ما يقوم به من جرائم قتل وتنكيل وتهجير”.

واستطردت الإعلامية اللبنانية قائلة: “يعمل الاحتلال على الترويج للأكاذيب والمغالطات من أجل تشويه المقاومة الفلسطينية لدى الرأي العام العالمي, لجلب التعاطف, رغم أن الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه وعرضه ويتعرض لحرب إبادة جماعية”.