الاتحاد الفرنسي ينتظر موافقة ماكرون ومطالب بتوفير شروط أمنية “خاصة” - الجزائر

الاتحاد الفرنسي ينتظر موافقة ماكرون ومطالب بتوفير شروط أمنية “خاصة”

الفرنسيون “يسيّسون” ودية “المحاربين” و”الديكة” في الجزائر
تحوّل في الساعات الأخيرة الحديث عن المواجهة الودية المنتظرة بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي في الجزائر، وبتحرك من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، إلى جدل قريب من السياسة أكثر منه من الرياضة، بعد أن تضمنت تصريحات الأخير “تلميحات” سياسية وتاريخية، بتأكيده على شعوره بأن الجزائر هو “البلد الوحيد الذي لا يمكن لفرنسا أن تلعب فيه رغم مرور أزيد من 60 سنة..”، في إشارة إلى استقلال الجزائر من المستعمر الفرنسي، ثم حديثه عن ضرورة الحصول على موافقة الحكومة الفرنسية بعد وصول اقتراح جزائري لإجراء المباراة شهر أكتوبر من العام المقبل وضرورة توفير إجراءات أمنية خاصة، ما يبرز تناقضات غير مفهومة في موقف لوغريت.

أكد، الثلاثاء، موقع “فرانس تي في الإخباري” أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم اقترح على نظيره الفرنسي إجراء مباراة ودية في الجزائر شهر أكتوبر 2020، وقال الموقع ذاته نقلا عن مصادر وصفها بالقريبة من الملف إن “الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أرسل تهنئة إلى نظيره الجزائري بعد التتويج بكأس إفريقيا 2019، وعندما رد الاتحاد الجزائري على المراسلة قدم اقتراحا لإجراء لقاء ودي شهر أكتوبر 2020″، مضيفا بأن الفاف اقترحت إجراء المباراة في الملعب الأولمبي الجديد بوهران والمعني باحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2021، والمقرر تسليمه بداية العام المقبل، وهذا ردا على انتظار فرنسي طويل لإجراء لقاء آخر بين المنتخبين بعد ذلك الذي لعب في أكتوبر 2001 بفرنسا والذي لم يكتمل بعد اقتحام الأنصار لأرضية ملعب فرنسا الدولي.

والغريب في الأمر أن رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم غيّر نوعا ما من تصريحاته، فبعد أن كان يتحدث قبل يومين عن ضرورة إجراء اللقاء في أقرب وقت وقبل نهاية عهدته، واستغرابه “عدم قدرة” الطرفين على برمجة ودية بين “المحاربين” و”الديكة”، إلى درجة أنه لمّح إلى ضرورة فتح صفحة جديدة و”نسيان” التاريخ بالقول: “أشعر بأن الجزائر هو البلد الوحيد الذي لا يمكننا أن نلعبه فيه.. أظن أنه حان الوقت لنلعب هناك، لقد مرت أزيد من 60 سنة ليمكننا لعب كرة القدم”، في إشارة إلى استقلال الجزائر، عاد، أمس، في تصريحات لموقع “فرانس تي في الإخباري” للحديث عن شروط وضوابط معينة للموافقة على برمجة هذه المباراة المثيرة للجدل، وقال لوغريت: “منذ أن توليت منصب رئاسة الاتحاد الفرنسي وأنا أريد اللعب في الجزائر.. إنه البلد الوحيد الذي لا نواجهه.. لقد حان الوقت لبرمجة هذه المباراة”، قبل أن يضيف:” سأتنقل إلى الجزائر في أقرب وقت ممكن من أجل الوقوف عند الشروط والظروف التي ستنظم فيها هذه المباراة..”.

ورفع لوغريت حدة الجدل الذي يغلف هذا المباراة إلى أقصى درجاته، عندما أخرجها من نطاقها الرياضي وأكد حاجة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إلى “الموافقة السياسية” أو كما سماه الموقع الفرنسي الإخباري “موافقة الرئيس مانويل ماكرون”، قبل أن يزيد من تعقيد الملف بالحديث عن ضرورة توفير شروط أمنية خاصة، ما يعني بأن المباراة ستجري وفق الشروط “الفرنسية” أكثر منها “الجزائرية”، ولو أن المباراة الوحيدة التي لعبت بين المنتخبين في فرنسا توقفت لأسباب أمنية بعد اجتياح الأنصار لأرضية ملعب فرنسا الدولي ربع ساعة قبل نهاية المباراة، في قوت كان فيه زملاء زيدان متفوقين على زملاء بلماضي بأربعة أهداف لهدف.

ومن المنتظر أن تلقي هذه التصريحات بظلالها على اقتراح برمجة هذه الودية المرتقبة، خاصة أن السلطات الجزائرية لم تدل بدورها بأي رأي في هذا الملف لحد الساعة.