الاحتجاجات الاجتماعية في العراق تستغل سياسيا وأمنيا لتصفية صراعات اقليمية

الاحتجاجات الاجتماعية في العراق تستغل سياسيا وأمنيا لتصفية صراعات اقليمية

الجزائر – أكد الأستاذ عمار مصباح من جامعة الجزائر يوم الأربعاء أن الاحتجاجات الشعبية التي عاشتها العديد من المدن العراقية منذ الفاتح أكتوبر الجاري, وان كانت تحت غطاء اجتماعي بحت, فهي تستغل “سياسيا وأمنيا” من قبل أطراف لتصفية الصراعات الاقليمية عبر تزكية الفوضى الأمنية.

وقال الاستاذ في العلاقات الاستراتيجية الدولية بجامعة الجزائر(3) في تصريح لوأج أن الصراع القائم في العراق والذي بدأ تحت “غطاء اجتماعي بحت” بسبب الازمات السياسية والاقتصادية والامنية التي غذاها استشراء الفساء في العراق وكبل سبل التنمية فيه مع تزكية السياسات البغيضة القائمة على الهوية العرقية والطائفية, “يستغل حاليا سياسيا وامنيا من طرف أيادي أجنبية من أجل تصفية الصراعات الاقليمية عبر تزكية الفوضى الامنية في البلاد”.

وأوضح السيد مصباح في هذا السياق, أن المتغير الجديد الذي طرأ على الاحتجاجات في العراق بعد تلك التي عرفها البلد في 2016 و2018, هي “الهجمات الاخيرة على منشئات النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية والتي اتهمت فيها الرياض والولايات المتحدة الامريكية العراق ب”استخدام اراضيه لانطلاق الطائرات التي هاجمت المنشئات ب+دعم من الجمهورية الايرانية+”.

وعليه يرى الاستاذ, أنه في ظل تباين المصالح اقليميا, “تسعى أطرافا خارجية لنقل الصراع الى مناطق نفوذ إيران لا سيما الى العراق عن طريق تصعيد الاحتجاجات الاجتماعية و خلق انفلات امني لا سيما في مناطق الجنوب حيث الوضع المستقر نوعا ما”.

واضاف السيد مصباح, أن هذا المنظور هو الذي أكده مؤخرا العديد من القادة العراقيين على رأسهم الرئيس العراقي ورئيس البرلمان اللذين “إتهما أطرافا خارجية التي تعمل على اختراق البيئة العراقية الداخلية من أجل التخريب والتصعيد الامني لنقل الفوضى الى مناطق نفوذ ايران +لإشغالها عن دعم بعض الدول العربية+”.

وتوقع السيد مصباح أنه في حال إستمرار الفوضى في البلد فان قوات ما يعرف بالحشد الشعبي ستتدخل الى صالح قوات الامن الحكومية بما ان الطرح الراسخ هو ان “التصعيد الامني في البلاد يتم بتحريك من اطراف خارجية”.

وعلى صعيد آخر, حذر المحلل السياسي, من إمكانية تأثير الإحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت العديد من المدن العراقية على اعادة تأهيل عناصر تنظيم داعش, وبالتالي تبديد جهود الدولة التي تمكنت بعد حرب ضارية ضد التنظيم الارهابي من دحر فلوله في العديد من المدن العراقية بعد ان اقدم على هدم البنية التحتية للدولة.

وقال الأستاذ الجامعي, أنه من الآثار المترتبة على موجة الاحتجاجات هي “إمكانية إعادة تأهيل الخلايا النائمة للتنظيم الارهابي لا سيما وأن هناك إمكانية لإطلاق سراح المحتجزين في السجون وبالتالي دعم صفوفه في البلد وخلق فوضى في البلد قد تتسبب في تأجيج الأوضاع الامنية في المنطقة ككل” .

غير ان الأستاذ الجامعي إستطرد قائلا: “إنه بالرغم من صعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في العراق فقد تتجه الاوضاع الى التهدئة لاسيما وأن الحكومة العراقية بدأت تتخذ جملة من الاجراءات السياسية و الاقتصادية التي من شأنها أن تستجيب للمطالب الاجتماعية التي رفعها المتظاهرون وقال انه لا يتوقع المزيد من التأجيج الامني في البلد”.

للاشارة, بعد دعوة الرئيس العراقي, برهم صالح, الى وقف التصعيد, يشهد العراق اليوم هدوء حذر, بعد اسبوع من الاحتجاجات التي شابها اعمال عنف اسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وتسجيل 6000 جريح, حسب احصائيات رسمية.

وكان الرئيس العراقي قد دعا أمس الى ضرورة وضع حد لما اسماه بالفتنة بعد اقرار القوات الامنية باستخدام القوة المفرطة بمدينة الصدر بشرق البلاد واشار الى ضرورة اتخاذ الاجراءات لمواجهة هذا النوع من الاحتجاجات ومنع الاندفاع الى القوة المفرطة.

ودعا الى ضرورة الحوار بين ابناء البلد الواحد ومنع أي تدخل اجنبي في بلد لطالما سعى الى تحقيق التوازن بين حليفتيه المتعاديتين الولايات المتحدة وايران.

كما قدمت الحكومة العراقية سلسلة اقتراحات لتدابير اجتماعية سعيا لامتصاص الغضب الجماهيري في بلد غني بالنفط ويعيش اكثر من خمس سكانه تحت خط الفقر.


اقرأ أيضا:      ارتفاع حصيلة المظاهرات في العراق إلى 100 قتيل و4000 جريح